نصيحتى المرفوضة!! .. بقلم نصر القفاص

أتذكر يوم أن اصطحبنى الدكتور “عبد الأحد جمال الدين” لزيارة اللواء “زكى بدر” وقت أن كان محافظا لأسيوط.. كان المحافظ يعانى من آلام فى ظهره, ويصعب عليه التحرك فوق سرير المرض فى بيته..
اقتربت منه إنسانيا, فحرصت على استمرار العلاقة به.. بعدها أصبح وزيرا للداخلية .. حينها كنت محررا برلمانيا, وكان مرضا قد تمكن من شخصى بتجنب الوزراء ورجال الأعمال وكل أصحاب النفوذ .. وأعترف بأننى لم أسع للعلاج من ذلك المرض .. وأدعو الله أن يديمه على شخصى الضعيف لأستمتع بآلامه, ولكى يحمينى من الاقتراب منهم!!
فوجئت ذات يوم بأن اللواء “زكى بدر” وزير الداخلية ينادينى داخل البرلمان.. إقتربت منه بحذر.. داعبنى كأب فرسم دهشة على وجوه الزملاء والنواب .. رافقته طريقه حتى سيارته, ودار بيننا حوار لطيف دعانى فى نهايته ألا أنقطع عن الاتصال به .. حدث ذلك واستمرت علاقتى به حتى بعد أن غادر مقعد الوزارة.. مازلت أذكر جلساتى معه على مقهى “الياسمين” فى المهندسين.. وأتذكر حواراتى معه خلال ممارسة رياضة المشى فى نادى الزهور.
شاء القدر أن تربطنى علاقة صداقة, ترسخت مع الأيام والسنين بالدكتور “محمد زكى بدر” الذى أعتز به كثيرا .. أتمنى له النجاح فى انتخابات البرلمان الحالية..
وعرفت عن بعد الدكتور “أحمد زكى بدر” وزير الحكم المحلى الحالى, والتربية والتعليم الأسبق .. ودون داع للخوض فى تفاصيل ..
أشهد بأن ثلاثتهم عبارة عن أصل وصورتين إنسانيا.. صحيح أن كل منهم يتمتع بصفات خاصة, لكنهم يتفوقون فى حرصهم على العلم وإعلاء قيمة العمل..
ثلاثتهم يمارسون الصدق, كما يتنفسون.. ثلاثتهم لا يهمهم غير الرضا عن الذات, والأمانة مع الوطن.. ثلاثتهم يراهن على الاحترام ويقدر حب الناس..
وإن كان “أحمد زكى بدر” قد خاصمه الحظ فلم يستمر كوزير للتربية والتعليم, فحجم خسارة الوطن بابتعاده كان كبيرا.. رغم أننى مارست النقد الحاد ضده بقلمى..
فاعتقادى أنه هدية السماء بتنصيبه كوزير للحكم المحلى والإدارة المحلية, لأنه الرجل المناسب فى المكان المناسب فى الوقت المناسب.. فالذى فكر فيه ورشحه لذلك الموقع يعلم أنه يمتلك القدرة على تطهير “مصرف” الحكم المحلى كريه الرائحة..
لكن لن يستطيع أن يحارب وحده, وذلك يدعونى إلى الدعاء بأن يسانده رئيس الوزراء.. وأتمنى أن يوفر له الرئيس “عبد الفتاح السيسى” كل ضمانات الحماية عند المواجهة..
وأدعوه إلى قليل من الصبر والتأنى والحساب.. لكننى أعرف أنه لن يقبل نصيحتى, فقد جاء ليقاتل الفساد.. فإما أن ينتصر أو يرحل..
سبقه فى فعلها “أبوه” مع الأرهاب!!
نصر القفاص