ان نقطه التحول في حياتي كانت يوم ان اغلقت امي التلفاز و اجبرتني علي القراءة !
انها بالفعل نقطه التحول في حياه “بن كارسون” اشهر جراحي دماغ الاطفال في العالم عندما قامت امه الخادمة الفقيرة الأميه التي تزوجت في الثالثة عشر من عمرها بعد ان تركت المدرسة عندما كانت في الصف الثالث والتي انفصلت عن والدة عندما كان بعمر الثامنة وبقي حينها مع اخاه الاكبر تحت رعاية والدته.
و قد صدمت عندما علمت ان ابنها هو الاسوأ و الأغبى في صفه فكان قرارها ان يستعير كتابين اسبوعيا من مكتبه الحي وان يكتب لها تقريرين عنهما والا سوف يحرم من مشاهدة التلفاز و اللعب … و علي الرغم من ان الام تجهل القراءة والكتابة لكنها كانت توهمهم بذلك وتقوم بوضع خطوط علي التلخيص، و تدريجيا تحول بن كارسون من اغبي تلميذ في الفصل الي انبغهم، و في سن الثالثة والثلاثون اصبح بن كارسون مدير مستشفيي بالتيمور للأعصاب، و هو أول طبيب يقوم بفصل التؤام السيامي الملتصق بالرأس وله اكثر من 90 مؤلفا طبيا …. والفضل يرجع لعبقريه أم أدركت أن القراءة سبيل ابنها لإحياء قدراته و تحقيق النجاح في حياته.
احبائي
يحتاج الانسان لكي يكون شخصيه ناجحة ومتميزة ان يكون متزنا في اركان حياته كلها ويتضمن هذا الاتزان الركن الشخصي الذي وضعه علماء التنمية البشرية في الترتيب الثالث بعد الركن الروحي والصحي لأهميته في تطوير شخصيه الانسان، ودورة القوى في صقل عقله والمساهمة في نجاحه ليجعل منه شخصيه ذات قيمه و قامه، لديه من الثقافة والمعرفة القدر الكافي لتضيف له ولأسلوب تفكيره حتي تجعل منه انسان ناجح، فالنجاح لا يقتصر على الركن المادي فقط ولا يكون ذا قيمه اذ اخفق في باقي اركان حياته .
لذا اذا قررت التميز عزيزي القارئ عليك الاهتمام بالركن الشخصي والعمل علي تطوير نفسك باستمرار بالتسلح بالعلم والثقافة بقراءة الكتب والمجلات المتخصصة .
و قد يدعي البعض قله الوقت لظروف الحياة او الدراسة ، لكن قد اثبتت الدراسات انه عند المواظبة علي القراءة لمدة 20 دقيقه يوميا يمكن قراءة 170 كتاب في العام، أي انك لست بحاجه لأكثر من 20 دقيقه يوميا لتقرأ 170 كتاب في العام الواحد.
و مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل، اصبح التعلم والحصول علي المعلومات اكثر سهوله من ذي قبل ليس فقط عن طريق قراءه الكتب بل ايضا عن طريق الانصات …. سواء من خلال الاقراص المدمجة التعليمية” CD “ او عن طريق منصات متخصصه في قراءة الصحف والمقالات او عن طريق الراديو، فالإنصات عند مقارنته بالقراءة يكون في بعض الاحيان وسيله أسرع واكثر فاعلية لجمع المعلومات، وقد تكون معلومات قيمه لا تجدها بسهوله في الكتب.
ونظرا لأدراك الدول الأوربية اهميه القراءة ورغبه منهم في زرع تلك القيمة في المواطنين، فقد قامت بعض البلاد بتصميم مقاعد في المتنزهات العامة علي شكل كتاب مفتوح لتشجيع القراءة، و جعلها عادة يوميه محببه لإدراكهم اثر ذلك في تطوير شخصيه الفرد وتقدم الشعوب، و يمكننا ايضا ملاحظه هذا بوضوح في وسائل المواصلات العامة حيث يحرض المواطن الاوروبي علي اقتناء كتاب في حقيبته لقراءته و استغلال وقت الفراغ بشكل ايجابي.
و لهذا لا غرابه ان نجد المتميزين في أي مجال ما هم الا موسوعة متنقله من عصير الكتب في مجالات مختلفة سواء علميه او ادبيه .
وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة خطوة للأمام.
