التاريخ ذاكرة الأمم | بقلم د. روان عصام يوسف

من لا تاريخ له لا حاضر له، هذهِ مقولة نؤمن بها أشدّ الإيمان، فالتاريخ دوماً هو الحافز والدافع للإنسان أن يتقدّم ويُحرز شيئاً، فالتاريخ جزءاً مهمّاً من حياتنا اليوميّة، وخاصةً ذلك التاريخ الذي يحمل بين أسفاره الحياة الأولى على هذه الأرض، ويُعتبر من أهم عوامل التغير في الوقت الحاضر، كما أنّه قد يؤثر في المستقبل القريب، وقد يتساءل البعض ماذا سنجني من دراسة تاريخ السابقين وأخبارهم ، وما الدافع لنا للاطلاع على الكتب القديمة ، التي اندثرت وراح زمانها وبليت علومها وأخبارها.
هذا ما قد يقوله البعض لكن هؤلاء وغيرهم إذا ما عرفوا قيمة هذا الاطلاع وضرورة معرفة واستقراء الأحداث والتجارب لما أضاع فرصة أتيحت له إلا وقد غرق في بحر تجاربهم وتاريخهم وحصد من نتائج أخبارهم الكثير.
وبكلام آخر سنسأل أنفسنا ما الذي يمكننا أن نستفيده من تاريخ السابقين ومالذي سيحملنا على الاطلاع على كتبهم وأخبارهم، فالتاريخ يعلم الإنسان الدروس، ويجعله أكثر وعياً واقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة والتاريخ فن .. يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم وحضاراتهم والأنبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسيرتهم حتى تتم فائدة الاقتداء في أحوال الدين والدنيا .
ويشكل التاريخ بالنسبة للعديد من الأفراد شغفاً حقيقياً ، ومتعة لا تعادلها أي متعة أخرى ، ونحن المصريون يجب علينا أن نفخر بأننا أصحاب حضارة ترجع الي 7000 سنه فمصر كنانه الله فى أرضه وهى همزه الوصل بين الماضى والحاضر وهى بحق أم الدنيا ، يؤكد ذلك تاريخ الحضاره المصريه .
ونظرا لان مصر هي المشكلة وهي أيضا الحل .. كيف تكون مصر هي المشكلة ؟ سؤال يجيب عن نفسه , مصر بموقعها الجغرافي الفريد جعل منها مطمع وجعلها تواجه تحديات وتهديدات بصفه مستمره وهي الحل لان مصر هي صاحبة حضارة تفوق سبعة ألاف سنة فبهذه الحضار والتاريخ القديم يجعل الحل حليفها دائما .. ومع الترقب للحراك السياسي وأثناء إنعقاد مؤتمر جامعة الدول العربية الاحد الماضي , جذبتني كلمة السيد السفير سامح شكرى وزير الخارجية المصري وهو يتكلم عن قيمة مصر الدولة العريق بموقعها المتميز وتاريخها المشرف ذو الحضارات التي تمتد الي سنوات عديد قبل التاريخ وقبل الميلاد , وثباته الانفعالي وكلماته القوية لانه ليس سامح شكرى بإسمه ولكن لانه وزير خارجية أعظم دولة في العالم … لذا عندما يتكلم الكبار وجب علي الصغار الانصات لذا يجب أن نقرأ التاريخ فهو مدرسة بحد ذاتها، فهو مليء بالدروس والعبر التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها في كل زمان ومكان، حيث تعتبر مادّة التاريخ من أكثر المواد غنى بالأفكار، والمعتقدات المختلفة.
ومن هنا فقد كان من الضروريّ تعلّم التاريخ، وتعلم درسه، والمواضبة عليه بكل ما يمتلك الإنسان من قوة وجهد للقيام بذلك، فلا يمكن لأيّ إنسان أن ينهض دون معرفة التاريخ، ودون التعمق فيه، ودون أن تكون هناك قراءة واعية وصحيحة له، فتشويه التاريخ سلباً أو إيجاباً يعود على الأمم بالوبال والضياع، إذ يحب أن يقرأ قراءة واعية غير مغلوطة ,لان التاريخ هو تراث الأمة وكنزها.
وهو مقياس عظمتها في بابي الحضارة والثقافة. وهو ديوانها الذي تحتفظ فيه بذاكرتها. فهو ذاكرة الامم