أخبار عالميةعاجل

عسكريون واستراتيجيون يحذرون من «مخاطر غير محسوبة» لتدفقات السلاح الأمريكي الخارجية

أثارت تقارير إخبارية أمريكية تزعم استخدام ميليشيات مدعومة إيرانيا لمدرعات أمريكية من طراز “ام 1 ابرامز” في اقتحام كركوك، جدلا واسعا في الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية عن إمكانية تسرب العتاد الأمريكى في دول حليفة لواشنطن تواجه الإرهاب لأيدى جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة الشرعية في تلك الدول، فقبل العام 2014 كانت الحكومة العراقية تمتلك ترسانة قوامها 140 دبابة من طراز “ام -1 ابرامز” الأمريكية،ومن غير المعروف إلى الآن كم من هذه الدبابات وقعت في أيدي داعش أو غيره من الجماعات المسلحة في العراق بعد أن بسط سلطانها على شمال العراق بدءا من هذا العام.

وفى يناير من العام 2015 تم نشر فيديو لقافلة مدرعات من ذات الطراز وقد رفعت عليها أعلام حزب الله اللبناني، وذكرت الحكومة العراقية أنها مدرعات عمد قوادها إلى إظهار تضامنهم مع حزب الله بدافع الانتماء المذهبي.

وتعترف راشيل استول الباحثة فى مؤسسة (ستيمسون) الأمريكية لأبحاث مكافحة الإرهاب بأن تزويد الولايات المتحدة لدول حليفة لها بالعتاد العسكري لمواجهة الإرهاب هو “مخاطرة يجب أن تكون محسوبة ” إذ يصعب عادة السيطرة على حركة هذا العتاد أو منع وقوعه كغنيمة في يد جماعات الإرهاب خلال الاشتباكات.

ويقول مراقبون إن تزويد الاستخبارات الأمريكية للجماعات الأفغانية التي كانت تقاتل قوات الاتحاد السوفيتي بالصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف يقدم مثالا على ذلك، حيث وقع تسريب غير مقصود لتكنولوجيا هذا السلاح الذي أحدث نقلة نوعية فى معارك الدفاع الجوى بعد أن فشل عملاء “سى اى ايه” في إعادة جمعه بالكامل من أيدي المقاتلين الأفغان ليجد هذا السلاح طريقه بعد ذلك الى مختبرات بلدان منافسة للولايات المتحدة مثل روسيا وكوريا الشمالية اللتان أعادتا إنتاجه من خلال “الهندسة العكسية” وهو المصطلح الذي كان ميلاده في تلك الفترة من تاريخ العالم ولعبت فيه أجهزة الاستخبارات العالمية أدوار كبيرة عبر شبكات تجسس معقدة.

ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 وحتى نهاية العام 2015 باعت الولايات المتحدة أسلحة للعراق بقيمة إجمالية 26 مليار دولار أمريكي بالإضافة إلى تعاقدات تسلح جديدة قيمتها 8ر4 مليار دولار تم الاتفاق عليها مع حكومة العراق خلال عامي 2016 و2017 .

وألمحت دورية (ديفنس نيوز) الأمريكية المتخصصة في الشأن العسكري إلى أن تعليق برنامج التعاون التدريبي والتسليحي الذي تنفذه الولايات المتحدة بالتعاون مع القوات المسلحة العراقية قد يكون أحد الخيارات التي تفكر فيها واشنطن في حالة وصول العتاد الأمريكي المباع إلى الحكومة العراقية إلى كيانات أخرى لم يتم تحرى حقيقتها بدقة أو استخدامه في أغراض مغايرة لمشروطيات البيع كالتصعيد الداخلي العنيف وهو أحد الاحتمالات المفتوح عليها ملف كردستان العراق.

ونقلت (ديفنس نيوز) عن الكولونيل روبرت ماننج الناطق باسم البنتاجون نفيه لمشاركة أية قوات أمريكية في عملية كركوك برغم تواجد مستشارين عسكريين أمريكيين فى محيط كركوك منذ عدة أشهر لمساعدة القوات العراقية في التصدي لأنشطة داعش ومكافحة الإرهاب.

وأضاف الناطق العسكري الأمريكي” إن القادة العسكريين الأمريكيين يعملون هناك جنبا إلى جنب مع القادة العراقيين والأكراد لمحاولة تهدئة الأمور وخلق حالة حوار، وفى حالة ما لم تكف القوات العراقية عن إطلاق النار فقد يكون ممكنا للبنتاجون تعليق برنامج التعاون التدريبي والتسليحي المنفذ مع القوات العراقية كأحد الخيارات المتاحة نظريا برغم صعوبة توقع اللجوء إليه”.

يذكر أن الولايات المتحدة قامت بتسليح وتدريب وحدات من البشمرجة الكردية لمحاربة داعش الإرهابي، ويوجد في العراق حاليا خمسة آلاف من القوات العسكرية الأمريكية من بينهم مستشارون عسكريون يساعدون في تجهيز وحدات العمليات الخاصة العراقية وهي لقوات التى استعادت الموصل من قبضة داعش هذا العام بفضل الدعم الأمريكي و الإسناد الاستخباراتي والجوى من واشنطن وحلفائها.

وأعرب السيناتور الأمريكى جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأمريكي والنائب الجمهوري عن ولاية اريزونا عن انزعاجه من التقارير الإخبارية التي ذكرت أن ميليشيات الحشد الشعبي العراقية المدعومة إيرانيا قد شاركت في الانتشار العسكري الأخير الذي تم في كركوك، محذرا مما عده “عواقب وخيمة” إذا أساء العراق توظيف ما يحصل عليه من الأسلحة الأمريكية..مضيفا” إن الولايات المتحدة تقدم هذه الأسلحة إلى الجيش العراقى لمكافحة الإرهاب وتأمين العراق ضد أي تهديدات داخلية”.

من جهته، قال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم قوة المهام الخاصة في الجيش الأمريكي في سوريا والعراق” إن الجيش الأمريكي لا يزود أية جماعات غير موثوق من نواياها وأهدافها أوتلك التي تنتهك معاير احترام حقوق الإنسان في معاركها بالعتاد العسكري الأمريكي وفي حالة وصول عتاد أمريكى إليها فإن الأمر يستلزم تحقيقا دقيقا حول كيفية حدوث ذلك”.

وكشف الكولونيل ديلون عن سقوط كثير من العتاد العسكري الأمريكي، كان بأيدي الحكومة العراقية، في أيدى جماعات متعددة في العراق بعد سيطرة داعش على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية..لكنه اعترف بعجز بلاده عن إثارة هذا الموضوع حتى الآن مع الحكومة العراقية.

يذكر أن السفارة العراقية فى واشنطن أصدرت بيانا ذكرت فيه أن نشر قوات الأمن الاتحادية العراقية في كركوك هو تحرك قانوني ودستوري تم بالتنسيق مع قوات الأمن المحلية في كركوك بهدف لجم أية محاولات لإشعال الموقف أو إثارة العنف، وحذر البيان العراقي مما وصفه بـ” سوء نية بعض الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج إطار الجهاز الأمني في كركوك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى