تحقيقات و تقاريرعاجل

30 عاما على انطلاق مترو الانفاق في مصر

بلغ مشروع مترو أنفاق القاهرة اليوم عمره الثلاثين ، حيث تم افتتاح أول خط مترو أنفاق فى مصر فى مرحلته الأولى من الخط الأول ( رمسيس / حلوان ) في يوم 26 سبتمبر من عام 1987 بطول 29 كيلو مترا ، وبعد عامين تم افتتاح المرحلة الثانية من المشروع ( رمسيس – المرج ) بطول 14 كيلومترا ، ثم توالى بعد ذلك افتتاح المراحل الأخرى من هذا المشروع القومى العملاق مكونة شبكة واسعة النطاق .

واحدث روافده سيتم إطلاقها فى بداية العام المقبل حيث ستطلق مصر مناقصة دولية بشأن توسيع شبكة المترو على أن يستغرق تنفيذ المشروع ثماني سنوات، وأشارت وسائل إعلام إلى أن خطا رابعا لشبكة المترو سينتهي في عام 2019 .

ويعد مترو أنفاق القاهرة أول خط مترو يتم تسييره محليا وإقليميا في مصر والوطن العربي وقارة أفريقيا قاطبة ، وبات حاليا أحد أهم وسائل المواصلات في القاهرة وأرخصها ، حيث لاتتجاوز ثمن تذكرته جنيهين مصري ، لكافة المحطات ، ويحرص المسئولون على ثباتها دون مساس خاصة فى الأعياد والمناسبات الرسمية، ويعمل المترو نحو 20 ساعة يوميا ، حيث تبدأ حركة قطاراته فى الساعة 5 ونصف صباحا ، وتنتهى أخر رحلاته اليومية فى الواحدة بعد منتصف الليل .

وعلى مدى ثلاثة عقود غدى مترو الانفاق أكثر وسائل المواصلات سرعة وازدحاما في القاهرة المحروسة ، والوسيلة الأكثر شعبية لدى المصريين نظرا لسرعته ووصوله لمناطق مختلفة ، بالإضافة لرخص ثمن تذكرته ، وانتظام تقاطر قطاراته وتوافرها باستمرار دون توقف ، حيث ينقل المترو ما يقرب من 3.6 مليون راكب يوميا .

وفى عمره ال30 باتت شبكة المترو تتكون من ثلاث خطوط ، يمتد الاول منهما من محطة المرج الجديدة حتى محطة حلوان بجنوب القاهرة، على مدى 35 محطة بمسافة حوالي 44 كيلومترا ، ويبلغ طول النفق 4.5 كيلومتر ، فيما يمتد الخط الثاني من محطة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية إلى محطة المنيب بمحافظة الجيزة بطول حوالى 19 كيلومترا شاملة 20 محطة، أما الخط الثالث الذى تم تشغيل مرحلتين منه حتى الآن فيمتد من العتبة حتى محطة الأهرام بمصر الجديدة .

ومن المقرر إنشاء الخط الرابع ليبدأ من حي الهرم ممتدا إلى مدخل مدينة 6 أكتوبر ، والخط الخامس الذي من المقرر له أن يمتد من (المعادي إلى التجمع) ويلتقي مع الخط الأول ، والخط السادس الذي من المقرر أن يمتد من (الأميرية للتجمع .

مازال مترو الأنفاق رغم بلوغه سن النضج مشروعا قوميا يشار اليه بالبنان ومعلما حضاريا على طريق التنمية فى مصر لما يقدمه من خدمة لنقل المواطنين وربط العاصمة ببعضها وتقليل التكدس المروري ، فتجربة مترو الأنفاق الناجحة في مصر تتزاوج مع مشروعات جديدة لا تقل أهمية عن المترو ، فتشمل شق الطرق وإقامة الكباري وغيرها من مشروعات التنمية العملاقة التي أخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية انجازها على عاتقه منذ توليه الحكم قبل 3 سنوات بهدف توفير حياة أفضل للمواطن المصري ولتليق بمكانة مصر الإقليمية والدولية.

ويولي الرئيس السيسي اهتماما خاصا بمشاريع تطوير وتجديد الطرق الصحراوية ، وإنشاء طرق جديدة وتوسيعات لربط جميع محافظات مصر ببعضها ، مما يضمن سهولة التنقل وسلامة المواطنين ، وقد طالب الرئيس السيسي مؤخرا من شركات النقل الخاصة أن تطرح وسائل نقل جماعية مخفضة نسبيا بدلا من النقل الفردي فقط ، مما يسهل الحركة المرورية ويوفر راحة للركاب .

وتعود فكرة إنشاء مترو الأنفاق ترجع لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل مصلحة السكة الحديد المهندس سيد عبد الواحد أول اقتراح لعمل المترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك ليغلق ذلك الملف ويفتح مرة أخرى بعد نجاح ثورة يوليو وتولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي طلب خبراء من فرنسا لإنشاء المترو، وضع الخبراء الفرنسيون تصورا خاصا بإنشاء شبكة من مترو الأنفاق تتكون من خطين : الأول بين باب اللوق وترعة الإسماعيلية بطول 12 كم، والثاني من بولاق أبو العلا إلى القلعة بطول 5 كم، حيث كانت تلك المناطق تمثل آنذاك مواضع الزحام المتوقعة في المستقبل، ولم تكن الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967 مناسبة لوضع مشروع مترو الأنفاق موضع الجد .

في20 سبتمبر عام 1970 وتم التصديق على إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، وتم تنفيذ المشروع وافتتاح مرحلته الاولى فى عام 1987 ، وتتحرك جميع قطارات المترو بطاقة التيار الكهربائي المستمر الذي يستمده من الأسلاك المعلقة والقضبان الحديدية ، والذي يصلها من محطة الضغط العالي في طرة وتغذي المسافة من حلوان حتى رمسيس ، وهناك محطة أخرى في رمسيس تغذي الخط الأول بالكامل من حلوان إلى المرج، وهناك محطات تحويل احتياطية في كل محطة تعمل أوتوماتيكيا في حالة انقطاع التيار، وفي حالة الطوارئ تستخدم بطاريات تكفي لمدة ساعتين .

وفى عام 2012 وقعت مصر اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا لتمويل بقيمة 940 مليون يورو لتمديد شبكة مترو القاهرة، وبهذا التمويل تكون فرنسا قد دفعت نصف قيمة التزاماتها المالية لمصر في قمة مبادرة دوفيل في فرنسا ، والتمويل عبارة عن قرض مدته 25 عاما بنسبة فائدة تقل عن 2% .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى