آراءشويّة دردشة

الواجب.. الشرف.. الوطن | بقلم د. روان عصام

روان عصام-15240159_1872207529678435_922472163_n

لقد كان من دواعي سروري ان يتاح لي فرصه حضور حفل ختام التأهيل العسكري للمستجدين بالكليه الحربيه، هذا الصرح العظيم الذي طالما تمنيت زيارته، مصنع الرجال و عرين الابطال، طالما تسائلت كيف تكون الحياه هناك، كيف تتم العمليه التعليميه التي يكون ناتج ثمارها ضباط قواتنا المسلحه المصريه المعروف عنهم الالتزام والانضباط و الاحترام، الدقه، الفداء، التضحيه و اللياقه البدنيه العاليه اللذين داءما و ابدا ما يضربون مثلا للشجاعه و الاخلاص يحتذي به من سائر بلاد العالم.

كان عرضا مشرفا بحق بدا بوصف حياه يوم طالب في الكليه الحربيه بدءا من نوبة صحيان وصولا بعروض اللياقه البدنيه المبهره مثل القفز من خلال الدوائر المشتعله بالنيران، تسلق الحبال، القفز من علي الدبابات اثناء تحركها، حمل الاثقال علي الجسد و ارتكاز الجسم علي اليدين فقط، استعمال السلاح .. جذبنى ما سمعتة من تعليمات قاداتهم ” اوعي تموت من غير سلاحك ” لقد كان عرض مهيب يستعرض لنا كيفيه صناعه مقاتلي القوات المسلحه المصريه التي لا يقتصر تدريبهم علي عدد السعرات الحراريه في الوجبات و اداب الطعام والتدريبات الرياضيه بل يهتمون بادق التفاصيل التي تبدا من النظافه الشخصيه والرعايه الصحيه للطالب وصولا بالتزامه بالساعات الدراسيه و ساعات النوم و الراحه هو بحق مصنع الرجال يصنع مقاتل قادر علي حمل السلاح و تحمل الضغط العصبي، ويتسم بالثقه في النفس، وتحمل المسؤليه .. وجهه مشرفه للموءسسه، كان في الحضور بجانبي امهات الطلبه عيونهم و قلوبهم ممتلئة بالاعتزاز و الفخر بفلذات اكبادهم، يزغرطون و يدعون ربهم ان يكفل ابناءهم و زملاءههم بالرعايه الالهيه لا يكادون يصدقون اعينهم ان هذا العرض المبهر و ان هذا الطالب الذي يرمي نفسه في النار او من فوق الدبابه بكل ثقه هو ابنها التي افنت ثمانيه عشره سنه محاوله فقط ان توقظه للمدرسه لا تصدق انه في ٥٥ يوم اصبح ولدها رجل بحق متولي مسوءليه نفسه و يتم تاهيله ليكون قائد يتولي مسؤوليه الغير فيما بعد.

اجمل ما رايت في العرض هو الافرول الموحد لجميع الطلبه في الكليه لا يتميز طالب عن اخر في اي شيء، العدل والمساواه هو اساس العمل في هذه الموءسسه و هذا ما يخلق بينهم روح المحبه و الترابط و التضحيه من اجل بعضهم البعض.

شعارهم الواجب .. الشرف … الوطن

تبادر الي ذهني سوءال لم يقتصر هذا الشعار علي الكليه الحربيه ؟! لو اصبح هذا الشعار موحد لجميع مؤسسات الدوله لاصبحنا في صداره الامم، ” الواجب ” بالنسبه لهم هو التضحيه بارواحهم من اجل الوطن، هو ان يكون الطالب مشروع شهيد في مستقبله العملي بعد التخرج، هو ان يسهر و لا تغفل عينه قبل الاطمئنان علي سلامه وطنه، الواجب الذي يؤديه هذا الطالب هو روحه و بدنه، لم لا يكون كل في وظيفته المدنيه يؤدي واجبه علي اكمل وجه يسهر و يعمل و يعطي فلربما عندها تصبح كل مؤسسات الدوله في انضباط و جديه القوات المسلحه، ” الشرف ” بالنسبه لهم هو الارض من اشهر شعاراتهم ” الارض عرض ” لا يمكن ابدا تصديق ان طالب زرعت بداخله هذه الفكره في صغره سوف يخون وطنه او يضحي به في كبره و عند توليه اعلي المناصب، ” الوطن ” و هو مصرنا الحبيبه بكل شبر بها هذا الشعار هو قسم بان روحه فداء لهذه الارض و لواجبه الوطني، هم يرددون هذا الشعار بقمة العزيمه و الاصرار و التحدي لا يضحون بانفسهم مرغمين او كارهين بل محبين و متشرفين ساعيين للشهاده في سبيل الله لينالوا حسن الاخره و عزتها كما نالوا حسن الدنيا من احترام جميع فئات الشعب لبطولتهم و مكانتهم المشرفه التي تنعكس علي كل تصرف لهم بعد هذه التربيه القويمه التي تلقوها في الكليه الحربيه .

في الختام اتمني من رب السماوات ان يحفظهم و يرعاهم بعينه التي لا تنام و كنفه اللذي لا يرام و ان يحفظ مصر وشعبها وارضها و اهلها من كل مكروه و سوء .

عاشت مصر حره مستقله طاهره من الفتنه و الارهاب بفضل ابناءها ابناء القوات المسلحه المصريه الباسلة وشعبها العظيم … ولتحيا مصر … تحيا مصر .. تحيا مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى