سد ” ستيجلر جورج” والكوميسا.. عودة مصرية لقيادة الأسرة الافريقية| بقلم وليد عبد الرحمن

نجحت مصر فى العودة وبقوة إلى قيادة الأسرة الأفريقية وإستعادة ريادتها التى فقدتها لسنوات طويلة بسبب حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصرى الاسبق محمد حسنى مبارك فى أديس ابابا والتى خلفت بعدها توترا عنيفا فى العلاقات الافريقية أدى هذا إلى ابتعاد مصر قليلا عن موقعها الريادى والقيادى للقارة السمراء .
وتمكن الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال سياسات واجراءات وتحركات منظمة وواضحة عبر خطط محددة من العودة إلى القلب الافريقى وإستعادة المكانة بل والقيادة من اجل التنمية الافريقية فى المجالات كافة وبخاصة الاقتصادية منها .
وشهدت العلاقات المصرية الافريقية تحولا هاما برز جليا فى استعادة شركة المقاولون العرب لموقعها فى القارة الافريقية بعد تراجع دورها لسنوات وليس غيابها التام كما يردد البعض بالخطأ، وهو ما حدث فى فوزها بإنشاء سد “ستيجلر جورج” في تنزانيا والذى يتكلف حوالى 3.6 مليار دولار ويستمر تشييده ثلاث سنوات وهو نتاج جهد واضح لجهود القيادة السياسية من اجل العودة إلى البيت الأفريقى بقوة .
وكان النفوذ المصرى سابقا متغلغلا فى أدق التفاصيل الأفريقية باعتبارها امتداد طبيعى للأمن القومى المصرى وكان فى السابق يتواجد بقوة من خلال شركة النصر للتصدير و الاستيراد وشركة المقاولون العرب وكانتا هما الشركتان الاكبر والأكثر تواجدا فى القارة السمراء، بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات الأخرى التى كانت تمارس دورا إضافيا فى التواجد بالقارة الأفريقية .
ولم يكن مشروع السد التنزانى هو الأوحد ولكنه الأبرز فى تلك المرحلة وترافق معه مؤتمر الكوميسا الذى يعقد فى شرم الشيخ والذى تباحثت فيه الدول الافريقية حول اقتصادياتها والتعاون الإقتصادى والإستثمارات فيها وغيرها من مشروعات التنمية الإقتصادية المختلفة .
وشهد ايضا معرض ايديكس للصناعات الدفاعية تواجدا ومشاركة لافتة من الدول الافريقية وقامت مصر بالتباحث خلال المعرض مع الدول الافريقية المتواجدة حول التعاون الامنى والدفاعى وملفات الارهاب وتبادل المعلومات من أجل تحقيق التكامل الامنى لمكافحة الارهاب الأسود عبر القارة بأكملها وهو ما يوسع دائرة الحماية والدفاع للحدود المصرية لتمتد عبر القارة الأفريقية بأكملها .
اما فيما يتعلق بالاستثمارات المصرية فقد وصلت إلى 10.2 مليار دولار وهو ما يؤكد اننا على أبواب عهد جديد فى العلاقات مع الدول الأفريقية انطلاقا من العلاقات الإقتصادية والتكامل والتعاون المثمر بين الدول الأفريقية جمعاء لتحقيق أقصى استفادة من الثروات والأمكانيات الطبيعية فى مختلف الدول الأفريقية والاستفادة من الخبرات المصرية فى المجالات كافة .
ما حدث من القيادة السياسية فى افريقيا نقلة محسوبة وإنجاز تحقق بعد جهد وخطط منتظمة واستراتيجية تم وضعها بدقة لاستعادة المكانة التى كادت أن تفقد بعد ابتعاد لسنوات عن قيادة القارة السمراء ما أعطى الفرصة لاعداء مصر للتغلغل فى الخفاء والنخر فى عظام القارة الافريقية وتخريب العلاقات الاخوية العميقة والتاريخية مع مصر .
يا سادة ما تحقق من إعادة اللحمة بين مصر وافريقيا يعد انتصارا يجب تكراره فى العلاقات الخارجية المصرية كافة وبخاصة مع الدول العربية التى تمثل هى والقارة الأفريقية البعد الأمنى الحقيقى لمصر والسوق الكبيرة التى يمكن تبادل التجارة وتحقيق التنمية المشتركة فى كافة المجالات .