نهارك سعيد.. تحية تكشف تحولات المجتمع| بقلم عبد الرحمن الصياد
![عبد الرحمن الصياد](https://propaganda-eg.com/wp-content/uploads/2018/02/الصياد.jpeg)
كثيراً ما سمعنا هذه الجملة في أفلام الزمن الجميل والتي تعبر بكل دقة وبساطة عن رقي تلك الحقبة، لا يوجد بينا من لم يتمنى العيش مع هذا المجتمع المتحضر بعد أن أصبحنا نحيا وسط حياة تملؤها العشوئيات السلوكية، حتى بتنا نتمنى العودة للوراء وهو عكس قوانين الطبيعة، لكن الواقع بات مشوش، ومجهول الثقافة، كما لو كان ذلك منهجنا لنصل إلى ما نحن عليه الآن.
ما الذي حدث؟ تحول دراماتيكي بشكل ديناميكي في سلوك الشعب المصري خلال العقود الست الماضية، لندخل في الإستيتاكية على ما هو مسيطر من مصطلحات وتصرفات تتعارض وبكل تأكيد مع موروثنا الثقافي الممتد عبر حضارة تعد بمثابة فجر الضمير للعالم أجمع .
ورغم طيبة هذا الشعب وتمتعه بصفات غير محدودة في كيفية الاستمتاع بالحياة، وإيجاد السعاة وممارسة فنونها مهما كانت ظروفه الشخصية، حتى أن المجتمع كان يلقي التحية علي بعضه بجملة نهارك سعيد قبل موجات المد الوهابي التي هبت علينا في سبعينيات القرن الماضي، والتي شوهت قدر ليس بالقليل من تراكم خبراتنا في محبة الحياة، لأنهم لا يؤمنون بروعتها.
إن مصر حاليا تشهد نهضة غير مبسوقة على المستوى السياسي والإقتصادي، لكن ذلك يتطلب أيضا أن يواكبه الجانب الإجتماعي حتى تكتمل المنظومة، لنبدأ حينها صناعة المجد والحضارة التي تليق بنا كمصريين.
إنشروا السعادة في محيطكم، وإنثروا المحبة في حياتكم، لتطرح لكم الأيام الأمل، وهو ما يعد إكسير الحياة، والطاقة الملهمة للإنجاز في مرحلة تتطلب ذلك.
إننا نهوى الحياة وكذلك هي تبادلنا نفس الشعور، كنا نجيد كيفية مغازلتها وصرنا مفتقدين لتلك الصفة، مما أدي إلى تسلل الإحباط لنفوس الكثير، وهو ما يستوجب منا وقفة صادقة مع النفس، لنتخلص من أثار هذا الشر، لنهنأ بالمستقبل ويهنأ هو بنا، وذلك لن يحدث إلا بنشر مفاهيم السعادة وإسترجاع تحضر الماضي.
في ما هو فات من أيام هذا الوطن المتحضر كان المجتمع غني وثري بأخلاقه رغم وجود تفاوتات إجتماعية، لكن الثابت والمؤكد هو رقي الشعب آنذاك، والآن إنعكس الأمر لتجد البعض فقد تلك الصفات ويشمت في بعضه بعد أن إستبدل المحبه بما تم تصديره له، مما جعل الصورة المجتمعية مشوه لشعب كانت تتعلم منه البشرية في كافة أنحاء العالم قيم الحب وفضائل المحبة، وأعتقد أننا سنعود لهذا العهد عما قريب، لتصبح حينها التحية فيما بيننا نهارك سعيد.