آراءشويّة دردشة

مصر القادمة | بقلم وسام سمير

لم تعد أمنية او دربا من الأحلام بل هو واقع اصبح حاضرا علي الارض يؤثر فينا ويجبرنا علي العمل والسعي الأمين لتثبيت هذا الواقع امام العالم .

بالفعل تغيرت مصر وهي مقبلة علي اكتمال مشهدها العالمي في العام الجديد، ماذا سنجد في مصر الجديدة ؟ انها دولة خاضت تحديات استثنائية وفريدة من نوعها في حيّز زمني ضئيل للغاية، حاربت في كل الاتجاهات وصمدت امام اعظم الأعداء فإذا نظرنا للتاريخ البعيد والقريب لم نجد ابدا ان مصر وقفت وحدها لتحارب تحالف كبير ضم أقوي دول العالم، حين سحقنا المغول كان عدوا منبوذا من العالم ويحارب وحده وكذلك كان الحال مع الهكسوس، فقد تحالف أعداء الامس ليحاربوا مصر .

نعم وقفت أمريكا وإنجلترا مع ألمانيا وتركيا ليحاربوا مصر تحالفوا من اجل الشيطان من اجل الحقد الكبير الذي أراد ان ينال من اسم وقوة بل وتاريخ مصر فكانت المعارك طاحنة علي المستوي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وكذلك الأيدلوجي.

يأس منا العدو فاخذ يفجر نفسه ويقتل الأبرياء غدرا كي يغرز آفة الرعب في داخلنا ولكن هذا لم يحدث بل اعطانا دفعة كبيرة للتحدي والصبر والاقدام راينا الأطفال امواتا والشيوخ اشلاءا راينا الضحايا في الكنائس والجوامع، اختلط صوت الاذان بصراخ الأبرياء وصوت الأجراس بنحيب الأمهات ولم ننكسر ولم نستسلم دخل الشر الي أعماق الشوارع وأخذ يحرض الضعفاء فاستل المختل فكريا السكين وذبح رجل الله في الشارع وامام المارة وبقينا صامدين، ثم قام ووزع من امواله المدنسة بالدماء علي محترفي البغاء الفكري فقاموا بتشيد منابر إعلامية خسيسة لم يراعوا فيها ابسط قواعد الحرفية والمهنية الإعلامية وأخذوا يراوغون ويحتالون علي البسطاء من خلال بث فضائي مفضوح وعاري من المصداقية اعتمد علي الاحتراف السطحي وحرك المحتالين والمتسلقين والخونة لينالوا من سمعة امتنا المصرية العريقة ملايين الدولارات قادت هؤلاء الي مستنقع الخيانة والخسة، الا ان القدر لم يرحمهم فقد ارتبكت منابع التمويل المشبوهة التي قتلت الأبرياء في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان فبدا يشعر بالشلل وقلة الحيلة ووقع الزبانية في صدام فيما بينهم من اجل تقسيم الغنيمة التي استولي عليها المدعو ايمن نور بعد ان ادرك ان أمراء قطر في طريقهم للتخلي عن هذه الفكرة الشيطانية واقولها لهم سوف تعودون الي مصر قريبا لتحاكموا امام العالم علي ما اقترفت ايديكم.

ووقف المارد الامريكي في حيرة من امره فعليه ان يأخذ خطوة سريعة وموثرة ليعود بهذا الحلف الخبيث الي ساحة القتال من جديد، فوجدنا أنفسنا نتعامل مع تاجر الرقيق الأبيض وإمبراطور الميسر الذي لم يكشف عن وجهه القبيح كما فعل سلفه بل حاول ان يكون اكثر ذكائا وأخذ يمدح في بطل مصر بشكل فيه احترافيه المقامر كي يعود ويكسب ما خسره سلفه البغيض الا ان شفافية مصر فضحت وجهه القبيح فقرر ان يقلب الطاوله علي رئيس امتنا وله في ذلك اسبابه المنطقية وتحديدا بعد ان قرر الرئيس المصري إظهار الحقائق كاملة امام العالم وعلي رأسها المخطط الإرهابي الكبير وقد حان الوقت كي نكشف للعالم اجمع ماقد تم إخفاءه عمدا في السنوات الماضية فقد أخذ بطل مصر ابن الجمالية يعمل في صمت وتحت الارض ليحمي مصر ويبنيها من جديد، فبعد ان اكتشف بخبراته المخابراتية الكبيرة خفايا ودهاليز الشيطان وقام وقدم لدول الخليج الأدلة الدامغة التي توكد ضلوع دولة قطر في زعزعة الأمن العام والقومي لكل دول الخليج، ولم يهاب قوة الشر بل أعطي لامريكا وإنجلترا صفعة كبيرة وغير متوقعة جعلتهم في حيرة من امرهم، وفتح يَدَيْه لقيصر الروس بوتن مستغلا قدرته التسليحية الهائلة وميوله الشديد للتحكم بالمنطقة فابرم معه اتفاقيات عسكرية دقيقة جعلت من مصر حليفا استراتيجيا قابضا علي المتوسط وحافظ لموازين القوة في الشرق الأوسط وكان لابد من دعم الحل السياسي في سوريا حفاظا علي ماتبقي من إنسانية لدي البشر وحقنا لدماء الآلاف الأبرياء في درة الشام التي أنهكها الدمار وقتل بريقها الأخاذ، وبحنكة رجل المخابرات تقدمت روسيا لدعم الملف النووي المصري لتقوم ام الدنيا ذات القدرات النووية السلمية وتواجه آفاق المستقبل القادم علي المنطقة برعاية روسية وتحالف اقتصادي كبير مع نمور اسيا الصين وكوريا وفيتنام وهذا ما كانت تخشاه أمريكا لانها تعلم نتائجه السلبية علي حساباتها الاستراتيجية، مصر القادمة تمتلك ثروة كبيرة من الغاز والنفط والطاقة الذرية وعلي رأسهم جميعا الإرادة البشرية والعزيمة الكبيرة لتحديات الغد.

وفي الداخل كانت الحرب علي الحدود الغربية والشرقية مريرة وحامية الوطيس فقد تم تطويق الحدود الغربية الشاسعة ومنع أفاعي داعش من اختراقها وقد دفع الجيش من ارواح ابطاله الكثير في سبيل هذا وكذا الحال علي الحدود الشرقية القاحلة ذات التضاريس الواعرة والانفاق الأخطبوطية المتشابكة مع الأحياء السكنية، كانت معركة نوعية وذات طبيعة مختلفة عن الحروب التقليدية وراينا كيف كان للجيش المصري قدرات استثنائية في خوض هذه المعركة العنيفة والنصر قادم بل هو علي الأبواب، وفي اعماق النسيج المجتمعي كانت الأيدلوجية الراديكالية المتطرفة تحتل مكانا كبيرا غير في عقول الناس وهدم أصول الوطنية وقواعد السلم العام، فوجدنا من أهالينا اعداءا لنا يبغضوننا بل ويحاولون تدمير حياتنا وسرقة الفرحة والسلام من قلوبنا جميعا، فكان لرجل المخابرات الداهية حضورا قويا فحارب الأيدلوجية الشريرة بالايدلوجية الطيبة وأصر علي ان التلاحم والاصطفاف القومي هما الدرع الواقي لهدم هذه الأفكار القاتلة واقتلاع جذور هذا الفكر من أراضي وادي النيل للأبد، العالم يحترمنا .. العالم يهاب من عظمة مصر.

نعم اليوم تغير الواقع وأصبحنا محورا عظيما سوف يفرز الحضارة والتمدن وافكار السلام لكل العالم كما كنّا بالامس .. سوف نصبح كما كنّا يوما .. مصر العظيمة .. مصر القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى