عاجلمواطن مصري

يُراهنون على إِسقاطنا| بقلم جورج عياد

“يُرَاهِنُونَ عَلَى إِسْقَاطِنَا، وَلَا يَعْلَمُونَ انَّ الْجِبَالِ لَا تَسْقُطُ إِلَّاّ بِأَمْرٍ مِنْ خَالِقِهَا.. مقولة في غاية الروعة تعكس أوضاعاً حاسمة تعيش جميع تفاصيلها “أرض الكنانة” مصر باعتبارها قلب العروبة النابض والحصن المنيع لأشقائها العرب.

وتتجلى عظمة هذه الكلمات في الاختبارات بالغة الصعوبة التي مرت بها، ولا تزال تمر بها، مصر التي شاءت عناية الله أن يكون قائدها وزعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بلا أدنى مبالغة أو مجاملة، فكم التحديات والصعاب التي تحيط ببلدنا المفدى ويستعصى على أي عقل بشري أن يتخيلها لا تعد ولا تحصى.

فما بين حرب أهلية تكاد تعصف بوحدة الأراضي السودانية جنوباً، وانقسامات سياسية خطيرة في الغرب الليبي تجد مصر نفسها لاعب أساسي في تقليص حدة هذه الصراعات، فتتصدى القيادة السياسية مثجسدة في الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل قوة وحسم للم الشمل العربي وتجنيب المنطقة ويلات صراعات غير محدودة.

أما اذا جاء الحديث عن الحدود الشرقية المشتعلة فإن كل حروف اللغة لا تكفي لوصف حجم المأساة والواقع الكارثي الذي عاشه الشعب الفلسطيني على مدار نحو 16 شهراً وما عاناه سكان قطاع غزة والضفة الغربية تحت وطأة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والذي دمر الأخضر واليابس لتنفيذ المخطط التوسعي الإجرامي وتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”.

وهو ما استتبعه ملحمة الصمود والاستبسال المصري الذي عبر عنه بمنتهى الوضوح والقوة القائد الزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى حينما أطلق صيحته عالية مدوية ومزلزلة: تهجير الشعب الفلسطيني خط أحمر، هذا بخلاف الدور البطولي الذي لعبته مصر بتوجيهات مباشرة من الرئيس لتقديم يد العون وادخال المساعدات الاغاثية والإنسانية لسكان قطاع غزة واستقبال مئات الجرحى والمصابين لعلاجهم بمستشفيات العريش والإسماعيلية والقاهرة.

ولم تكد نيران المدافع تهدأ عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى ظهر التحدي الأخطر في تاريخ المنطقة العربية على مدار السنوات الخمسين الماضية.. حين صدرت تصريحات للرئيس الأمريكي ترامب يدعو خلالها لقبول مصر لمخطط التهجير القسري للإخوة الفلسطينيين تحت شعار مضلل مفاده استحالة احتمال أهالي القطاع للأوضاع المأساوية في غزة.

وهو ما استدعى الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستلهام روح البدلة العسكرية والتأكيد على شعار: “أنا مش سياسي بتاع كلام” والتي تحولت إلى صيحة وطنية على لسان كل حر غيور على وطنه مدافع عن كل حبة تراب من مصر.

وفي واقع الحال فإن الرئيس السيسي توافرت فيه جميع مميزات الرؤساء السابقين، فأخذ من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وطنيته واقدامه، ومن الرئيس الراحل محمد أنور السادات ذكائه وحنكته في التفاوض مع الخصوم، ومن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كاريزمته القيادية، ثم أضاف على كل هذا ذوبانه عشقاً في حب هذا البلد الأمين مصر.

ويكفي أن نرى بأعيننا أن كافة هذه التحديات والصخور والبراكين والأعاصير السياسية التي تحاصرنا من كل جانب لم تثن عزيمة الرئيس السيسي عن خوض غمار مسيرة النهضة الشاملة والتنمية المستدامة لتصنع مصر الحاضر المزدهر وتبني للأجيال القادمة مستقبلاً قوياً يستطيع المنافسة بل والتفوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى