أرامل “هيلارى وأوباما”!!| بقلم نصر القفاص
أستغرق فى متابعة الانتخابات الأمريكية, منذ سباق “رونالد ريجان” و”والتر مونديل” ومضى على ذلك التاريخ مايقرب من 30 عاما.. أشعر بسعادة مع نفسى حين ألمس الحقيقة بين التفاصيل والدراسة والمعرفة ومحاولة الفهم, بالوصول إلى النتائج.. وأذكر أننى توقعت نجاح باراك أوباما على عكس كل “المحللاتية” فى مصر وقد حدث ذلك.. وفى المعركة الانتخابية الأخيرة إعتقدت أن “دونالد ترامب” هو الرئيس القادم لأسباب كثيرة.. وكان حوارى حول هذه المسألة مع زوجتى وصديقتى “إيمان” وأخى “نبيل” المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من ربع قرن.. وكم كان مثيرا أن زوجتى توافقنى الرأى, بينما أخى يرفض ما أقوله شكلا وموضوعا رغم حياته بين الأمريكان.. وتلك مقدمة كان لابد منها لكى أؤكد على دهشتى وفزعى من صدمة أولئك الذين راهنوا على امتداد الخط من “أوباما” إلى “هيلارى” وصولا إلى حرق الكرة الأرضية!!
نجح “دونالد ترامب” لنكتشف فى مصر وفى عالمنا العربى أن ذهاب “أوباما” وفشل “هيلارى” الذريع أنتج عشرات.. بل قل آلاف.. وقد يكون مئات الآلاف من الأرامل الذين راحوا يصرخون ويولولون على إنتهاء مشروع الهزيمة والتفكيك للعالم العربى والإسلامى.. ويجاهرون بالخيانة حزنا بسبب نجاح “ترامب”!!
المدهش أن “أمريكا” التى تقدم نفسها للدنيا على أنها رائدة الديمقراطية.. وعلى أنها “مانيكان” حقوق الإنسان.. كانت تعلم أن فسادها إخترق سائر الشعوب وكل بقاع الأرض.. بينما بيننا من يحاولون بيع ذلك الفساد والوهم والأكاذيب على أنه سقف الحرية والديمقراطية والمثالية فى الحياة الدنيا.. وحين ظهر من بين الأمريكان مواطن إختار طائعا المجاهرة بالحقيقة.. قال للشعب كل ما تعانى منه وترفضه الكرة الأرضية فى سلوك الإدارات الأمريكية.. إلتف حوله الشعب الأمريكى, وقرر أن يتطهر من جرائم أنظمته المتعاقبة على مدى عشرات السنوات فانتخب “ترامب”!!
فرحت أمريكا بما فعلته من تصويب تجربتها.. بينما العملاء والخونة من “أرامل” هيلارى وأوباما راحوا فى حالة ذهول وانهيار عصبى, يلطمون الخدود ويشقون الجيوب مذهولين من هول الصدمة.. وكم كان مفزعا أن أخطر عصابات القرن العشرين – أقصد ما يسمى بجماعة الإخوان – كانوا قد تمكنوا من اختراق المجتمع الأمريكى ذاته.. بل والإدارة الأمريكية نفسها.. فأعلنوا رفض الديمقراطية والصناديق, وانقلبوا عليها بالتظاهر ضد إرادة الشعب الأمريكى.. وينكرون علينا رفضنا للفاشية التى صدروها إلينا.. اعتقادى أن نجاح “دونالد ترامب” كان كاشفا لحقيقة رفضنا تصديقها.. كما كان كاشفا لأكاذيب تراكمت على مدى عشرات السنوات.. وبقيت مصر هى عنوان الحقيقة, فقد تحطمت على صخرتها المؤامرة الأمريكية.. كما سبق أن تحطمت على صخرتها مؤامرة الانجليز والفرنسيين عام 1956.. وليس غريبا أن المؤامرة الأولى تتحطم فى زمن “عبد الناصر” بينما المؤامرة الثانية تتحطم فى زمن “عبد الفتاح”!!