
تحت رعاية الدكتور شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء اقيم مؤتمر تدشين المبادرة القومية ” النيل.. حياة.. حضارة.. تاريخ ” بدعوة من الدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة جمعية صوت النيل وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى وطلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية ونائب وزير الزراعة والبيئة والري، ونخبة من المثقفين والمهتمين بالموارد المائية وتقدم قناة المحور وتغطية شاملة للمؤتمر غدا الاثنين فى العاشرة مساءً.
ورحب الدكتور حسن راتب رئيس جمعية صوت النيل فى كلمته بالحضور مشيرًا الى أن تدشين المبادرة القومية ” النيل.. حياة.. حضارة.. تاريخ ” تخرج من المجتمع المدنى ومن جمعية صوت النيل والتى أنشئت منذ 15 عام حتى تكون صوتًا لهذا النهر العظيم.
وأضاف راتب: “أننا منذ أيام قليلة كنا فى محفل كبير والمنتدى العربى للمياه بحضور نخبة من العلماء والمتخصصين فى مجال الموارد المائية وتم تشكيل مجلس محافظين للمياه وتم افتتاحه بحضور الأمير سلطان ورئيس جامعة الدول العربية ومجموعة من العلماء وكنا نتحدث عن قضية المياه وندرتها وعن أزمة سد النهضة فى مصر، واهم ما يميز المنتدى المشاركة الشعبية الكبيرة.
وأوضح راتب أن مسألة الوعي المائي أصبحت قضية حاكمة ولعل الوعى المائى جزء من مورثنا الثقافي والحضاري والعقائدي، ونذكر أجدادنا المصريين وحديثهم عن ان من يلوث النهر قد ارتكب إثمًا عظيما، وأيضا فى مفهومنا العقائدي والدينى وقوله تعالى ” وجعلنا من الماء كل شئ حى “، وان عرش الله على الماء، وإذا كان مثلث المياه والطاقة والغذاء به خلل حيث ان المياه لم تأخذ حظها من الدراسات والاستثمار ومن هنا أنبه وأدعو الى توجيه الاستثمارات فى مجال المياه.
وتابع: نسعد بتواجد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمى بيننا، ونذكر هنا انه تم نقل الأكاديمية العربية للمياه من ابو ظبى الى القاهرة وتبنت هذه الأكاديمية جامعة سيناء من اجل الاهتمام بحركة المياه فى المنطقة، وفى الحقيقة ان الأزمة لا تكمن فى ندرة المياه فهى متوفرة وبكثرة ولكن الأزمة الحقيقية فى سوء إدارتها وفى توزيع المياه.
وأشار راتب الى ان دولة مثل أثيوبيا بها 22 بحيرة و12 نهر و7000 مليار متر مكعب من المياه وهى ثانى أغنى دولة فى مجال المياه ولا بد ان نتعامل بموضوعية ومنهجية مع هذه القضية، وأوجه دعوة الى إثيوبيا وباقى الـ 7 دول من المصب حتى نجد حل علمي لإعادة الثروة المائية فى هذه المنطقة، وقد خلصنا من المنتدى العربى للمياه بعدد من التوصيات الهامة وبأهمية التعاون فيما بيننا وبحسن الإدارة وإيجاد تعاون مشترك بين دول المنبع والمصب مع ضرورة حسن الإدارة.
وأضاف راتب ان جمعية صوت النيل تحاول ان تبرز أهمية المشاركة المجتمعية فى هذا العنصر الحاكم والهام فى الحركة الحياتية وبخاصة فى مصر وبيئتها الصحراوية وفى الوقت الذى نجد ان أثيوبيا ينزل عليها 900 مليار متر مكعب من الأمطار بخلاف الأحواض، والسودان 400 مليار متر مكعب وجنوبها 500 مليار متر مكعب من الأمطار، وما ينزل على مصر مليار و500 مليون متر مكعب.
واستطرد راتب يجب أن نوعى أبنائنا ونلفت انتباههم الى أهمية ترشيد المياه وهذه قضية ليست ترفيهية بل ضرورة هامة فى المرحلة المقبلة، ويكون جزء من تعليمنا فى المدارس والجامعات وثقافتنا فى المجتمع.
وأشار راتب ان جمعية صوت النيل بهذا المؤتمر وطرحه المبادرة القومية ” النيل.. حياة.. حضارة.. تاريخ ” فهى رسالة ومسئولية من جانبنا تجاه مجتمعنا.
وأوضح ان النيل يفرح للأحداث السعيدة بمصر ويحزن للأحداث التى تلم بهذه الأمة، ولكن هناك بعض النسمات الحزينة التى تهب على النيل من جراء الحادث الأليم بالروضة وأرواح بريئة زهقت بدون حق ودماء سالت وأطفال استشهدوا بأى ذنب قتلوا، وسيدات ترملت وثكلت ما هذا الذى يحدث والدين برئ من كل هذا، مشيرا إلى أن المؤامرة أطرافها متعددة.
وأكد راتب اننا لابد ان نوضح للشعب المصري بما يحاط به من مؤامرات ولاسيما فى مجال الغذاء والكساء والمياه، مستشهدا بما سمعه فى الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي من “بن غوريون” رئيس وزراء إسرائيل و”هويزور” أول قاعدة نووية إسرائيلية بالشرق الأوسط وهو يقول لن ننتصر على الأمة العربية والإسلامية بالسلاح وإنما ننتصر بعد تفتيت 3 دول العراق ومصر وسوريا، ولن نعتمد على ذكاء شعوبنا حتى يتم تفتيتهم بل على غباء الآخرين وجهل الآخرين، وأيضا قال بيجين ان إسرائيل من النيل الى الفرات كان يقصد السيطرة على منابع النيل والفرات تحت اسر الدولة الإسرائيلية ولابد لنا ان نعرف هذه.
وتابع: الحمد لله ان القدر قد ساق لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى جنبنا الفرقة والمصير للعديد من دول الجوار، فهل جاء الوقت لان تستيقظ تلك الأمة وتعى المخاطر المحيطة بها والمؤامرات تحاك بها حول مصادر غذائها ومياهها، ولابد ان نتعاون فيما بيننا وان نعى حجم المخاطر وان نلتف جميعا خلف قيادة هذه الأمة وان نحافظ على الثروة المائية وان نحافظ على النيل ونجعله يفرح وهو حزين لما الم بهذه الأمة وأرجو من الله ان تكون هذه المبادرة بداية وان تنتشر فى مدارسنا وجامعتنا.
وفى الختام أدعو الله ان يعود إلينا رئيس الوزراء سالما وهو ما وضع هذه المبادرة تحت رعايته.
وفى المقابل وجه الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى الشكر الى الدكتور حسن راتب على هذه المبادرة المهمة، وعلى كلمته والتى تخرج من القلب الى القلب.
وأكد عبد الغفار أن الحياة فى مصر وبخاصة صعيد مصر تعتمد على النيل، فالنيل مصدر حياة لكل المخلوقات، وقد انعم الله علينا ينهر النيل وان الحضارة المصرية القديمة قامت حول النيل، وليس ذلك فقط بل ثقفتنا والفنون.
ووقال أنا أوصل رسالة طمأنينة الى الشعب المصرى بأن النيل جزء من حياتنا ومصر لديها قيادة وحكومة وشعب يعرف كيف يحافظ على مقدساته، وان هذا النيل سيبقى وان الحياة ستدوم، وان هذا تاريخ وان الله أراد لنا ذلك.
وأشاد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الرى، بالمبادرة وبالدكتور حسن راتب والذى دائمًا ما يكون سباق فى العديد من المبادرات الهامة والتى تهتم بقضايانا المهمة.
وقال إن الشباب من أبناءنا وأحفادنا لا يعرفون الكثير عن النيل، وفى الماضي كانت أجمل رحلة ان نركب مركب فى النيل وكانت هذه مظاهر للعلاقة المهمة بين النيل وشعبه، والآن عدد كبير من الشباب فقدوا حاسة الارتباط بنيلهم وهذا الشعور فى وسط الحياة والعمل ففقدنا الرومانسية فى وجود شريان عمره 7 آلاف عام وأيضا 7 آلاف كيلو متر، الى ان الحضارة المصرية تتسق وتتقق مع عظمة نهر النيل.
وأوضح وزير الرى ان نهر النيل وهذه المسافة الكبيرة فقد ساهم فى توطيد العلاقة بين شعوب وادى النيل، فمصر والسودان بلد واحد، وساهم هذا الشريان فى ربط دول واسر حوض النيل ببعضها مشددًا على أهمية ان تعود تلك المعلومات الهامة وأهمية الترشيد والحفاظ على النيل من التعدى والتلوث ومعرفة الأبناء والطلاب به وبما يقدمه لمصر.
وأضاف عبد الغفار ان فى وزارة البحث العلمي لدينا الهيئة القومية للاستشعار عن بعض وعلوم الفضاء وهى ترصد عن طريق الأقمار الصناعية كم التعدي على النيل، ونحن للأسف نعتدى على النيل بطرق عديدة من مصارف وتلوث وتعدى والنيل يئن حزنًا على الحال الذى وصل إليها.
وفى الختام أكد عبد الغفار أهمية المبادرة ودورها وبما تمتلكه من محاور وأهداف رائعة فى ان نعيد الفكر والوعى الى الجميع بأهمية النيل والحفاظ عليه فى مدارسنا وجامعتنا وان تكون هناك رحلات بنيل مصر، ولابد ان تكون هناك بحوث فى الجامعات والمعاهد المتخصصة عن النيل حتى نقدر هذا الشريان العظيم.
كما وجهت مريم صادق المهدى ابنة رئيس وزراء السودان الأسبق الشكر على هذه المبادرة والدعوة قائلة بالتأكيد ان للحكومات دور ولكن لا نغفل أهمية مؤسسات المجتمع المدني ودورها، ويجب علينا ان نعظم من أهمية نهر النيل ودوره، وان يكون لنا رؤية وإستراتيجية تعاون بينا دول حوض النيل والذى يضم 10 دول وهو مصدر للحضارة القوية ونتمنى ان يظل رابط بين هذه الشعوب فى ظل ثورة الاتصالات والعصر الحديث، مستشهدةً بقول الإمام صادق المهدى كما كان النيل رابط فانه سيكون وعد بالخير لنا جميعا، وسيكون وعيد لنا بالخير جميعا.
وأضافت بما أننا نحن فى جمعية صوت النيل فنطمح ان يكون صوت النيل لكل النيل بحوض واسع خاصة فى ظل التحديات والإمكانيات واللازمة الحقيقة فى إدارته كما قال الدكتور حسن راتب فى كلمته.