فضائيات

عمرو الليثى: اكثر من 18 مليون أسرة تعيش في العشوائيات

عمرو الليثى5

بحضور الأمين العام المساعد للأمم المتحده السفير ماجد عبد العزيز والقنصل المصرى بأمريكا وأعضاء السفارة و أعضاء من للكونجرس و الجاليه العربية في نيويورك ورؤساء المجتمع المدني و قناصل بعض الدول الاوربيه والعربيه

القى الاعلامى د. عمرو الليثى أمس السبت كلمة عن العشوائيات وتطوير البنية الحضارية للمجتمع المصرى فى قاعة ecosoc “ من داخل الامم المتحده ..

يسعدني ان أكون بينكم الان .. في رحاب الجمعية العامة للأمم المتحدة ، هذا الكيان الاممي العريق ، قادماً من بلدي ،، مصر ،، بحضارتها الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ، لأشرف بتمثيل مؤسسة معا .. تلك الجمعية غير الحكومية الهادفة للتنمية المستدامة في وطني.

قد أتطرق -في عجالة-لاُلقى الضوء علي توصيفي المهني .. فأنا إعلامي أكاديمي .. بدأتُ حياتي العملية بالإعلام الاستقصائى و التوثيقي إضافة إلي رئاسة أول قناة عربية تُبث من أوروبا ، و تحديداً مدينة لندن ، في تسعينيات القرن الماضي ..اجتزت مرحلة طويلة ، أزعم انني كنت راضٍ عنها .. لكنني من خلال معايشتي اليومية و احتكاكي بكافة شرائح مجتمعي ، شعرت بأن الرسالة الإعلامية يجب ان تكون موجهة و لها معايير للأداء و الإنجاز .. كي أكون محققاً لبعض ما اتطلع اليه من أهداف في حياتي .. فكرت .. و اهتديت الي ان اُكرس رسالتي المهنية لمن كرمه الله .. الانسان .. و تحقيق كل ما يسمو به و يحقق له رغد الحياه..

مشاكله كثيره ، أماله عريضة .. لكن الحلول متاحة دائماً حينما نتكاتف ..دولة بأجهزتها و مؤسساتها ، مجتمع مدني منظم و نوايا خالصة و عازمة علي العمل و الإنجاز .

صاحب هذا الاهتمام تغيير في بوصلة أدائى الإعلامي .. فبدأت مع فريق عمل برنامج واحد من الناس عام 2008 ، مصنفاً كبرنامج إعلام تنموي إسبوعي .. و كان البرنامج الذي التحقت به و تفرعت منه المؤسسه ،، مؤسسة واحد من الناس التي أشرف برئاسة مجلس ادارتها ..تلك الكيان الذي كان نوره لامعاً .. فالتركيز الأكبر فيه علي الانسان و معاناته ..

و لطبيعة المجتمعات في الدول النامية ، تنتشر المناطق العشوائية..

فكان اختراقنا للعشوائيات .. .

فى البداية يجب تحديد ما ھو المقصود بالمناطق العشوائية

من خلال الدراسات و الأبحاث هي مناطق غير مخططة عمرانياً ومحرومة من الخدمات والمرافق الأساسية )،،، مناطق الإسكان الغير رسمي الذي نشأ في غيبة من القانون .. هي أيضاً مناطق فقيرة ومزدحمة يسكنھا الفقراء والمھمشين والذين ليس لديھم قدرة الحصول على مأوى أو أراضى للسكن ..، الأمر الذي جعلھم يلجؤن إلى البناء في أي مكان وبأي شكل في غياب رقابة الدولة

لعلي أسوِّق إليكم الان بعض الأرقام و الحقائق الصادمة ؛

هناك اكثر من 18 مليون أسرة تعيش في العشوائيات ،، أسرة… و ليس فرد

بالقاهرة وحدها أكثر من 85 عشوائية، منها 68 مطلوب تطويرها، و12 مطلوب إزالتها لخطورتها علي الأمن .

تشير الدراسات إلى أن 81% من سكان العشوائيات يعملون بالقطاع غير الرسمي، وأن 20% من رجالها عاطلين و38% من الاُسر دخلهم أقل من 200 جنيه شهريًا، اي تحت خط الفقر.

في دراسة للمركز الديموغرافي بالقاهرة أوضحت أن العشوائيات تتّـسم بكثافة سكانية ومعدّل تزاحم عالٍ يصل إلى 128,5 ألف نسمة في الكيلو المربع الواحد، أي 5 أضعاف المعدّل المتعارف عليه بالقاهرة.، أيضاً أكدت تلك الدراسة ان ٥٨٪ من سكانها يعانون من تدني الخدمات ، فهم ، مثلا ، يستخدمون دورات مياه مشتركة ..

تشير دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية حول أطفال المناطق العشوائية، إلى انتشار الأمية في80% من الذكور و95% من الإناث، إضافة لانعدام الجوانب الدينية.

حذر تقرير لوزارة التخطيط بالاشتراك مع الوكالة الألمانية للتعاون الفني، من أن سكان العشوائيات التي تنمو بمعدل 3% سنويا سيصل لـ 28 مليون نسمة عام2025.

إذن .. فهي قنابل موقوتة و حزام ناسف محيط بِنَا جميعا ..يكون فيه الانسان محروما من الرعاية و الحقوق في المأكل والمشرب والسكن والتعليم والصحة .. اي حاجاته الاساسية ..

هنا اتي دورنا كإعلاميين .. حيث أكدنا علي إبراز القضية إعلامياً من خلال برنامج واحد من الناس الاسبوعي .. فعملنا على رفع وعي المواطنين و المجتمع المدني حول تبعات قضية العشوائيات.. وكانت بداية مؤسسة معا .. التي خرجت من رحم مؤسسة واحد من الناس ..و أصبح المبلغ الاول مساهمة منا و قيمته ٢٥ مليون جنيه لبنة أولي لاستئصال هذا المرض من الجسد المصري . .. فتكون مجلس إدارة معا ضامناً و حاضنا لمختلف الكفاءات المعنية بالتطوير و العمل العام

من مهندسين / إعلاميين / رجال استثمار و أطباء .

و سرعان ما أرست المؤسسة قواعدها الاساسية في الارض : عن طريق حساب بنكي مستقل و هيكل عمل منظم شفاف يخضع للحكومة و الرقابة … و لما كان لنا من جدية و تأثير في الواقع ، انضمت لنا العديد من الشركات و الهيئات الخاصة العاملة في مصر و بعض الدول الصديقة ، كجزء من مسؤوليتها المجتمعية

.. Corporate social responsibility ..فكانت لها اثر إيجابي في الدفع بمعا الي الأمام و الانطلاق بقوة لم نكن نتوقعها ..

اصبح لنا اجتماعات دورية يتم خلالها وضع خطط سريعة / قصيرة الامد و طويلة للتعامل مع هذه المشكلة .

كانت آليتنا السريعة من خلال (معا) ان نسعف الأماكن المنكوبة … فكانت القوافل التي تتجه الي عشوائيات الصعيد او تلك القريبة من القاهرة و المدن المحيطة للتدخل و الإنقاذ .. فهناك ترميمات الأسقف ، امدادات المياه النظيفة و المعونات العاجلة ..اضافة الي العناية و المساعدة في تعليم الأطفال و الارتقاء بالسيدات من خلال المشروعات الصغيرة العاجلة .

اما الخطط المتوسطة و طويلة الأجل فكانت بالتعاون مع الدولة و مؤسساتها : ساعدتنا الدولة و الأجهزة المعنية في تخصيص الارض من اجل انشاء مدينة متكاملة – بفكر مختلف عن سابقتها .. هدفنا ان لا نفصل التعامل مع العشوائيات عن جوانب التنمية الاجتماعية و الاقتصادية ، استنادا الي ما أقره البحث العلمي في هذا الصدد ..

فتكون المدينة الجاذبة المتكاملة : حيث المنزل ،المدرسة ،الجامع ، الكنيسة و مقر العمل و تعليم الحرفة أضافة الي أماكن الترفيه ،. واضعين نصب اعيننا تجارب سابقة ، حيث كانت تهجر مدن جديدة ، و ذلك لارتباط ساكنيها باعمالهم في مناطقهم العشوائية السابقة.

سوف اعرض علي حضراتكم بعض الإنجازات في مدينة معا .. من خلال هذا التقرير المرئى ، الذي يوضح حجم الإنجاز علي ارض الواقع

لقد بدا تنفيذ الحلم فى اكتوبر 2013 بمحافظة القاهرة ، حي السلام ثان باول طريق القاهرة الاسماعيلية الصحراوى على مساحة ما يقرب من 54 فدان .. بناء على بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة تم بمقتضاه حصول المؤسسة على الارض المشار اليها بعقد حق انتفاع ينتهى بعد انشاء المدينة وضمان ادارتها بالشكل الذى يحقق نجاح هدف المؤسسة. وتعد هذه المدينة هى الأولي ضمن خمس مدن تنتوى مؤسسة معا بنائها فى خمس محافظات.

ومخططا لمجتمع معاً ان يضم 5300 وحدة سكنية اضافة الي مراكز خدمات لقاطنيها تشمل : مجمع مدارس-مستشفى-نادى-مسرح- دور عبادة … تم طرح المرحلة الاولى للمشروع والتى تتضمن انشاء ما يقرب من1300 وحدة من خلال مناقصة محدودة فازت بها الشركة المصرية لللانشاءات ( اجيبكو) وسوف تتكلف المرحلة الاولى ما يزيد عن 100 مليون جنيه مصرى .. اما المشروع ككل ، فالدراسة المصاحبة له تقدر تكلفته بنحو 400 مليون جنيه مصرى. ”..

لا يزال أمامنا الهدف واضحاً ،، و الامل يظهر لنا جليا في أعين أهالينا حين ننتهي من اي خطوة ،مهما كانت صغيرة .. .

و لكن الطريق طويل ..نتطلع لان نطويه سوياً كي نصل بالانسان الي ما يليق به .. .

فكان وجودي هنا بينكم ،ممثلا لمؤسسة معا ، لأحثكم علي المساهمة معنا في هذا المشروع القومي ..انني ادعو حضراتكم لمد يد العون لهذا المشروع الوليد ، كي يشب صلبا ناهضا ببني وطني ..

ادعوكم للاستثمار بالوقت و الجهد و المال معنا في ( معا) ..

ينقصنا الكثير : العقول المفكرة التي تنضح بالافكار المبتكرة لهذه المدينة الجديدة ،

الخبرات التي تسهم في تحقيق الأفكار و الأموال اللازمة للتنفيذ .. نحن لا ندعو الي التبرع ، بل ندعو الي المشاركة في بناء مصر العريقة التي نتمني ان يعيش فيها ابناءنا

لدينا بعض من الكل .. نفذنا الكتل الخرسانية ..

فليكن تركيزنا حاليا علي بناء الكيان الإنساني السليم نفسيا و اجتماعيا ..

لن يتحقق هذا الهدف الا بالصحة و التعليم ::

انني واثق من تكوين اللبنات الأولي في المستشفي الخدمي لهذه المدينة الان ،، فلنبدا بالافكار فالتنفيذ .. كلي أمل ان أعود حاملاً الخطوط الأولي لهذه الكيان العلاجي .. . لن يبخل اي طبيب من حضراتكم ، يسمعني و يحضرني الان ، بخبرته و عطاءه لهذا الكيان ..

التعليم .. صناعة الانسان المعتدل المصري .. البعيد عن العنف و التطرّف الديني

.. تلك الافة التي ابتلي بها العالم .. لا سبيل للتخلص منها الا بالعلم و الدين الوسطي ،و العودة الي قيمنا المصرية التي نشأنا عليها في زمننا الجميل .. واثق ايضا من وضع لبنات المدرسة ، بمراحلها المختلفة معكم الان ..

التحدي كبير .. المشوار طويل .. لكن الهدف سامي:: بناء إنسان

و لعلي اختتم كلمتي بأبيات للمتنبي

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ …. وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها … وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

 

والتقى الليثى مع عدد من أبناء الجالية المصرية فى حى مانهتن وابدوا فرحتهم وسعادتهم بلقاءه 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى