افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرعاجل

مرور 47 عاماً على النصر المبين.. 6 أكتوبر فخر أيام مصر والعرب

افتتاحية بروباجندا

تحل هذه الأيام الذكرى الـ 47 على نصر السادس من أكتوبر 1973 الذي يعتبر يوم عزة وكرامة ليس لمصر وحدها بل للعرب أجمعين .. ففي مثل هذا اليوم حطم الجيش المصري الباسل أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وأذل أنوف الاحتلال الصهيوني في التراب واذاقه مرارة الهزيمة.

وقد تمكنت القوات المصرية من تحطيم “خط بارليف” الذي كان جبلًا من الرمال والأتربة، يمتد بطول قناة السويس في نحو (١٦٠) كيلومترًا من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، هذا الجبل الترابي الذي طالما افتخرت به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته، كان أكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار، حيث خاض الجيش المصري البطل تلك المعركة، وهو يعلم أنها معركة مصير، لأن هزيمته تعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها.

وعلى مدار سنوات الصراع مع إسرائيل حقق الجيش المصري بطولات وانتصارات أسهمت في إعادة الثقة والروح للمقاتل والشعب المصري ومن أبرز وأهم هذه البطولات إغراق المدمرة إيلات عقب نكسة ١٩٦٧ الأمر الذي أعاد الثقة في تحقيق النصر ورفع الروح المعنوية للجيش والشعب ولم يقتصر الأمر على إغراق المدمرة إيلات فقد قامت القوات البحرية بتنفيذ قائمة طويلة من العمليات حتى داخل المياه الإسرائيلية وفي عمق موانئها.

وكان الحصار البحري الذي فرضته القوات البحرية على باب المندب، وبالتالي حصار ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر حتى فبراير عام ١٩٧٤، نموذجًا لعمليات الحصار البحري غير التقليدية والمتعارف عليها في الشكل المباشر القريب.

لم يختلف الجندي المصري في حرب العاشر من رمضان عنه في حرب (١٩٦٧) من حيث الشكل والمظهر، ولكنه اختلف من حيث الباطن والجوهر، فالإنسان يقاد ويتغير من داخله لا من خارجه، ولا يقود المصريين شيء مثل إيمانهم بنصر الله، ولا يحركهم مثل الجهاد في سبيله، فكانت “الله أكبر” صيحة النصر، والتسابق على الشهادة الهدف، والاقتضاء بسيرة الأبطال العظام والقدوة وهو ما خاطب قلبه ونفسه، وأوقدت جذوته، وحركت وبعثت عزيمته، وهنا لم يقف أمامه شيء، فصنع معجزة العبور، وتخطى المستحيل، لأنه وقائده باسم الله تحرك، وعلى الله توكل، ومن الله استمد العون فنصره.

ولعله من أروع ما يروى عن انتصار 6 أكتوبر أن قواتنا المسلحة أثبتت قدرتها على صنع المستحيل وكيفية إدارة الحرب الأمر الذي دعا كبرى المعاهد العسكرية في العالم لتدريس خطة هذه الحرب والروح المعنوية للمقاتل المصري الذي لا يؤمن إلا بتحقيق النصر أو الاستشهاد في سبيل الدفاع عن وتحرير كل حبة تراب لوطنه، وعلينا جميعاً أن نعلم أبنائنا أن ذكرى انتصار 6 أكتوبر ملحمة قتالية سُطرت بأحرف من نور في سجلات الحروب العسكرية ودونت في كتب التاريخ وتدرسها دول العالم حتى يومنا هذا لما قامت به قواتنا المسلحة من إنجاز عظيم لم ولن تنساه قوات المحتل الإسرائيلي المتغطرس.

فجيش مصر هو خير أجناد الأرض، وحرب أكتوبر المجيدة ستبقى منارة فخر واعتزاز العرب وهي ملحمة تاريخية يتوقف أمامها العالم والتاريخ كثيرًا لما شهدته من عظمة الجيش المصري العظيم ودوره البطولي وقواته الفدائية التي ضحت بأرواحها من أجل استرداد الأرض المقدسة من أيدي العدو الصهيوني ولقنته هزيمة قاسية تحدث عنها العالم أجمع ، فقد شهد هذا اليوم التاريخي براعة في القتال من قبل الجندي المصري، ومفاجآت عجزت إسرائيل ومن ورائها عن مواجهتها وانهارت على إثرها أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية التي كان يظن العالم أنها لا تقهر.

كلمة أخيرة

سيبقى جيش مصر العظيم حصن العروبة المنيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى