“ملعون أبو الترند”.. جنون السوشيال ميديا يدهس الأخلاق

افتتاحية بروباجندا
(عنتيلة المحلة) زوج يتهم شريكة حياته بتصوير 40 فيلم جنسي .. (احمد ونهى) ينشران تسجيلات إباحية لكسب الأموال الحرام .. فيديو لأب وأم يعذبان طفليهما على الهواء مباشرة يحقق مليون مشاهدة .. فتاة لعوب تعرض ممارسة الجنس الحرام على السوشيال ميديا .. عفوا عزيزنا القارئ كانت هذه عينة من بعض المهازل الأخلاقية التي ملأت غرف الدردشة وساحات التواصل الاجتماعي بل وبكل أسف بعض المواقع الإخبارية والصحف المطبوعة.
والرابط الأساسي الذي يجمع كل هذه الفضائح ما يعرف بـ “جنون ركوب الترند” والذي يقصد به تحقيق ترتيب متقدم على قائمة وسائل الإعلام وتحقيق أعلى نسب مشاهدات وزيارات ومن ثم يترجم هذا الإقبال الجنوني إلى أموال ملوثة يجنيها هؤلاء المنحلين الذين تجردوا من أدنى معاني الشرف والأخلاق وسمحت لهم ضمائرهم بارتكاب الرذائل والموبقات لتحقيق أوسع انتشار في منافسة رخيصة مع مواقع “البورنو” و”الاستربتيز” الإباحية .
وفي واقع الحال فإن سقف الحرية المرتفع الذي أتاحه “الإنترنت“، بفضائه الرحب وتسهيل وصول أي مستخدم إلى ملايين المشاهدين في وقت واحد وبضغطة زر، هو ما شجع هذه الشريحة من عديمي الأخلاق وبائعي الهوى لممارسة مثل هذه الأنشطة المنحطة دون أي اعتبار لهدم قيم اجتماعية أو نشر الرذيلة.
نعلم أن القضية رائحتها كريهة .. ونؤكد أن الخوض في مثلها لم يكن في يوم من الأيام من سياستنا التحريرية التي يحرص من خلالها موقعكم “بروباجندا” على نشر جميع القيم الإيجابية وكل ما يسهم في بناء المجتمع ويساير النهضة الشاملة التي يحرص عليها الرئيس المخلص عبد الفتاح السيسي وتنفذه حكومة دولة رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي.
لكننا على الجانب الآخر ارتأينا أن السكوت على مثل هذه الظواهر غير المألوفة على مجتمعنا المحافظ بطبعه سيشجع مرتكبي هذه الفضائح على الاستمرار فيها، ومن هنا نهيب بجميع الهيئات الإعلامية المعنية بداية من وزارة الدولة لشئون الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وسن التشريعات الكفيلة بضبط الأداء الإعلامي واحكام السيطرة على هذا الفضاء الإليكتروني الواسع لدرء أي خطر يحدق بالأجيال الناشئة والذين تأثروا بصورة غاية في السلبية بتطبيقات “تيك توك” وأغاني “شاكوش” و”بيكا” و”شطة” .. فلم يكن ينقصهم مثل هذه الكوارث الأخلاقية.
إننا .. ومن هذا الموقع الإخباري الذي نعتبره ملكاً لقرائنا الأعزاء، ندق جميع أجراس الخطر لوقف هذه المساخر وسن التشريعات الرادعة لكل من تسول له نفسه الإتيان بمثلها .. فلابد من تضافر كل هيئات ومؤسسات المجتمع لإيجاد توصيف سليم لهذه الحالة من الانحلال الأخلاقي التي تنذر بخطر داهم، ومن ثم البحث عن حلول واقعية وغير تقليدية لمثل هذه الظواهر السلبية حتى لا نفاجأ بالانحدار إلى هوة سحيقة، فتأثيراتها المدمرة وبحق لا تقل خطورة عن تلك المواقع التي تدعو للإرهاب والتطرف.
كلمة أخيرة
إن مجد الأوطان يبنى على الفضيلة .. فسحقاً وجحيماً لأرباب الرذيلة.