افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرعاجل

“وأخيراً” و”هرشة” و”أجهر” و”تغيير جو”.. من المسئول عن فوضى أسماء دراما رمضان

افتتاحية بروباجندا

كل سنة وانتو طيبين يا قرائنا الغاليين.. ايام معدودات ويهل عينا شهر الصوم والرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وفي هذا الشهر الفضيل يحلو اجتماع العائلة على مائدة الطعام.. وبعدها مباشرة، وأغلب الأوقات في نفس ذات الوقت، تلتفت العيون والأذان إلى شاشات التليفزيون.. وهذه حالة اعتدنا عليها كما يعرف الجميع منذ عشرات السنين.

وهذا هو مدخل الحديث عن “دراما رمضان” التي أصبحت التيمة المفضلة للم شمل الأسرة.. ومن هنا ظهر المصطلح الإعلامي الأشهر دون منافس “دراما رمضان”، حيث تحولت إلى وسيلة الجذب الأكثر إقبالا وارتباطاً بشهر الصوم الفضيل ربما أكثر من “الكنافة” والقطائف” و”الياميش”.

وفي واقع الحال فإن كل ما سبق يدلل على حقيقة في غاية الأهمية ألا وهي الدور الخطير الذي تلعبه “القوة الناعمة” لوسائل الإعلام في “معركة الوعي” التي طالما لفت الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتباه إلى أهميتها ودورها الحيوي في بناء الأجيال وتشكيل منظومة الفكر الشعبي وبالتالي الرأي الجمعي للدولة.

ولعل أولى أبجديات معايير اختيار هذه الدراما، كما يعرفها خبراء الإعلام، اختيار اسم المسلسل، وهو وحدة بناء الدراما، من هنا يجب مراعاة منتهى الدقة وحسن اختيار أسماء هذه المسلسلات وهو ما استرعى الانتباه في بروموهات دراما رمضان هذا العام.

الأجهر

طرح منذ ايام برومو مسلسل الأجهر للنجم عمرو سعد المقرر عرضه ضمن مسلسلات رمضان 2023، وظهر من البرومو تناول المسلسل لقضية بيع الألماس والعالم السري لهذه التجارة وخاصة في الدول الافريقية التي تعتبر سوقا منتعشة لهذه التجارة، ونوقشت هذه القضية في أفلام متنوعة أبرزها فيلم blood diamond للنجم ليوناردو دي كابريو، والذي يبدو أن عمرو سعد سيسير على خطاه في هذه العمل مع اختلاف التفاصيل بين العملين بالطبع، وفي هذا التقرير سنستعرض أبرز أوجه التشابه بين بطلي العملين وعلاقتهما بهذه التجارة المحرمة.

يكشف البرومو عن دخول مصطفى الأجهر (عمرو سعد) إلى العالم السفلي لتجارة الألماس والذهب في إحدى الدول الإفريقية، في ظل صراعات بين شخصيات مختلفة بارزة في هذا العالم للحصول على الألماس والذهاب، وتصل هذه الصراعات إلى اقتحام مسلحين للقرية بالأسلحة والسيارات ليحاول مصطفى الأجهر مساعدة أطفال القرية.

وبالتسليم بنجومية الفنان عمرو سعد التي لمعت خلال العامين الماضيين من خلال مسلسليه “ملوك الجدعنة” و”توبة”.. فإن اسم المسلسل يثير حالة من الجدل حول المقصود به.. خصوصا مع اختلاف معنى ودلول لفظ الأجهر.. فمرة تجد معناها “الذي لا يُبْصِرُ في الشَّمْسِ”.. وفي معنى آخر تجد الأجهر بمعنى صاحب الصوت المرتفع، في حين قال عمرو سعد أن المقصود به الذي يرى ما لا يراه الناس فيا ترى نصدق من؟

الهرشة السابعة

كما أثار البرومو الترويجي لمسلسل “الهرشة السابعة” والذي من المقرر عرضه في رمضان المقبل 2023 ردود أفعال مضطربة، حيث ظهرت في بدايته الفنانة أمينه خليل وهي تتزوج الفنان محمد شاهين ثم تنقلب الأحداث لتظهر الخلاف بينهم ومحمد شاهين يصرخ ويقول لها “كفاية دراما يا ندين” وترد عليه أمينة خليل بإستنكار وتقول له “أنا دراما” ويتابع وهو يقول لها “أنا خايف عليكي مخك هيصدي من القاعدة إشتغلي يا نادين” وتتعدد المشاهد لتظهر الحياة التعيسة التي يعيشها كلاً منهم وتقول له أمينه “ تصرفاتك غريبة بقالك فترة ” ليرد عليها محمد شاهين” علشان بقالي 5 شهور قاعد في البيت مبعملش حاجة” ثم تتنقل المشاهد بين باقي أبطال المسلسل وتظهر الفنانة عايدة رياض وهي تقول “أنا عايزة أطلق” وينتهي البرومو بولادة أمينه خليل لطفلين توأم، ومن الواضح أن مسلسل “الهرشة السابعة” يناقش قضايا مختلفة بين الأزواج مع تعدد المواقف.

وجاءت أغلب تعليقات وتخمينات المشاهدين للبرومو حول المقصود باسم هذا المسلسل، فهل المقصود به “الحاسة السابعة” ، رغم أن المتعارف عليه أن الحواس توقفت عند “الحاسة السادسة” فقط فهل هذا اكتشاف لحاسة جديدة مثلاً.

تغيير جو

أما ثالث أسماء المسلسلات “الغريبة” فهو “تغيير جو”، وتدور أحداثه حول فتاة تدعى «شريفة» تعمل مهندسة الديكور التي تعيش أزمات إجتماعية بسبب الظروف الصحية لوالدتها، وتتغير عاداتها تماماً عندما تتعرف على أستاذ التاريخ «إياد نصار» الذي يُغير مسار حياتها، وفي الوقت ذاته يغوص المُسلسل في الكثير من الحكايات الإجتماعية.

وأخيراً

لك أن تتخيل أن نفاجأ بان “وأخيراً” هذا اسم مسلسل .. لعله آخر احتمال أن يرد هذا على عقل انسان.. المسلسل بطولة قصي خولي، نادين نجيم، من تأليف وإخراج أسامة الناصر، وتدور احداثه حول «خيال» التي تعيش في أجواء شديدة الفقر ولا تحمل أي أوراق إثبات شخصية والتي تقع في حب «ياقوت» السجين السابق الذي يعيش حياة غير مُستقره ويتورط مع بعض العصابات في عمليات اختطاف وقتل واتجار بالبشر.

كلمة أخيرة

إذا كانت الأسماء “الغريبة” هي أول ما يدركه المشاهد حول المسلسل، فإن من حق القارئ أن تحترم عقله ولا تغرق في هذه الاستمالة إلى حد هذا التهافت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى