محدش قالك انك فقير | بقلم تامر الملاح

محدش قالك انك فقير، انت فقير، احنا فقراء هكذا تحدث السيسي إلى الشعب المصري من خلال فاعليات مؤتمر شباب أسوان .
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة المصرية عن نقد الرئيس، فهذا القول لم يعجب الكثيرين المؤيدين قبل المعارضين.
ولكن بقليل من العقل وكثير من الواقع دعونا نستعرض الأمر … إن مصر حباها الله بموارد طبيعيه مهوله وموقع استراتيجي متميز جعلها مطمع لكل الغزاة منذ بدء الخليقة وحتى الآن ويكفي أن نعرف أن الدولة المصرية سقطت سنة 550 ق.م ومنذ هذا التاريخ وحتى ثورة يوليو لم يحكم مصر مصري.
كيف هذا هو حال مصر وكيف أننا فقراء ؟؟ ان الفقر ياسادة الذى يقصدة الرئيس هو فقر العقول فقر الضمائر فقر الهمم فقر المبادئ والقيم والأخلاق فقر الوطنية والانتماء لهذا الوطن الأمر الذى يجعلنا نخاف عليه ونحافظ على كل حبة رمل وكل قطرة ماء.
فالواقع أن السيسي تسلم الدولة و هى على شفا انهيار تام بعد خمس سنوات من الفوضي الثورية يسبقها اكثر من 35 عاما من ترسيخ الفساد في النفوس حتى أصبح من الطبيعي دفع الرشاوى في كل المصالح الحكومية أو الاعتماد على واسطة – والنبي بس بنتى عايزة تعمل رخصة و بتسوق على ادها _ الله يكرمك ياباشا مراتى راجعة من دبي و عايزين نخلص الإجراءات بسرعة _ المخالفات زيادة عايزين نشيلها – عايزين ندخل الواد كلية الشرطة _ وهكذا أصبحت الواسطة و المحسوبية وما يتخلل هذا من فساد في كل حياتنا أمر عادى وطبيعى دون أى خجل.
أعلن مبارك في سنه 95 الخصخصة وتولى عاطف عبيد ان ذاك بيع القطاع العام بعد أن دمر المصانع وخربها، فتلك المصانع التى أنشأها عبد الناصر على مدار 11 سنه و كان هناك تقدم كبير و سريع لدرجة أننا عقدنا اتفاقية مع الهند سنه 66 بالاشتراك في تصنيع سياره دور مصر فيها تصنيع الموتور والهند تتولى تصنيع الجسم الخارجى.
كل هذا و اكتر إضاعة مهندس الخصخصة في خضم تخريبه للمصانع الوطنية وتدميره للصناعات الوطنيه من أجل حفنة دولارات فباع المصانع بأقل من ثمن الأرض فاضيه و هكذا ضاعت الصناعة وأصبحنا نستورد كل مستلزمات حياتنا من الخارج بالعمله الصعبه.
أما الزراعة فالحديث يطول عن ما فعلة بها الصهيوني الأكبر في حكومة مبارك يوسف والى فيكفي انه استبدل الزراعات الاستراتيجية كالقطن والقمح والذرة بزراعة الكانتلوب والخوخ والرومان، بالإضافة لإصابة غالبية الشعب بالسرطان وفيرس C نتيجه للأسمدة المسرطنة ناهيك عن التعامل مع العدو الصهيوني وتنفيذ سياسته الزراعية وتدخل مستشارين يهود في استراتيجية الزراعة في مصر.
نفس الأمر وأسوء في التعليم والثقافة والفن والأدب فخرج علينا السبكي ورمضان بالبلطجية واوكا واورتيجا بالتلوث السمعى البذئ وخرجت أجيال مباركيه لا تعرف سوى الغش في الامتحانات من أجل المجموع والواسطة من أجل الجامعة والمحسوبية من أجل الوظيفة والنفاق والرياء وفعل اى شئ من أجل الاستمرار والترقي ونيل المناصب والفساد وتوطيد العلاقات مع مسئولين كبار من أجل الغنى وامتلاك الفلل والأراضي والسيارات الفارهه، فوق كل هذا التفاهه وتدني الذوق وانعدام الثقافة.
هذا بالمختصر و دون اطاله إرث السيسي على أرض الواقع و أكثر من هذا و أسوء بكثير.