أثرياء ومليونيرات ومليارديرات مصر.. عاملين من بنها

افتتاحية بروباجندا
لا صوت يعلو فوق صوت فيروس كورونا الذي يجتاح العالم بشراسة، فالكل مصاب بالفزع خوفاً من الإصابة الشخصية أو انتقال العدوى لأحد أفراد الأسرة .. وفي مصرنا الغالية، فقد بادر الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي لاتخاذ عدة قرارات جريئة من باب الوقاية والحفاظ على صحة وحياة أبنائنا من بينها تعطيل الدراسة بالجامعات والمعاهد والمدارس، إضافة إلى إجراءات اقتصادية تتضمن تحسين الأجور وظروف المعيشة للمواطنين ومنح علاوات استثنائية لبعض العاملين بالدولة وذلك بهدف رفع الروح المعنوية للمصريين وعدم تركهم هنباً للدعاية السوداء التي تخطط لبث روح اليأس والإحباط والانهزام لدى أبناء الشعب.
وفي ضوء تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي .. فقد سارعت الحكومة لاتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية الواجبة للم شمل الأسرة وتخفيف التجمعات ونقاط الازدحام بوسائل النقل والمواصلات، بالإضافة إلى تعليق العمل ببعض المصالح الحكومية التي تشهد تزايد أعداد المواطنين ومنح السيدات أجازة استثنائية لمدة أسبوعين لرعاية أبنائهم، وكذلك منح أجازة مساوية لذوي القدرات الخاصة للتخفيف من معاناتهم.
ولعل أهم هذه القرارات التي أعلنها الرئيس، تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه لتنفيذ استراتيجية المواجهة الشاملة لفيروس كورونا، وإتاحة جميع المخصصات المالية لوزارة الصحة لتوفير جميع العقاقير اللازمة للمواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة لمدة 3 شهور بدلاً من شهر واحد فقط وذلك حرصاً على راحة المصريين وبث روح الطمأنينة في نفوسهم.
لكن الأمر المثير للدهشة في كل هذه الإجراءات، هو الغياب المهين لشريحة مهمة تتمثل في رجال الأعمال والأثرياء عن المشهد برمته، فلم نسمع عن مبادرات لدعم الاقتصاد الوطني في هذا الظرف الحاسمة، كما لم نقرأ عن تبرعات سخية، أو حتى شحيحة، لتوفير الأدوية أو حتى دعم قطاعات البحث العلمي لابتكار لقاح لمكافحة الفيروس، وكأن الأمر لا يعني هذه الطبقة من قريب أو بعيد.
منذ أيام، وخلال حفل تكريم الدكتور مجدى يعقوب في دبى وتدافع رجال الأعمال في الإمارات الشقيقة لجمع التبرعات لإنشاء مستشفى للقلب في القاهرة، طرح الشاعر القدير فاروق جويدة تساؤلا في غاية الأهمية حين قال: أين أثرياء مصر؟ .. وأردف قائلاً: شاهدت مثل هذا الحفل في القاهرة عشرات المرات .. ولكن تمنيت لو أن رجال الأعمال المصريين كانوا في نفس درجة المنافسة وهم يتبرعون لإنشاء مشروع وخدمات مماثلة، ويساهمون في مثل هذه الخدمات الإنسانية”.
فبهذه الكلمات الموجزة .. يلخص شاعرنا القدير ملامح أزمة حقيقية، ولعلها الأزمة الرئيسية، التي تعتبر أخطر تحد يواجه مصر والذي يتمثل في تقاعس أصحاب المال عن المشاركة في مسيرة النهضة والتنمية، بل والإنقاذ من الكوارث الطبيعية والصحية، فأغلبهم إن لم يكن جميعهم يستمتع بالجلوس في مقاعد المتفرجين، بل ويسارع لأخذ نصيبه مما تقدمه الدولة لأبناء الشعب، فلعله ليس من قبيل المفاجأة إذا علمت أن مصر تذخر بمئات الآلاف من الأثرياء وعشرات الآلاف من المليونيرات وآلاف المليارديرات ومئات الأكثر ثراء في العالم ورغم هذا لا يمد أحد أيدي الدعم والمساعدة لتدوير عجلة الاقتصاد المصري بل أنه كثيراً منهم يدفع مبالغ طائلة للتهرب من دفع الضرائب التي هي في الأساس حق مشروع ومعلوم في أموالهم.
تحدى الأنانية
لوحظ في الأونة الأخيرة قيام بعض من يكنزون الذهب والفضة بسلوكيات غير إيجابية من التهام السلع الغذائية وتخزين مستحضرات النظافة والتطهير مما أدى لارتفاع الأسعار بشكل كبير واختفاء بعض المواد التموينية.
وهنا لا بد أن تكون للجميع وقفة، فلا داعي للاستسلام لمشاعر الأنانية التي تدفع البعض لاحتكار واختزان ما في الأسواق لمجرد الأنانية والإفراط في تأمين الاحتياجات الخاصة بدون التفكير فيمن هم حولنا، بل على العكس تماماً علينا أن ننظر للمحتاجين بعين الرعاية والعطاء، فليكن الظرف الحاسم الذي يمر به العالم هذه الأيام، من انتشار فيروس كورونا الخطير، نقطة تحول جذرية في سلوكياتنا.
كلمة أخيرة
يجب ألا ينسى أصحاب الثروة أن الدولة التي يتقاعسون اليوم عن دعمها بما يملكون إذا تعثرت، لا قدر الله ، فإن أموالهم ستتحول إلى أوراق كوتشينة، وأن الفقير الذي لا يساعدونه اليوم سيخرج عليهم غداً شاهراً سيفه، وأن المريض الذي لا يساهمون الآن في علاجه سينقل لهم العدوى غداً .. فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.