قال نور الدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الجزائري، اليوم السبت، إن عام 2018 شهد فقدان 96 جزائريا، خلال رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
وأضاف بدوي في كلمته خلال افتتاح المنتدى الوطني لمكافحة الهجرة غير الشرعية بالجزائر العاصمة اليوم أن العام الماضي شهد تقديم 344 شخصا للقضاء بتهمة تهريب البشر وتم إدانة 24 منهم بالسجن النافذ، إضافة لانتشال جثث 119 شخصا حاولوا الهجرة غير شرعية.
وأوضح أن هؤلاء الضحايا أغلبهم لم ينطلقوا من الجزائر، غير أن أمواج البحار وتيارات المياه أوصلتهم إلى البلاد، مشيرا إلى أنه تم رصد أكثر من 51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحرض على الهجرة غير الشرعية، موضحا أنه تم إعداد ملفات قضائية، لمتابعة أصحاب هذه الصفحات، أمام العدالة.
واعتبر أن استفحال الظاهرة، يحتم تفسير الوضع والبحث عن آليات تطور هذه الظاهرة، ومعالجتها بكافة السبل، وقال ” كيف تمكن هؤلاء الشباب من تنظيمها في مكان محدد ووقت معلوم، رغم أنهم من مختلف ولايات الوطن”.
وأضاف “أكيد أن مثل هذا العمل ليس وليد الصدفة بل دبر بإحكام، من أناس يمتهنون هذه الحرفة المقيتة وهم أشخاص باعوا ضميرهم وأعمت بصيرتهم الأطماع، دفعوا بشباب بريء وغير مدرك نحو المجهول”.
وأوضح أن هناك العديد من حالات الهجرة غير الشرعية لا تتعلق بظروف اقتصادية، موضحا أن الهدف من الهجرة يكون البحث عن المنصب.
وأشار إلى أنه تم تنظيم عدة حملات توعية تركز على خطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى شرح كل المساع التي تقوم بها السلطات خاصة في مجال الشغل والسكن.
وأشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تساهم في ظاهرة الهجرة غير الشرعية وقال إن هذه الوسائط تلعب في الترويج وتغليط الشباب بأكاذيب وقصص منسوجة، مما تدفعهم لهذا المصير المجهول، وقال “ما زاد الأمر تعقيدا هي تلك الأغاني، التي يتم تدوالها بين الشباب المحرضة”.
وأضاف “أن الفن بكل صوره رسالة للحياة ورسالة للأمل، ليس كما يروج لتلك الأغاني التي تساهم في هذه الظاهرة، فالأغاني التي يؤديها بعض شبابنا تجدها مليئة بالإحباط لا يدرك أصحابها خطورتها، وكم روح تفقد بسببها، لذلك ندعوهم للتعقل”.
