آراءعاجلمواطن مصري

30 يونيو.. سقوط ” دولة المرشد” وعودة مصر للمصريين| بقلم جورج عياد

في ظل احتفالات المصريين المبهجة بعيد الأضحى المبارك.. تزامنت هذه الأيام الروحانية الجميلة مع الذكرى العاشرة على ثورة 30 يونيو 2013، فأصبح عيد المصريين عيدان.. لتعيد إلى الأذهان حالة الوحدة الوطنية التي جمعت 95 مليون مصري، آنذاك، على هدف واحد هو حب الوطن والفداء من أجله ورفض مؤامرة خطف البلد وتحويلها إلى “جمهورية المرشد” التي حرص بعض المتاجرين بكل شيء على اقناع الشعب بها تارة وإجباره عليها تارة أخرى.

فخلال عام وتحديداً في الفترة من يونيو 2012 إلى 2013.. ظهرت الأهداف الخبيثة لتغيير قبلة المصريين من الولاء لبلدهم المفدى، إلى قبول الانصياع لأجندة الحاكم بأمره تحت ستار الدين.. ومن ذا الذي يجرؤ على مخالفة فئة تتحدث باسم الدين وتتخذه ستاراً لتوطيد دعائم حكمها وتثبيت أقدامها ليدوم حكمها 100 عام وفق تصريحاتهم التي لا تنسى.

وهنا انتبه أبناء الوطن إلى “اللعبة الدنيئة” التي لم تنطل عليهم، فاستعاد الشعب روح ثورة 1919 “الدين لله والوطن للجميع” واستفاقوا من الغفلة التي حيكت ضدهم، وانتفضوا على قلب رجل واحد رافعين راية “مصر أولا وأخيراً”، رافضين كافة شعارات الاستقطاب الديني ومتصدين لمؤامرة تقسيم الوطن إلى شيع وجماعات متناحرة ترفع السلاح تحت عباءة الدين.

ومن فضل الله ورعايته لأرض الكنانة مصر.. ظهور قائد وزعيم بطل، المشير عبد الفتاح السيسي آنذاك، الذي فطن لما يحاك ضد البلاد وقرر تعريض أمنه وحياته للخطر الداهم مضحياً بكل الإغراءات وضارباً عرض الحائط بكل حسابات الخوف أو الحفاظ على السلامة الشخصية.. وأمهل جميع المنتمين لـ ” قوى الشر” 48 ساعة لتصحيح الأخطاء بل والجرائم التي استهدفت أمن مصر والمصريين.

وهنا ظهرت روح التلاحم الوطنية الرائعة التي جمعت ما بين أبناء الشعب المصري الأبي و قواته المسلحة الباسلة التي انتشرت في ربوع أرض الوطن لحماية حدوده وترسيخ شعور المواطن بأن وراءه جيش يحميه، وكذلك الشرطة المدنية التي حمل رجالها على عاتقهم مسئولية تأمين الشوارع والميادين وكافة المنشآت الحيوية الهامة وتسيير كافة أوجه الحياة وتقديم جميع الخدمات للشعب المصري.

وكلنا نتذكر حالة الخوف والحزن اللي كانت موجودة في الشارع المصري قبل طلب المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل من جانب بعض القوى الظلامية كرد فعل انتقامي.. وكأن السيسي ألقى لغارقين طوق نجاة وبث فيهم الأمل في أن مصر لن تضيع، وأن حياتهم وأملاكهم في أمان.. وبتلقائية غير مسبوقة أيقن كل مصري أن مكانه ليس خلف جدران المنزل أو في الاحتماء بـ ” الكنبة” ، وإنما في خروجه لميدان الثورة.. للتحرير.. وأقسم أبناء هذا الشعب العظيم على ألا يعودوا هم وأبنائهم إلا وقد استردوا مصر من أيدي الخاطفين المأجورين.

وكان المشهد التاريخي في 30 يونيو وقد امتلأت الميادين عن بكرة أبيها وكأنه لا يوجد مصري وطني في بيته.. وهنا وصلت الرسالة حاسمة وقوية كالرصاصة: الشعب قال كلمته وأصدر حكمه النهائي.. فلا وجود لمتآمر أو مأجور بيننا.

إلى أن أشرقت شمس يوم 3 يوليو 2013 وأعلن الشعب المصري على لسان القائد الزعيم عبد الفتاح السيسي سقوط “دولة المرشد” وعودة مصر إلى أصحابها.. لتشرق شمس ” الجمهورية الجديدة” التي تحتضن كل أبنائها دون تفرقة أو تمييز، لتسير مصر على خطى النهضة والتنمية الشاملة وتدخل موسوعة الدول الكبرى، حتى وإن تطلب هذا الصبر والاحتمال من أبناء الشعب الصامدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى