أخبار عربيةتحقيقات و تقاريرعاجل

2017 .. القدس تنتصر وقطر تنحصر

القدس تنتصر وقطر تنحصر، هو عنوان عام 2017، على صعيد الأحداث العربية، والذي مر بالكثير من الأزمات، و حيث شهد هذا العام انتصار القدس، وإنحصار دور قطر وتحجيم دورها .

قطع العلاقات مع قطر

في 5 يونيو قطعت السعودية ومصر و الإمارات و البحرين العلاقات مع قطر واتهموها بدعم مجموعات اسلامية متطرفة وبالتقارب مع ايران الشيعية، الخصم الابرز في المنطقة للسعودية السنية.

لبنان

وفي نوفمبر اعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته (سحبها لاحقا) من الرياض متهما طهران بالتدخل في شؤون بلده، وسط احتدام التوتر بين السعودية وايران. كما تعتبر السعودية ان ايران تقف وراء تمرد الحوثيين في اليمن، الامر الذي تنفيه طهران. وتشهد اليمن “اسوأ أزمة انسانية في العالم” بحسب الامم المتحدة.

السعودية

في الشهر نفسه في السعودية تم توقيف اكثر من 200 شخصية نافذة في اطار حملة على الفساد في المملكة بينهم وزراء ووزراء سابقون، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة من شأنها أن تعزز سلطة ولي العهد الامير محمد بن سلمان.و لاحقا افرج عن معظمهم في مقابل تسديدهم اموالا اعتبر انه تم كسبها بطريقة غير مشروعة.

وتزامنت التوقيفات مع تسريع الامير الشاب تنفيذ خطته الاقتصادية الشاملة التي تسمى “رؤية 2030” لتنويع موارد الاقتصاد السعودي وقيادة المملكة نحو حقبة ما بعد النفط، فيما تتخذ المملكة مواقف اكثر حدة على صعيد قضايا المنطقة.

سوريا

في 17 اكتوبر في سوريا، طرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة في حملة عسكرية لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، تحالف الفصائل الكردية العربية الذي تدعمه واشنطن.

العراق

وفي في 9 ديسمبر في العراق اعلنت بغداد الانتصار على هذا التنظيم المتشدد. لكن البلدين ما زالا يواجهان تحديات خطيرة بعد تدمير مدنهما واستمرار التهديد المتطرف.

انفصال كردستان

في سبتمبر 2017، أيد أكثر من 92% من الأكراد المشاركين في استفتاء إقليم كردستان الانفصال عن العراق، بحسب النتائج الرسمية الأولية التي اعلنتها اللجنة العليا للاستفتاء في الإقليم، وأعلن مسئولون في اللجنة في مؤتمر صحفي في عاصمة الإقليم أربيل أن نسبة 92.7 من مجموع المشاركين في الاستفتاء صوتوا بنعم.

وبعد شهرين من النزاعات، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، حكما بـ«عدم دستورية» الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق على انفصاله في 25 سبتمبر الماضى، من ناحيته قال رئيس حكومة كردستان، نيجيرفان بارزانى، إن المحكمة الاتحادية العراقية التي أبطلت نتيجة الاستفتاء على الاستقلال، توصلت إلى حكمها دون الاستماع لرأى حكومة الإقليم.

بوادر أزمة خليجية مع تجاهل حكام السعودية وحليفتيها القمة مع مشاركة قطر

في ديسمبر تعرضت القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي، لمشهد لم يحدث منذ تأسيس المجلس عام 1981، وهو غياب حكام 3 دول خليجية مؤثرة عن القمة، التي دائمًا ما كانت تعقد بحضور الحكام ونوابهم، إلا أن اليوم غاب حكام السعودية و البحرين والإمارات.

هذا المشهد هو الأسوء والذي قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين الكويت “المستضيفة للقمة” و الدول الغائب حكامها، خاصة وأن الكويت تلعب دور الوسيط بين هذه الدول و بين قطر لحل الأزمة، الراهنة منذ إعلان مصر والبحرين والسعودية والإمارات قطع العلاقات مع قطر في 5 يونيو الماضي.

وكانت البحرين  قد  طالبت في اكتوبر بتعليق عضوية قطر في مجلس التعاون حتى قبولها المطالب.

فتلك هي القمة الخليجية الأولى بعد هذه الأزمة، وقد رأى البعض أن حضور حكام الدول المقاطعة مع حاكم قطر قد يكون مؤشرًا أخضرًا لحل الأزمة، لكن ما حدث  أمير قطر الدعوة قد قبل حضور القمة، فيما أوفد الملك سلمان وزير خارجيته عادل الجبير، وترأس وفد الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش،  فيما أوفدت البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.

وبث التلفزيون الرسمي الكويتي مشاهد من استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الجبير في المطار بصفته رئيس الوفد السعودي.

وأكد الشيخ صباح الذي قادت بلاده دون نتيجة حتى الآن محاولات وساطة لحل الأزمة أن الكويت ستواصل جهودها.

وقال في افتتاح القمة “لقد عصفت بنا خلال الأشهر الستة الماضية أحداث مؤلمة وتطورات سلبية ولكننا استطعنا التهدئة وسنواصل هذا الدور”.

وأضاف “ولعل لقاءنا اليوم مدعاة لمواصلتنا لهذا الدور الذي يلبي آمال وتطلعات شعوبنا”.

ودعا إلى تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي لوضع آلية محددة لفض النزاعات بين الدول الأعضاء.

وزادت الشكوك بشأن مستقبل مجلس التعاون الخليجي مع إعلان الإمارات قبل ساعات من انطلاق القمة تشكيل “لجنة للتعاون” العسكري والاقتصادي مع السعودية.

وافاد مرسوم اعلنه رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ان اللجنة ستكون مكلفة “التعاون والتنسيق” بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

وتأسس المجلس عام 1981، وهو تحالف سياسي واقتصادي يضم قطر والبحرين والسعودية والامارات اضافة إلى سلطنة عمان والكويت.

اليمن 

وفي ديسمبر أيضًا شهد  مقتل الرئيس اليمني السابق  علي عبدالله صالح أثناء محاولته الفرار من العاصمة اليمنية صنعاء.

 

القدس

وقبيل انتهاء العام انتصرت القدس على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل .

كذلك اثار قرار ترامب بشأن القدس تظاهر عشرات الاف العرب والمسلمين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم في مسيرات وتظاهرات احرقت خلالها اعلام الولايات المتحدة واسرائيل وداس فيها متظاهرون على صور ترامب. كما اندلعت مواجهات في الاراضي الفلسطينية بين متظاهرين فلسطينيين والامن الاسرائيلي فيما دعت حركة حماس الى “انتفاضة ثانية”.

و قد وافقت الجمعية العامة للامم المتحدة بالاغلبية على قرار يدين قرار ترامب بشأن القدس، وجاءت نتيجة التصويت بموافقة 128 عضو على مشروع القرار ومعارضة 9 دول وامتناع 35 دولة عن التصويت.

وضمت قائمة الدول الممتنعة عن التصويت كلا من استراليا وكندا والمكسيك والفلبين.

وكانت الجمعية العامة قد بدأت جلسة طارئة بعنوان” متحدون من اجل السلام” لمناقشة مشروع قرار مقدم من تركيا واليمن يستهدف الغاء قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل.

ويؤكد مشروع القرار أن مسألة القدس هي إحدى قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ويعرب المشروع عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس، ويؤكد أن أي قرارات أو إجراءات “يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو وضعها أو تكوينها الديمغرافي، ليس لها أثر قانوني وتعد لاغية وباطلة، ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.”

ويهيب مشروع القرار، في هذا الصدد، بجميع الدول “أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام .1980″

ويطالب مشروع القرار جميع الدول بالامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس الشريف، وعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لتلك القرارات.

وكرر مشروع القرار الدعوة لإزالة الاتجاهات السلبية القائمة على أرض الواقع التي تعرقل حل الدولتين، وإلى تكثيف وتسريع الجهود الدولية والإقليمية والدعم الدولي والإقليمي الهادفين إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط دون تأخير.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن خلال الشهر الحالي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة يوم الاثنين 18 ديسمبر الجاري للتصويت على مشروع قرار مصري حول القدس. وحصل مشروع القرار على تأييد 14 عضوا فيما عارضته الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض (الفيتو) مما أفشل صدور القرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى