ينبوع الكلمات| بقلم اللواء اح اسامه راغب

الينبوع هو الماء المتدفق وينبوع الكلمة هو الحروف المتدفقه التى تكون الكلمه والكلمات، ليست مجرد أصوات أو أحرف ننطقها بل تأثيرها قوي وتأثيرها أزلي، فبعض الكلمات ما زالت حيه حتى لو انها صدرت من أشخاص ماتوا منذ زمن بعيد، فهذه أشعار عنترة بن شداد في الحماسة والشجاعة ما زالت باقية، وأشعار أمرئ القيس في الفخر، وأشعار المتنبي والشافعي في الحكمة، وأشعار مجنون ليلى في الحب، كلها كلمات حيه وخالدة لأموات باتوا تراب!.
هناك كلمات حركت مشاعر الملايين من البشر وألهمتهم، فقد نجح جمال عبدالناصر وأحبه الشعب العربي بسبب كلماته المؤثرة وكذلك مالكوم أكس ومارتن لوثر كنج وحتى هتلر نجح بخطاباته وكلماته التي حركت الألمان خلفه بغض النظر عن سياسته العنصرية الا ان كلماته كانت ناريه تحرك الهمم!.
أتعرف ما معنى الكلمة، مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو كلمة، الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور الكلمة مفتاح للبهجة والسعادة والأمل والتفاؤل والطاقة الإيجابية لمن أدرك قيمتها وتنبأ لأثرها وأجاد استخدامها وعرف معناها ووقعها على أذان السامعين، وتمعن فى استخدام الكلمة وموعدها المناسب، حتى إن الجاحظ عندما سئل عن الإنسان العاقل كان رده هو ذلك الشخص الذى يعرف متى يتكلم وكيف يتكلم ومع من يتكلم وماذا يتكلم.
الكلمات ليست فقط عناصر للكلام أو الكتابة، إنها كذلك تؤثر في الكيفية التي تنتقل بها الطاقة من خلال الفضاء العام، فعندما نتكلم بصوت مرتفع، تتحول الكلمات إلى ذبذبات وترددات تستخدم لتوجيه الطاقة، فللكلمات طاقة قوية جداً، لذلك عندما نطلق كلماتنا فنحن نصب أفكارنا وتردداتنا في الحقل الطاقي للأرض، وعندما ندرك القوة الحقيقية للكلمات سنعرف مدى تأثيرها في طاقة الإِنسان وعلى توجيه تلك الطاقة، إن للكلمات وقعاً سحرياً.
عالم ألماني يدعى ماسارو إيموتو، قام بتجارب مذهلة تبيّن تأثير الكلمات في الطاقة، منها تجربة الماء وتجربة الأرز، ففي تجربة الماء، قام إيموتو بوضع كلمات إيجابية على قوارير مياه تحتوي على مياه نقية، مثل «أحبك» و«سلام»، وقوارير أخرى تحوي نفس المياه النقية ولكن كتب عليها كلمات سلبية مثل «أكرهك» و«خوف» ووضعهما في الفريزر، وبعد أربع وعشرين ساعة، ظهرت أشكال كرستالية هندسية جميلة سداسية الشكل لامعة على المياه المثلجة المكتوب عليها عبارات إيجابية، بينما ظهرت أشكال مشوهة ورديئة رمادية اللون على المياه المثلجة التي تعرضت لكلمات سلبية!.
الكلمات تُحـرّك العالم.. تُثـير الأمــم.. تُـلهب الناس بالطموح والحماسة أو بالأسى والحزن.. أعاننا الله لكي نستخدم الكلمات بحكمة.. بعض الناس الكلمات عندهم هي مجرد قيل وقال.. البعض الآخر يعطي الكلمات بعض الأهمية.. أما الإنسان الحكيم يهتم ويعتني بالكلمات، كم من كلمات كلفت صاحبها الكثير ماديا ومعنويا.. وهناك كلمات كلفت وتكلف البعض حياتهم وأرزاقهم.. للكلمة قوة جبارة علينا ألا نستهين بها.
احرص على انتقاء الكلمات التى ترددها مع من حولك فقد تعمل الكلمة على فشل علاقة زوجية بلفظ قد تراه هينا، وقد تجمع كذلك شتات أسرة بكلمة نابعة من القلب عرفت طريقها نحو الحق والصواب، كما أنك قد تخسر صديقك أو قريبك بسبب كلمة تتفوه بها وقد تطيب خاطره بكلمة تجعله ينسى ما كان بينكم من خصام، وقد تهون على رفيقك وصديقك الذى جاءت عليه الدنيا ومالت وأحلت عليه مصائبها.
فنبينا الأمى الأمين قال «إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِى لها بالاً، يرفعه الله بها فى الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِى لها بالاً، يهوى بها فى جهنم».
وقال رب العزة فى محكم التنزيل «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ».
أحسن استخدام الكلمات واعرف معناها قبل النطق بها فقد تكون مفتاحا للسعادة والطاقة الإيجابية وقد تكون سببا للتعاسة والحزن، الكلمة منبع القوه خطابة كانت ام كتابه، فلا تستهينوا بالكلمة وخاصة اذا كانت صادقة ومؤثرة ومعبرة تنطلق من القلب وتعبر كالرصاصة الى قلب الأخر!.