هكذا أصبحت مصر للمقاصة!| بقلم د. ايات الحداد

من بدروم في بورصة القاهرة وغرفة في بورصة الاسكندرية الى عدة مقرات لها في القاهرة والاسكندرية ، فبدأت ببدروم ثم مكتب ثم غرفة حتى اصبحت على غرار الشركات العالمية، فكيف حدث ذلك سوف أوضحه في ذلك المقال: بداية نحن نعلم ان القانون المصري مقتبس من القانون الفرنسي كذلك الأمر بالنسبة لفكرة المقاصة ونظام الحفظ المركزي، فهي فكرة مقتبسة من الأساس من النظام الفرنسي بل تم ترجمة ذلك النظام وجعله متوافق مع نظام البورصه المصريه فنيًا، فالتاريخ الحقيقي لمصر المقاصة بدأ عام 1994ورسميًا في أول أكتوبر 1996،ولمن لا يعرف ما هي شركة مصر للمقاصة والإيداع والقيد المركزي فهي تمثل دورًا محوريًا في الأسواق المالية الاقليمية العالمية.
اما عن كيف ومتى حدث ذلك فكان بفضل وخبرة وعقلية رجل الاقتصاد الواعي المدرك لكل متطلبات العصر اللواء محمد عبد السلام الذي يعتبر بمثابة حجر الساس لسوق المال المصري بشهادة خبراء محليين ودوليين، والذي كان له العديد من الانجازات والاسهامات سواء على مستوى الشركة او المستوى العام كدولة، بداية توليه منصب رئيسًا لبورصتي القاهرة والاسكندرية خلال عام 2004 ثم شغل منصب رئيس مجلس ادارة شركة مصر للمقاصة عام 2006، و لثقة الدولة في هذا الرجل فقد اسندت له رئاسة البورصة المصرية عقب ثورة 25 يناير حيث توقفت البورصة قرابة شهرين وتحمل هو وحده قرار اعادة تشغيلها لاعادة الثقة في الاقتصاد المصري.
وايضا هو صاحب فكرة ربط البورصة ومصر للمقاصة وهيئة سوق المال الكترونيًا، ومن الآليات المستحدثة التي ادخلها في شركة مصر للمقاصة صندوق ضمان التسويات والذي يهدف الى ضمان تنفيذ التزامات التسوية المالية او الورقة الناتجة عن عمليات التداول ببورصة الاوراق المالية وتشجيع الاستثمارات المحلية والاجنبية على التعامل في سوق المال المصري، وايضًا تفعيل عضوية الايداع المركزي وصندوق حماية المستثمر وادوات تداول مالية لكي ترفع مستوى البورصة وتجعلها تواكب البورصات العالمية ومنها: صناديق المؤشرات والشراء الهامشي و التداول في ذات الجلسة T+0، تداول حق الاكتتاب، التسليف بغرض البيع لخلق مناخ لجذب الاستثمارات الاجنبية، وهو صاحب فكرة ادخال الكروت الذكية في أعمالها بالبورصة المصرية، واول من استحدث نظام التوقيعات الالكترونية وهي طريقة اتصال مشفرة تعمل على توثيق المعاملات التي تتم عبر الانترنت،كما أصبح رئيسًا لمنظمة الاميديا وتم اختيار مصر مقر لها،كما عمل على إنشاء شركة تكنولوجيا المعلومات، كما حصلت شركة مصر للمقاصة على جائزة القوس الاوربي للجودة والتكنولوجيا عام 2006 وعلى جائزة النجمة الماسية الدولية للجودة وتكنولوجيا المعلومات عام 2008، كما حصلت مصر للمقاصة على شهادة الأيزو عن نظام تأمنين وحماية المعلومة من شركة BSI.
كما فازت مصر للمقاصة بعقد إنشاء سوق المال الليبي بعد منافسة شرسة مع أسواق مال عربية وأوروبية، وزاد رأس المال المصدر والمدفوع من 18.75 مليون جنيه الى 140 مليون جنيه، بخلاف فريق مصر للمقاصة الذي حقق العديد من البطولات وتم تقييم مصر للمقاصة في المستوى الأول للمؤسسات الأقل مخاطر في العالم، مما ادى الى علو مكانة الشركة محليًا وإقليميًا وعالميًا حتى أصبحت حديث الجميع ومثالا يُحتذى به ونموذج مُشرف للمؤسسة التي تطبق أحدث المعايير وأكثرها نجاحًا وتطورًا في العالم، وحصدت العديد من الجوائز بخلف ما ذكرته في السطور الأولى فحصلت على مستوى A ثم تم رفع معدل التقييم ليصبح A+ بعد تقييم أدائها ومخاطرها من مؤسسة توماس العالمية، وتلك الجوائز تعني أن السوق المصري مساير للتطور العالمي في الأسواق المالية الأكثر تطورًا في العالم وأن الاستمثمارات فيه آمنة، كما أن القدرة التسويقية والبنية الأساسية تؤهلان مصر للمقاصة لأقتحام نشاط بنوك الإيداع، كما أن إنضمام شركة الإيداع المصرية في الشبكة المرتبطة Linkup Markets عمل على جذب المستثمر الأجنبي للسوق المصري وزيادة الثقة في السوق المصري وبالتالي رفع كفاءة السوق، يضاف الي كل ما سبق قيام مصر للمقاصة بحساب الضريبة على الاوراق المالية و توريدها لمصلحة الضرائب على عكس المتبع في كافة انواع الضرائب حيث تقوم مصلحة الضرائب بحساب الضرايب و لكن لثقة مصلحة الضرائب في كفاءة و فعالية انظمة مصر للمقاصة فقد اسندت هذا الدور المحوري لها.
وتم انشاء نظام لصرف ارباح جميع الشركات المصدرة عن طريق نظام محكم وهو نظام صرف الكوبونات والذي تم خلقه لاول مرة على مستوى العالم ولم يكن متواجد في النظام الفرنسي وطُبق لاول مرة في مصر عن طريق مصر للمقاصة.
فما أنجزه اللواء محمد عبد السلام ليس فقط على المستوى الخاص المتمثل في شركة مصر للمقاصة بل على المستوى العام ايضًا كدولة فعمل على جذب الاستثمارات الي مصر، وعمل على دعوة الشركات العالمية للإستثمار في مصر، وفي النهاية أتوجه بالشكر لسيادة اللواء محمد عبد السلام على ما قام به من مجهودات ملحوظة ورفع اسم مصر داخليُا وخارجيًا، وما قدمه من خدمات في مجال الاستثمار وسوق المال.
فالكل يسمع عن مصر المقاصة ولكن القليل من يعلموا الكثير عنها كيف كانت وكيف أصبحت اي المراحل التي مرت بها جعلتها على غرار الشركات العالمية، فبدأت تلك الشركة بفرد اللواء محمد عبد السلام ومعه فردين ثم خمسة أفراد حتى أصبح عددهم الآن ما يقرب ال600 ! فأي عمل ناجح يبدأ من شخص مجتهد ذو رؤية وكفاءة فكر ومعه فريق عمل وضع ثقته فيه لينفذ هذا الفكر وتلك الرؤية بدقة وكفاءة متناهية.