رقصة الموت للإخوان.. انتفاضة دينية وقانونية وشعبية ضد جرائم الإرهابية
تقرير .. عادل محمد
يوم بعد يوم تثبت تنظيمات الضلال وميليشيات الكذب والخداع فشلها الذريع في النيل من عزيمة المصريين أو التأثير على وطنيتهم النابعة من الذوبان عشقاً في كل حبة تراب على أرض الكنانة، حيث افتضحت جميع المخططات التآمرية لجماعة ” الإخوان الكاذبين” على خلفية محاولتهم انتهاز فرصة تصادم قطار محطة مصر للانقضاض على شعب مصر بسيل من الأكاذيب والشائعات التي ليس لها أي أساس من الصحة .
ولجأت الجماعة الإرهابية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها أداة فعالة وذات تأثير قوي على الرأي العام، إلا أن شائعات الإخوان الكاذبة على هذه المواقع لم تشكل أي تأثير على المصريين، لمعرفتهم الجيدة بحقيقة هذه الجماعة الإرهابية وشائعاتها لاستغلال الأوضاع لصالحها، وللتعتيم على ضعفها في الوقت الحالي .
فبعد لحظات من وقوع الحادث، بدأت الكتائب الإليكترونية المأجورة لجماعة الإخوان والصفحات التابعة لها في تدشين حملة لترويج الشائعات وتضليل الرأي العام عن الأبعاد الحقيقية للحادث، حيث بثت أول شائعة قبل أن يتم نقل المصابين للمستشفيات، بأن الجرار كان به سائق وقفز منه قبل الاصطدام، وذلك لتصدير فكرة أن الحادث إرهابي، وذلك مغاير للواقع تمامًا، خاصةً بعد نشر اعترافات السائق، وبدأت في إطلاق شائعة أخرى بأن الجرار كان محملا بطن متفجرات، الأمر الذي أكدت النيابة عدم صحته، كما نشرت ” الإرهابية” جزء من كلمة سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء افتتاح عدد من المشروعات القومية لتضليل الشعب بها بفكرة أن الرئيس لا يريد تطوير هذا المرفق المهم، وبمجرد ظهور الفيديو الكامل اتضح أن الرئيس كان يضرب مثالًا لتوضيح الأمر للرأي العام ليس أكثر وأنه دعم هذا المرفق بمليارات الجنيهات .
وظلت الجماعة الإرهابية تختلق وتروج للأكاذيب بغرض إشعال الغضب لدي المصريين وزرع الفتنة بينهم، إلا أن الشعب المصري كان في قمة اليقظة والوعي بأكاذيب الجماعة الإرهابية وإطلاقها للشائعات وحقيقتهم المشبوهة وأيقن أن أنصار الجماعة يمارسون ” رقصة الموت” على جثث الضحايا، وعلى الفور دشن رواد موقع التواصل الاجتماعي هاشتاج ” فبركة الإخوان في حادث محطة مصر” للرد على شائعات الجماعة، وتوعية المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الأكاذيب .
وهو ما يدلل على فشل جماعة الإخوان الإرهابية لا في إرهابها، ولا حتى في كذبها، فبعدما نجحت قوات الأمن في توجيه ضربات موجعة على أذرع الجماعة المسلحة وأجنحتها العسكرية سواء ” حسم” أو ” العقاب الثوري” أو ” لواء الثورة” أو ” أجناد مصر” وغيرها من التنظيمات الإرهابية لم يجد فلول الجماعة فرصة إلا الصيد في الماء العكر .
التأثير الأكبر الذي أظهرته أزمة تصادم قطار محطة مصر هو رفض أبناء هذا البلد الأمين الاستسلام لجرعات الطاقة السلبية واليأس والإحباط التي حاول أنصار التنظيم الإرهابي الفاشل تصديرها للمصريين عبر وسائل الاتصال المتنوعة التي اتخذوا منها منصات انطلاق لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة، أكثر من هذا انتفضت جميع طوائف الشعب المصري للمطالبة بمحاكمة هؤلاء المخربين الذين يسعون في الأرض إفساداً .. والتزمت المؤسسات الدينية والتشريعية بمسئولياتها التي ائتمنها عليها المصريون .
بيان ناري يقضح أنصار الإخوان
فمنذ ساعات أصدرت وزارة الأوقاف بياناً نارياً كاشفاً يفضح تآمرات أنصار جماعة الإخوان ضد كل ما هو مقدس في مصر، حيث أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن تطاول عناصر جماعة الإخوان الإرهابية العميلة على مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، يكشف فقد هذه الجماعة الإرهابية الضالة لصوابها، حيث شكل بيان الأزهر الشريف بشأن هذه الجماعة الإرهابية الذي أقر بأنها جماعة إرهابية تعمل لهدم الدولة المصرية ضربة موجعة لها، وكشف حقيقتها الضالة .
وأضاف البيان أن بعض عناصر الجماعة المجرمة أخذت تتطاول على الأزهر الشريف ودار الإفتاء، شأن تطاولهم على كل من يكشف حقيقتهم، ولا سيما لو كانت مؤسسة عريقة يحسب لكلمتها ألف حساب كالأزهر الشريف، غير أن كل ذلك لن يزيدنا إلا قوة وصلابة وإصرارا على تعرية هذه الجماعة الإرهابية، وبيان حقيقتها فى العمالة والخيانة والضلال والكذب .
وأشار الوزير، إلى أن كذب وسوء أدب العناصر الإخوانية الضالة المجرمة فى حق دينها ووطنها يتصادم كل التصادم مع الدين والقيم ويخرج على كل حدود اللياقة والأدب، بما يصد عن سبيل الله، فقد صاروا عبئا ثقيلا على الدين، إذ صاروا لا يستحون من الله ولا من الناس ولا من كذبهم ولا من سوء أدبهم ولا من أنفسهم، حتى صار سوء أدبهم صنعة يتكسبون بها، لا يلوون على خلق ولا دين ولا أدب ولا قيم، بما يتناقض مع كل المعاني الدينية والقيم الإنسانية، ناهيك عن دعوة قياداتهم المجرمة إلى العنف وترويع الآمنين وسفك الدماء .
ولفت الوزير، إلى قيام بعض عناصرهم المجرمة وفصائلهم النوعية بتنفيذ ذلك بأمر وتوجيه وتمويل هذه الجماعة الإرهابية ومن يدعمها مع تطاولهم السافر على وطنهم وازدرائهم له، مما يعد ندالة وخسة وخيانة وطنية، بحيث صار كشف حقيقتهم وبيان كذبهم وزيفهم وزيغهم وعمالتهم وخيانتهم والتعامل مع عناصرهم المجرمة بمنتهى الحسم ضرورة ملحة .
وقال الوزير، أن بيان الأزهر الشريف عرى هذه الجماعة الإرهابية، أزال بقية ما كانت تحاول أن تواري به عورتها من أوراق شجر التوت، ولَم يعد لأحد عذر في التستر على عناصرها المجرمة أو التمكين لها في أي مفصل من مفاصل الدولة، فهم خطر حيث حلوا، وأينما توجهوا كان الفساد والإفساد والمكر والفتن، ولا سيما أنهم صاروا لعبة وأداة في أيدي من يستهدفون أمن منطقتنا وأمانها واستقرارها وخيراتها ومقدراتها وإضعافها، وتفكيك دولها وتمزيق أوصالها وإسقاطها في أتون الفوضى.
البرلمان ينتفض
واتساقاً مع هذه التداعيات الخطيرة لسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتهديدها للأمن القومي المصري أعلن عدد من نواب البرلمان قرب الانتهاء من إعداد مشروع قانون يلزم الحكومة، ممثلة في وزارتي الاتصالات، والداخلية، بملاحقة مروجي الشائعات، والمواد الإعلامية المسيئة للدولة، والتي تحرض على العنف والتطرف، وإثارة البلبلة في المجتمع .
وذلك بعد أن تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى بيئة خصبة لتحريض المواطنين ضد الدولة من خلال فبركة التصريحات الرسمية للمسؤولين، وهو أمر من شأنه أن يزعزع ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن فلسفة مشروع القانون تقوم على مجابهة خطر نشر هذه المواد الإعلامية المسيئة، في ظل التحديات الراهنة، ومعاقبة المتورطين فيها .
فالجماعة الإرهابية، تواصل نشر أفكارها المتطرفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال كتائبها الإلكترونية، حيث عملت الإخوان على تحويل السوشيال ميديا إلى منصات عنف وإرهاب، كما أنها اتخذت كل صور الإرهاب المتعارف عليها وطبقتها على أرض الواقع، وازداد مؤشر صناعة الإرهاب لها في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، ووظَّفت آليات التواصل الاجتماعي لحسابها .
وأشار عدد من نواب البرلمان إلى أن الجماعة الإرهابية جنَّدت الآلاف من الكتائب الإلكترونية الإرهابية في وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، مستهدفة إنشاء حالة من الفوضى والتشكيك، ونشر الفتن والصراع، وإثارة الرأي العام، فكل إنجاز يتحقق، أو قرار يُتخذ، تجد أمامه الكثير من الشائعات والادعاءات والإساءات، وقد تسببت هذه التآمرات في حالة من الاحتقان والتشتيت والفُرقة على وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، وحرب الشائعات الشرسة التي تختلقها هذه الكتائب الإلكترونية الإخوانية الإرهابية تستهدف الإنسان معنويًّا من حيث عمقه وعطاؤه وقِيَمُه وانتماؤه، وهذا الاستهداف أشد ضراوةً من الاستهداف المادي لجسد الإنسان .
القانون يتكلم
على الصعيد ذاته شهدت مصر خلال الأيام الأخيرة تحركات قانونية ضد مرتكبي هذه الجرائم، حيث تقدم عدد من المواطنين ببلاغات ضد قيادات وفلول الاخوان الهاربة وتضمن البلاغ الأول اتهام الهارب معتز مطر، بالتحريض ضد الدولة ونشر أخبار كاذبة، مدفوعا بالمبالغ الطائلة التى يتلقاها من المخابرات التركية والتنظيم الدولى للإخوان ليخرج يوميا عبر برنامجه المذاع على قناة الشرق الإخوانية والتى تبث من تركيا وهو يحرض على قلب نظام الحكم ومنع مؤسسات الدولة المصرية، من ممارسة أعمالها الدستورية والتشريعية، والإضرار بالمصالح العليا للبلاد وتهديد الامن القومى المصرى .
أما البلاغ الثانى فتم تقديمه ضد كل من محمد ناصر، وهشام عبد الله، ومعتز مطر والذى تضمن اتهامهم فيه بالتطاول على قيادات الدولة المصرية، وارتكابهم جريمة الخيانة العظمى في حق الدولة والتحريض ضد مؤسسات الدولة، فضلا عن البلاغ المقدم ضد علاء الاسوانى، بتهمة نشر أخبار كاذبة والتهكم والسخرية من قيادات الدولة من خلال تصريحات عبر صفحته الرسمية على موقعى التواصل الاجتماعى ” فيسبوك – وتويتر”.
وذكر البلاغ، أن علاء الأسوانى دأب فى الفترة الأخيرة، على نشر أخبار كاذبة وغير حقيقية عبر صفحته الرسمية ، الهدف منها تكدير الأمن والسلم الاجتماعيين وإشاعة روح الإحباط بين المواطنين، فى اطار الهجمة الشرسة التى تشنها جماعة الاخوان الارهابية وجهات خارجية معادية للدولة المصرية وهو الأمر الذى يعد معه الأسوانى، مرتكبا لجريمة التشارك مع جماعة ارهابية لتحقيق أغراضها الأجرامية .
كما تقدمت المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، ببلاغ ضد دولتى تركيا وقطر، طالبت فيه بتجميد أموالهم داخل مصر وصرف تعويضات للمصابين وأسر شهداء العمليات الإرهابية من أبناء الوطن من الجيش والشرطة والمدنيين .
يذكر أن معتز مطر، من قيادات إعلام جماعة الاخوان، وصدر حكم ضده فى 7 مايو 2015 من محكمة جنح حلوان بمعاقبته، بالحبس سنة مع الشغل، وفى 8 يوليو 2015 عاقبته محكمة جنح الدقى، بالسجن 10 سنوات وغرامة 500 جنيه، لإتهامه بمحاولة قلب نظام الحكم، والتحريض ضد مؤسسات الدولة، وفى 7 يونيو 2016 قررت محكمة جنح الدقى، حبسه سنتين وكفالة 5000 جنيه، لاتهامه بالتحريض ضد مؤسسات الدولة ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وفى 19 نوفمبر 2016 عاقبته الدائرة 21 إرهاب بالحبس 3 سنوات مع الشغل والنفاذ لاتهامه بالتحريض على التظاهر ضد مؤسسات الدولة، وترويج الشائعات، وفى 13 مارس 2017 قضت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية، بمعاقبته بالسجن المشدد 10 سنوات فضلا عن ادارجه على قوائم الإرهاب .
وبالنسبة للهارب محمد ناصر، فقد صدر ضده حكم فى 19 نوفمبر 2016 من الدائرة 21 إرهاب، بمحكمة شمال الجيزة بالسجن 3 سنوات، بتهمة نشر أخبار كاذبة، وتكدير السلم العام، وفى 7 يونيو 2016 قررت محكمة جنح الدقى، معاقيته بالحبس سنتين، وكفالة 5000 جنيه، لاتهامه بالتحريض ضد رجال القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة، كما صدر ضده نشرة حمراء كمطلوب أمنيا لصدور أحكام بحبسهم، أما بالنسبة للهارب هشام عبد الله، صدر ضده فى 19 نوفمبر 2016 من الدائرة 21 إرهاب المنعقدة بمحكمة شمال الجيزة، ، بحبسه 3 سنوات، بتهمة نشر أخبار كاذبة وتكدير السلم العام .
وبالنسبة للهارب محمد شومان، صدر ضده حكم فى 28 فبراير 2017 قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة، بحبسه 5 سنوات مع الشغل وغرامة 500 جنيه بتهمة إذاعة اخبار كاذبة، أما الهارب حمزة زوبع، فقد صدر ضده فى 28 نوفمبر 2016 حكما من الدائرة 21 إرهاب الجيزة، بمعاقبته بالحبس 3 سنوات، لاتهامه بنشر أخبار كاذبه وإثارة الرأى العام والتحريض ضد مؤسسات الدولة، كما صدر ضد آيات العرابى حكما من محكمة جنح القاهرة الجديدة بحبسها 5 سنوات مع الشغل وتغريمهما 500 جنيه بتهمة إذاعة أخبار كاذبة .