عزيزي المواطن: الوطن يحتاجك أكثر مما مضي| بقلم ياسر عطيه
علي مدار تاريخ مصر القديم والحديث اذا ما استشعر المواطن المصري الخوف علي الوطن وانه مهدد بالضياع من مستعمر أو محتل أو مخطط خارجي يهدف الي هدمه وانهياره وما أنجزه من حضاره ورخاء وتنميه فإن العقليه المصريه الوطنية تستشعر الخطر وتبدأ في إتخاذ رد فعل جمعي لا إرادي كنتيجة لإستثاره الحث العاطفي خوفاً علي الوطن بكل مكوناته.
وهنا يكسر المواطن المصري كل نظريات علم النفس والاجتماع التي تحذر من إستخدام أساليب التخويف والتهديد كإسلوب من أساليب العمليات النفسيه.
ففي ثورتي ١٩١٩ و ١٩٥٢ مروراً بحرب الاستنزاف التي تلت نكسه ١٩٦٧ ثم حرب أكتوبر ١٩٧٣ إلي ٢٥ يناير ٢٠١١ حتي وصلنا إلي ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كلها محطات علي درب الوطنية المصريه التي يضرب فيها المواطن المصري المثل والقدوة في التضحية والفداء من أجل الوطن وترابه وحضارته والحفاظ علي مقدراته وإنجازاته التي تحققت علي مر السنين ووقوفه وإلتحامه بجيشه الوطني الذي يتشكل بنيانه الأساسي من (خير أجناد الأرض) الذين هم أيضاً شباب هذا الوطن وأهم ثرواته والتي تغرس بمجرد إنضمامهم لصفوفه وتترسخ فيهم عقيدته في الاستشهاد من أجل هذا الوطن ولا يدنس أرضه خسيس أو مستعمر.
ويعتقد السواد الأعظم من الشعب المصري الذي له حق التصويت في الإنتخابات الرئاسيه التي تبدأ في ٢٦ من الشهر الجاري أن الانتخابات محسومة وأنها تختلف كليهً عن الإنتخابات الرئاسيه التي جرت في مايو ٢٠١٤ حيث إستشعر حينها المواطن المصري الخوف والقلق علي بلده وأنها في أمس الحاجه إليه لتعديل المسار الذي كانت تسير فيه الأمه بأكملها من إستيلاء فئه بعينها تتخذ من الدين ستاراً لها علي الحكم وتساندها دول عظمي تبغي الخراب والدمار لدول المنطقة واستدعي حينها حاله الخوف علي الوطن التي يحملها كإرث في جيناته فكان الحشد علي لجان الاقتراع وكانت الصورة في المشهد الإعلامي الدولي بمثابه استفتاء شعبي علي حرص المواطن المصري علي وطنه وجيشه وقائده.
وبعد مرور خمسه سنوات علي مشروع ٣٠ يونيو النهضوي الذي يعد بمثابه ميلاد حقيقي للأمه العربيه والذي تركزت شرعيته علي الحشد ونزول المصريين للميادين المختلفة في جميع محافظات الجمهورية ال ٢٧ وتولت القوات المسلحه وقتها دورها الوطني لحمايه تلك الشرعيه وحق الشعب لتقرير مستقبله وقام الإعلام العسكري حينئذ برصد وتوثيق هذا المشهد وإيصاله للمجتمع الدولي بأكمله.
وتراهن الدول التي خططت مجتمعه ودبرت ما يسمي بالربيع العربي في منطقه الشرق الأوسط علي مرور الوقت وأن ذاكره الشعوب العربيه مثل ذاكره السمكه وأن الشعب المصري لا يستطيع تحمل الضغوط الإقتصاديه وبرامج الإصلاح الإقتصادي وحجم المشاكل والتحديات التي ورثها حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي كانت شعبيته في أوجها في بدايه فترته الرئاسيه الأولي وكثيراً ما كان يشير بنفسه بأنه لا توجد مخاطر وتهديدات تواجه مصر أكثر خطراً من عدم تلاحم الشعب المصري ووقوفه خلف قواته المسلحه وتحمله لأصعب فترات التاريخ المصري الحديث.
وما أشبه اليوم بالبارحه ليظهر معدن المواطن المصري الأصيل في أداء دوره الذي يحتاجه الوطن أكثر مما مضي لإستكمال المشهد في السادس والعشرين من الشهر الجاري ليقدم النموذج والمثل كعادته المشهودة في الوطنية المصريه الممتدة عبر التاريخ والتي لها طبيعتها المتفردة والتي يصعب علي أكبر مراكز أبحاث قياس الرأي العام أن تتوقع ما يدور داخل العقليه المصريه إذا ما تعلق الأمر بالوطن وبأرضه وقائده وبأمته العربيه.
ياسر عطيه
خبير في العمليات النفسيه والإعلام المتخصص