عبقرى الموده .. بابا العرب | بقلم شنوده فيكتور فهمى

قليلون هم من تتاح لهم فرصة معاشره هولاء العظماء والذين يكون لديهم القدره على إحداث التغيير فى مجتمعاتهم او حفظ امنِه وسلامِه وتوازنه وربما كنت واحداً من هولاء المحظوظين بمعاشره احد تلك الشخصيات الفريده وهو طيب الذكرالمتنيح البابا شنوده الثالث احد اهم علامات الكنيسه المصريه طيله اكثر من اربعين عاما ً وربما كانت من احب الالقاب التى قيلت عليه من الاستاذ الدكتور على السمان المفكر الاسلامى الكبير على هامش احد لقائتى معه لقب ” عبقرى الموده ” ومن اخرين لقب بابا العرب تذكرت تلك المشاعر ونحن نحتفل بالذكرى الخامسه لرحيل هذا العملاق حقا ً كان البابا شنوده عبقرى الموده والمحبه ولم الشمل وحفظ وحدة هذا الوطن الذى نعشقه جميعا ً.
فطيلة الاربعون عاما ً وهى مدة خدمته لكنيسته ووطنه كان نموذجا ً فوق العاده فى الوطنيه والحكمه والتعقل والاتزان فى فترات كانت تُعد غايةً فى الصعوبهِ نعرف منها الكثير والكثير .. ولكنى اسجل هنا شهادتى عن اشد تلك الفترات خطوره على الدوله المصريه وهى فتره ثورة يناير 2011 وما صاحبها وتلاها من احداثِ وملابسات كانت كافيه بهدم العديد من مقدرات هذا الوطن ولكن وكما يقول المثل فى” الشده تظهر معادن الرجال “
فبحكم طبيعه عملى أنذاك بالمقر البابوى وتقديم البرنامج الرسمى الناطق بأسم الكنيسه المصريه “نبض الكنيسه” فقد توافدت عليه العديد من الزيارات من داخل مصر وخارجها ما بين تيارات سياسيه وايدلوجيات متعدده ومتصارعه داخل البلاد ومسئولين من كبار رجال الدوله على اختلاف مواقعهم وكذلك رجال “المؤسسه العسكريه المصريه” و العديد من رؤساء الدوله ربما اتذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء التركى انذاك رجب طيب اردوغان بخلاف العديد من المسئولين الاوروبيين فى دولهم او الاتحاد الاوروبى وسفراء العديد من الدول الاجنبيه
فمن بين كل هولاء كان هناك من يتبين موقف الكنيسه مما يحدث داخل مصر بصفتها من اعرق واقدم مؤسسات الدوله وما هو رد فعل قيادتها تجاه الاحداث والمتغيرات المتسارعه والمتشابكه والمتتابعه
وكان هناك من يحاول اشعال الموقف بطرق خفيه وملتويه تحمل بين طياتها تربصا ً بمصرو الكنيسه وكذلك ترابط الكنيسه مع مؤسسات الدوله المصريه
وحقيقه اشهد عليها امام الله ويشهد عليه معى اخرين من رجال الكنيسه الافاضل من الاكليروس فقد كان موقف قداسته غايه فى الحسم والوضوح والقوه وكانت كلماته الخالده… “مصر رايحه لكل خير” وما هو قادم افضل بكثير ورغم ذلك الحسم والنهى فقد حاول البعض منهم اصطياد اى كلمات او مواقف منه ولكنه كان حاسماً من البدايه مع الجميع محافظا ً على هيبة الدوله المصريه وعراقه الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه الضاربه بجذورها طيلة الفى عاما ً .
اما على المستوى التعليم الكنسى فحدث ولا حرج فقد كان امينا ً على الوديعه التى أؤتمن عليها من قبل الله وشعب الكنيسه فقد حفظها وراعها واثمر فيها الكثير والكثير وترك لنا تراثا ً عظيما ً من المؤلفات والتسجيلات المرئيه والصوتيه تكفى اجيالا ًواجيال
وللعلم ولمن لا يعرف كان قداسته هو رقم 7 ما بين 117 بطريركا جلسوا على الكرسى المرقصى الذين تجاوزت مدة خدمتهم الاربعين عاما
رحم الله قداسته ونيح نفسه بسلام وحفظ الله لنا بلادنا مصر ورئيسها المحبوب وراعى كنيستنا الامين قداسة البابا تواضروس الثانى واعانهم على مهمتهم الشاقه وكافة التحديات. ولتحيا مصر دائما بكل ابنائها المخلصين