٦ أغسطس بروح ٦ أكتوبر | بقلم لواء اح اسامه راغب
كما توجهت أنظار العالم فى السادس من أكتوبر عام 1973 إلى مصر تقديرا واحتراما على النصر العظيم على إسرائيل وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، توجهت ايضا انظار العالم مره أخرى على موعد مصرى جديد فى السادس من أغسطس، بافتتاح قناة السويس الجديدة الذى ستغير خريطة العالم الجغرافى والاقتصادى أيضا.
الذي قد شاركنا العالم الفرحة وشاركنا هذه اللحظات التاريخية .. فقد طلبت 45 دولة نقل الاحتفال على الهواء مباشرة وكل الموانئ فى العالم تشارك فى الاحتفال بدق الأجراس وإطلاق أصوات النفير فى نفس توقيت الافتتاح .. كل هذه الأمور هى نوع من المشاركة فى احتفالية المصريين بيوم إنجازهم.
هذا اليوم الذى انضم إلى كل الأيام المقدسة والمهمة فى كتاب التاريخ المصرى .. كتاب التاريخ العامر بالأحداث المصرية المهمة من بناء الأهرامات إلى الانتصار على الهكسوس والتتار والمغول والصليبيين وإلى بناء السد العالى والانتصار المجيد على الإسرائيليين وبناء السد العالى .. وأخيرًا قناة السويس الجديدة.
يحتفل الشعب المصري بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة، ذلك المشروع الذي فجر طاقات الشعب المصري وأثبت أن الإخلاص والوطنية والإرادة القوية التي يعمل بها الرئيس والقوات المسلحة قادرة على إنجاز المهمات الصعبة وتحقيق أحلام المصريين في مستقبل أفضل.
وعند قراءة المشهد والتاريخ والاحداث تلاحظ أن يوم 6 فى شهر أغسطس لة علاقة وثيقة بيوم 6 أكتوبر لماذا ؟ لقد تحركت مركب المحروسة وعلى متنها القائد الاعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم 6 أغسطس 2015 وذلك يوم افتتاح قناة السويس الجديدة وكان توقيت التحرك الساعة 2 ظهرا وخمسة دقائق وهذا التوقيت نقلنا الى يوم العبور العظيم 6 أكتوبر 73 لقد عبرت القوارب والقوات لقناة السويس فى ذلك التوقيت 2 ظهرا.
وللعلم فإن المد والجزر فى مياة القناة يكاد يكون صفر وصفر مياة القناة يعنى أن حركة مركب المحروسة وقوارب العبور تحركت دون اى عرقلة تماما.
وهذا يدل ايضا على مدى اختيار التوقيت لة مدلول علمى ولقد تم الحفر على مسافة 43 كيلو مكان خط برليف، فما أجمل هذا الاجراء بأن يحول مكان خط برليف الحصين الى مشروع قومى عظيم وهذا كلة يعيد برسائل كلية ترد على كل متشكك فى تنفيذ قناة السويس فى مدة عام واحد ورسائل اقليمية بأن تحول هذا الافتتاح لإزالة أثار خط برليف الحصين وهناك ايضا رسائل عالمية بأن ايقن العالم ان المقارنة الوحيدة فى عبقرية التنفيذ هوا المارد المصرى.
ذلك المشروع الوطنى الضخم الذى أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى اشارة البدء فيه فى السادس من اغسطس لينتهى العمل فيه خلال اثنى عشر شهرا فقط بدلا من ثلاث سنوات فى رسالة يوجهها للعالم بأن المصريين قادرون على تحقيق المستحيل بجهودهم المخلصة وحر مالهم دون الاعتماد على اى تمويل خارجى حيث بدأت عملية الحفر فى هذه القناة الجديدة منذ اليوم الاول لقرار انشائها بمشاركة اكثر من خمس وخمسين شركة واكثر من خمسة عشر الاف عامل قاموا بحفر اكثر من 25 مليون متر مكعب حتى نهاية هذا الاسبوع.
فعلى الرغم من أهمية المشروع الاقتصادية والتي هي كانت صمام أمان لمستقبل مصر الإقتصادي، تحقق القناة الجديدة العبور المباشر دون توقف لعدد 45 سفينة في كلا الاتجاهين مع إمكانية عبور السفن حتى غاطس 66 قدماً في جميع أجزاء القناة.
كما تساهم في زيادة عائد قناة السويس بنسبة 259% عام 2023 ليكون 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالي 5.3 مليار دولار، مما يؤدي إلى الانعكاس الإيجابي المباشر على الدخل القومي المصري من العملة الصعبة.
ويساهم المشروع الجديد بتعظم القدرات التنافسية للقناة وتميزها على القنوات المماثلة، ورفع من درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي أثناء مرور السفن.
وأيضا تساهم القناة الجديدة بتحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس وزيادتها بنسبة 50% من طول المجرى الملاحى وتقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلًا من 18 ساعة لقافلة الشمال،كما تقلل زمن الانتظار للسفن ليكون 3 ساعات بدلا من 8 إلى 11 ساعة مما ينعكس على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن ويرفع من درجة تثمين قناة السويس والإسهام في زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحى رئيسى عالمى.الدولية، تزيد من أهمية مصر الإقليمية وتفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات الا ان المصريين كانوا بحاجة لمشروع قومى يمثل حلم يلتفون حوله يستنهض همتهم ويجمع سواعدهم يوحد الهدف ويقوى العزيمة ويظهر تكاتفهم وتماسكهم في وقت الشدائد والأخطار.
وهو ما يؤكد أنه إعجاز لا يقدر عليه إلا المصريون الذين يبهرون الدنيا بكل ما هو جديد فى تاريخ البشرية .. المصريون أنجزوا المشروع الكبير فى سنة واحدة فقط..
عندما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء توقيع وثيقة القناة الجديدة ” بسم الله الرحمن الرحيم , وباسم شعب مصر , واستكمالا لمسيرة أجدادنا ومتوكلا علي الله , نأذن نحن عبد الفتاح السيسي رئيس الحمهوري ببدء حفر قنا السويس الجديدة , لتكون شريانا للخير لمصر وللعالم أجمع وحفظ الله مصر وشعبها العظيم وتحيا مصر تحيا مصر ” إن افتتاح المشروع بعد عام ربما شرد ذهن البعض وفكّر البعض الآخر فى مسألة الوقت والزمن .. لكن رجال مصر العظماء أوفوا بما وعدوا.
أن مشروع قناة السويس الجديدة هو بمثابة الحلم الذي اعاد ثقة المصريين بالقيادة السياسية، والطريق الذي فتح أبوابه لتحقيق طموح شعب توحد حول فكرة كانت يوما سرابا طائرًا، حلم لا يمكن إنجازه إلا بسواعد وعقول مصرية وأموال مصرية .. الحلم الذى نباهى به العالم ونباهى به أنفسنا هو قناة السويس الجديدة التى يشارك فى افتتاحها ملوك ورؤساء العالم فى احتفالية أسطورية تليق بالإعجاز وتناسب الإنجاز العظيم .. وسيبقي السادس من اغسطس 2015 نقطة تحول كبري في تاريخ مصر المعاصر فهو رمز لانتصار الارادة المصري وتحديها لكل الازمات والصعاب التي واجهتها في مرحلة دقيقة وحساسة من مراحل العمل الوطني هذا الانتصار تعبر عنه الحقائق والارقام.
ومن المهم الاشارة الي المشاركة المجتمعية المواطنية في اسمي تجلياتها والتي تجسدت في لحظة قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتفجير الساتر الترابي بمشاركة عدد كبير من الحضور معلنا اشارة البدأ في حفر قناة السويس الجديدة.
تلك المشاركة التي بلغت اسمي درجاتها ابان عملي الاكتتاب في شراء شهادات استثمار قناة السويس وهي ليست أمرا جديدا علي المجتمع المصري حيث تبين شواهد التاريخ المعاصر عمق وتغلغل فكرة المشاركة في النسيج الوطني المصرى , والتي برزت تجلياتها ابان بناء السد العالي , وفي تأميم قناة السويس.
واذا كان يوم افتتاح القناة الجديدة هو نهاية عام من العزم الاكيد علي بلوغ الاهداف الكبرى .. الا انه في حقيقة الامر يعتبر بداية لمرحلة جديدة من العمل الوطني أساسها استثمار هذا الشريان الحيوى الهام في دفع عملية التنمية الشاملة.
وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، وقد أراد الشعب المصرى الحياة له وللعالم اجمع من ام الدنيا لكل الدنيا.