هكذا علمني القائد السيسي | بقلم د. ايات الحداد

كنت ومازلت لدي مبدأ في الحياة : ” حاول متقولش الا أفعال واثبت لخِصمك الحق فعل وليس قول فقط”، وقد أستطعت أن أثبت للجميع معنى التحدي فعل وليس قول وهذا ما يجعل الخِصم يصمت، فعندما يكون هناك موضوع محورنقاش، الذي ينتصر دائمًا في الحوار من كانت حُجته أقوى، والحُجة تأتي من الحق والإيمان، وقد تعلمت من سيادة الرئيس كيف يتعامل الإنسان مع أعدائه او من يسيء في حقه، فأثناء لقائه بأعضاء البعثة الإعلامية المصرية في نيويورك: قال: « عايزين نعلم الناس إنهم يبقوا مترفعين عن الإسفاف، وأحد الرؤساء اتكلم في حقي شخصياً ومفيش رد ومش هرد»، كما رد السيسي على أردوغان: « وأنا صغير كان فيه ناس كبار يضربوني، فأقول لهم بكرة أكبر وأضربكم».
والبعض أنتقد قول سيادة الرئيس لأنهم لم يفهموا المغزى من الكلام، فالرئيس يقصد بهذا الكلام أن الدولة لن تستطيع أن تقف أمام دولة آخرى مُعادية الا وإذا كانت أقوى حتى تستطيع الرد عليها، طبقًا لقوله تعالى: ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، فلكل منّا عدو ايا كانت نوع العداوة وسواء كانت ما بين فرد وآخر او ما بين دولة وآخرى، يجب أن يتسلح الأنسان او الدولة بالقوة بجميع أنواعها حتى يستطيع أن يُدافع عن حقه، اما إذا واجه انسان ضعيف انسان قوي بلا حُجة قوية يستطيع الرد به عليه فسيصبح النزاع به إسفاف، وهذا ما نُشاهده اليوم عندما يجد إنسان نفسه ضعيف بلا حُجة يبدأ بالإسفاف والتطاول على الآخر ظنًا منه أن ذلك يُجلب له حقه، فالإنسان من دون خصومات، من دون معارضات، لا يُرقى، أي لا يسعى، لا يُمتن، لا يظهر فضله، الإنسان بالعدو يجتهد، يظهر صِدقه، يظهر ثباته، يقيم الحُجة عليه لعله يهديه إلى الله، فطبيعة الحياة حلبة صراع بين الحق والباطل، بالصراع يرتقى المؤمن، وتقام الحُجة على الكافر.
وضرب الله لنا أروع مثل للجدال والحوار وهو الذي دار بين سيدنا إبراهيم والملك، فقال الله سبحانه وتعالى:” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ”، فعندما قال سيدنا إبراهيم رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، حدث خلاف في التأويل!فالملك يقصد أنه عندما يأمر بالقتل أو العفو عن انسان فأنه المُحيّ والمميت! وعندما قال له إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ! فلم يستطع الرد على هذه الحجة لأن ليس بها تأويل او مفهوم او معنى آخر ! فإذا حاورت إنسان فأبدأ بحجة قوية لا يستطيع الرد عليها! وضرب لنا الله مثل آخر: ” أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ “، للوصول لليقين في الحوار، فاليقين الاستدلالي رؤية الدخان اما اليقين الاستشهادي رؤية النار.