القوات المسلحة تنتشل 3 جثث وتنقذ 3 آخرين أسفل عقار الشرقية المنهار

تواصل فرق الإنقاذ من القوات المسلحة والحماية المدنية جهودها لرفع انقاض العقار المنهار بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية للبحث عن 10 أشخاص من سكانه أسفلها وذلك بعد مرور نحو 20 ساعة من وقوع الحادث وانتشال 3 جثث لشقيقتين وابن خالهما وانقاذ 3 مصابين من بين الانقاض وهم والدتهما وشقيقتهما وابن خالهما الثانى.
كان اللواء حسن سيف مدير امن الشرقية قد تلقى اخطارا من العميد حاتم الهيدبى مأمور مركز منيا القمح بانهيار عقار مكون من 7 طوابق ملك ورثة عبد الحميد عيداروس الكائن بشارع مصطفى كامل بمدينة منيا القمح وانتقلت على الفور قوات الحماية المدنية باشراف العميد احمد الشوادفى حيث تم فرض كردون امنى حول موقع الانهيار واخلاء المساكن الملاصقة للقعار المنهار حفاظا على حياتهم ونجحوا بمعاونة الاهالى فى انتشال جثتى الشقيقتين رحمة محمد عبد المجيد 15 عاما طالبة بالشهادة الاعدادية وهاجر 8 سنوات بالصف الثانى الابتدائى واحمد ماهر 6 سنوات وانقاذ والدتهما ماجدة عبد الحميد عيداروس مدرسة 35 عاما وطفلتها ” تقى ” 13 عاما وابن شقيقها محمود ماهر عيداروس 8 سنوات.
ونظرا لافتقار قوات الحماية المدنية لاجهزة البحث الحديثة اللازمة لتحديد الضحايا اسفل الانقاض ناشد الاهالى بمدينة منيا القمح وزير الدفاع الفريق اول صدقى صبحى لسرعة التدخل لانقاذ ما يمكن انقاذة وحفاظا على ارواح المواطنين الابرياء فاستجاب على الفور وتم الدفع بفرق الانقاذ بوحدات ومعدات من القوات المسلحة مزودة باجهزة حديثة للكشف عن الضحايا وبالكلاب البوليسية المدربة وتم اخلاء الموقع من المواطنين للبحث عن الناجين وانتشال الجثث ان وجدت ..
“بدر يتفقد العقار المنهار”
وقد انتقل وزير التنمية المحلية الدكتور احمد ذكى بدر الى موقع العقار المنهار بمدينة منيا القمح لمتابعة جهود فرق الانقاذ والتقى بالمحافظ اللواء خالد سعيد ومدير الامن اللواء حسن سيف لاستعراض ماتم اتخاذة من اجراءات منذ وقوع الكارثة واكد الوزير انة سيتم اجراء تحقيق موسع لتحديد المسئولين عن الحادث ومحاسبتهم ايا كانت مواقعهم وقرر الوزير تشكيل لجنة موسعة لفحص تراخيص العقارات بجميع مدن المحافظة للتأكد من سلامتها واحالة المخالفين للنيابة العامة فورا قائلا ان نتيجة المخالفات هى ازهاق الارواح الابرياء ولن نسمح بذلك وان هناك اخطاء بالمحليات لايمكن انكارها داعيا المواطنين التعاون مع المسئولين لكشف الفساد اينما وجد.
وقد نجحت الاجهزة الامنية باشراف اللواء هشام خطاب مدير المباحث فى ضبط مالك الارض المجاورة للعقار والتى يتردد ان اعمال الحفر بها وراء هذة الكارثة والملقب “بحوت منيا القمح” لامتلاكة اكثر من برج وكذلك سائقى الحفارات واللوادر التى قامت باجراء الحفر فى قطعة الارض المجاورة للعقار المنهار بعمق 7 امتار خلال 48 ساعة وكذلك المقاول المنفذ لعمليات حفر الاساسات لاقامة برج سكنى لاحالتهم للنيابة العامة لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد من يثبت ادانتة..
وفى سياق متصل صرح رئيس مركز ومدينة منيا القمح محمد موسى ان العقار المنهار كان مشيد من 5 طوابق وقام الورثة بانشاء طابقين سادس وسابع وتم تحرير محضر لهم قبل انهيار المنزل منذ اسبوعين ..
“تشكيل لجنة موسعة لمعاينة العقارات المجاورة للمنهار”
ومن ناحية اخرى قرر محافظ الشرقية اللواء خالد محمد سعيد تشكيل لجنة موسعة تضم قانونين ومهندسين متخصصين للتحقيق فى كارثة منيا القمح لبيان السبب الحقيقى للانهيار كما قرر تشكيل لجنة هندسية لمعاينة المنزلين الملاصقين للعقار المنهار لتحديد مدى سلامتهما من عدمة واللذين تم اخلائهما من السكان حفاظا على سلامتهم بعد اكتشاف تصدعات فى احد المنازل ..كما قرر المحافظ تكليف على عبد الرحمن وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بصرف اعانات عاجلة لاسر المتوفين والمصابين بواقع 10 الاف جنية لكل متوفى والفين جنية لكل مصاب على ان يتم تشكيل لجان اغاثة من الشئون الاجتماعية والهلال الاحمر لتقديم العون لضحايا العقار توفير مكان آمن لهم للاقامة بة لحين توفير مساكن بديلة لهم وتزويدهم بالاغطية الصوفية والسلع الغذائية ..
“بدء تحقيقات النيابة”
وقد بدأت نيابة منيا القمح باشراف المستشار احمد الفقى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية تحقيقاتها فى واقعة انهيار العقار حيث قام فريق عمل من النيابة برئاسة احمد البوشى بمعاينة العقار ومناظرة جثتى الشقيقتينوالاستماع لاقوال المصابين حيث اكدت ماجدة عيداروس انها شعرت بهزة شديدة بالبيت وسارعت للمقاول لمطالبة بالتوقف عن اعمال الحفر الا انة اكد لها انة معة رخصة وعقب ذلك انهار عليهم العقار ولم تشعر بنفسها الا وهى بالمستشفى ..وقالت ابنتها “تقى ” ان عناية الله انقذتها لاقامتهم فى الاخير بينما قال محمود ماهر عيداروس انة كان يجلس فى حجرتة وشعر بهزة فاعتقد انها زلزال الا انة سرعان ما انهار المنزل ..
وقد قررت النيابة تكثيف تحريات المباحث برئاسة العميد اخمد عبد العزيز رئيس المباحث الجنائية حول الواقعة وتشكيل لجنة من مديرية الاسكان لمعاينة العقار المنهار واعمال الحفر واعداد تقرير عاجل عنهما كما قررت تكليف رئيس المدينة بتقديم كافة المستندات الخاصة بهما للتأكد من سلامتها من عدمة ..كما صرحت النيابة بدفن جثتى الشقيقتين ..
احد الناجين ..انقذنى القدر وزوجتى من الموت
يقول حسن البشاوى 69 عاما ضابط قوات معاش والذى يقطن بالطابق الاول العلوى بالعقار المنهار والذى انقذة القدر وزوجتة من الموت المحقق انة غادر منزلة لاداء صلاة العشاء وعقب عودتة فوجئ بوجود شرخ وتصدعات حول البوابة الحديدية فاصيب بذعر شديد وتعالت صيحاتة التحذيرية لقاطنى العقار لمغادرتة على الفور فهرولت زوجتة بالخروج لتنجو من الموت ولكن عامل المفاجأة كان اسرع منهم حيث انهار العقار عليهم فى ثوان معدودة ويرفع البشاوى يدية للسماء بالدعاء بان يرفع الله سبحانة وتعالى البلاء عن باقى الضحايا وان يتم انتشالهم احياء ..
“شهود عيان”
كما تم لقاء عدد من شهود العيان من جيران الضحايا ويقول محمود هشام بالصف الثالث الثانوى اننى اقطن فى المسكن المجاور للعقار المنهار وكتب الله لى عمرا جديدا حيث انهار العقار بعد ثوان من مغادرتى للجراج الكائن اسفلها وتوقيف سيارتى بة ولم اصدق حتى الآن كيف وقعت تلك الكارثة التى اتلفت العديد من السيارات الخاصة بجانب وقوع الضحايا وقال ان السكان طلبوا من مقاول الحفر التوقف عن العمل الا انة لم تستجيب لهم وكانت هناك بوادر لانهيارة فى نفس اليوم الاحدا لم يلتفت .. ويقول طارق محمد على مدرس انة عقب عودتة من صلاة العشاء لمنزلة فوجئ بهزة قوية جدا وكأنها زلزال فهرولوا جميعا بالخروج الا انهم فوجئوا بسحب كبيرة من التراب تحجب الرؤية وتعالت صرخات النسوة وكانت المفاجأ ان العقار المواجهة لنا قد تحول كومة من الانقاض فى ثوانى..
وقال ربيع غز عضو نقابة المحامية بالشرقية ان العمارة المنهارة تمثل كابوس مفزع وانذارا لجميع المخالفين بمدن المحافظة وانة لابد من محاسبة المسئولين عن تلك المصائب التى تم تكراراها ليكونوا عبرة لغيرهم ..
وقال العميد محمد الحبشى انه انتشرت ظاهرة الابراج المخالفة فى مدينة منيا القمح والتى تشكل خطرا داهما على ارواح المواطنين ولابد من محاسبة المسئولين فى المحليات وان يتم اسئصال الفساد منها رحمة بهذا الوطن..
وايد ذلك المهندس انس عمارة ابن مدينة منيا القمح واشار الى ان احد جيرانة قام ببناء برج سكنى بارتفاع 12 طابق رغم ان رخصتة ببدروم وارضى و5 طوابق ونتج عن ذلك حدوث تصدعات بمنزلة وانة قام بتحرير شكاوى بجميع الجهات المختصة وصدرت قرار بازالة الادوار المخالفة ولم يتم تنفيذها.
ويقول رجل الاعمال محمد الطوخى ان الكارثة الحقيقية ان الاوناش التى وصلت لموقع الانهيار كانت غير مؤهلة للتعامل مع هذا الكم الكبير من الانقاض وانة كانت تصدر استغاثات من اسفلها عبر الهواتف المحمولة والصرخات المدوية ولكن لا حياة لمن تنادى وقال ان المشكلة تكمن فى فساد المحليات الذين تبدأ المشكلة الاساسية من عندهم بتواطئهم مع مقاولى البناء.