آراءمواطن مصري

3 يوليو.. الجيش يلبي نداء الشعب| بقلم جورج عياد

في تاريخ كل أمة أيام فخر ومجد واعتزاز .. لا تغيب ذكراها مهما مرت عليها الأيام وتعاقبت السنون، ومن بين هذه الأيام الخالدة ذكرى بيان 3 يوليو 2013 التي تؤرخ لحدث جليل، انتفضت خلاله جموع الشعب المصري على اختلاف أطيافها وانتماءاتها وتوحدت على قلب رجل واحد وهدف لا بديل عنه هو استعادة مصر من أيدي خفافيش الظلام التي أرادت اختزال حضارة 7000 سنة، هي عمر مصر، في حكم مرشد وتابع له.

فبعد أن فاض كيل الشعب المصري ونفد صبرهم على حكم جماعة الإخوان الارهابية التي أرادت تغيير هوية مصر وتحويلها إلى إمارة خاضعة لحكم المرشد .. جاء اليوم الموعود 3 يوليو، حيث لبت فيه القوات المسلحة الباسلة نداء جموع الشعب المصري الذى نزل إلى الشوارع والميادين، وأثبتت أنها لم ولن تتخلى عن الانحياز لإرادة الشعب، وبشهادة القاصي والداني فإن هذا الدور التاريخي الذي قام به جيشنا المفدى أنقذ البلاد من الغرق في بحور الدماء والانزلاق لحرب أهلية كان يخطط لجر البلاد إلى أتونها.

فانتشرت الميليشيات المسلحة لتملأ الشوارع وقامت بالاستيلاء على ميداني النهضة ورابعة العدوية كنقاط تمركز لها، وقد أعلنوا العصيان ضد إرادة شعب أعزل خرج عن بكرة أبيه برسالة واضحة ترفض هذا الحكم الفاشل الفاشي، فخلعوا عباءة الوطنية المزيفة التي كانوا يرتدونها، وارتدوا عباءة حكم المرشد رافعين شعار ( إما أن نحكمكم أو نقتلكم ) فأبى رجال القوات المسلحة إلا التصدي بصدورهم والتضحية بأرواحهم فداء للشعب المصري.

وهنا ظهر الدور للقائد الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، الذي تحمل أمانة المسئولية وتقدم الصفوف للحفاظ على وحدة وسلامة مصر معلناً أنه ليس بالإمكان ترك الأمور لحين الانفجار الذي لا يعلم عواقبه أحد، موجهاً بيان القوات المسلحة الذي جاء استنادا على مسئوليتها الوطنية والتاريخية وبعد التشاور مع رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد .. حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوى ومتماسك لا يقصى أحدا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام، وقد اشتملت هذه الخارطة على عدد من المبادئ الوطنية ومن أهمها ما يأتي :

– تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.
– يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.
– إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
– تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
– تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا.
– مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
– تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

وبقراءة متأنية لهذه المبادئ نستطلع ما فيها من قيم سامية تسعى للحفاظ على الوطن والشعب لتعود مصر حاضنة لكل أبنائها المخلصين دون عنصرية أو اقصاء أو مآرب شخصية، لتبقى هذه الذكرى الخالدة ماثلة أمام العقول والعيون وتضاف إلى الدور الحيوي لقواتنا المسلحة الباسلة وانحيازها الكامل والحاسم لصالح هذا الشعب الصامد القابض على تراب وطنه .

حفظ الله مصر بكل أبنائها المخلصين .. وأدام مجدها عالية خفاقة بين سائر الأمم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى