يد تبني وتعمر وأخرى تحمل السلاح| بقلم شيرين خالد

معادلة متكافأة القوة بين البناء والتعمير وحماية الوطن وأبناءه لكنها باتت غير واقعية الآن .
فشعبنا المصري بعد مرور ثورتين متتاليتين ضد الظلم والفساد مطالبين بالعدالة والحرية والكرامة وبعد أن التحمت قوى الشعب مع درع حمايته وقواته المسلحة في صورة تدل على عظمة هذا الشعب العريق، في الآونة الأخيرة أصبحت الأيادي متكاتفة وليست فقط متكاملة.
لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو فقط ثورة ضد نظام بائد بل كانت من أهم الخطوات التي تخطوها البلاد للتواصل الحيوي والمباشر بين الشعب وقواته المسلحة، وثقنا بهم درعا وعونا فبتنا آمنين سالمين.
لذا فقد صار من الضروري أن يتعرف الشعب ولا سيما الشباب على تلك القوى الخفية التي لطالما حافظت على مصر قوية متماسكة مترابطة ضد أي عدوان داخلي أو خارجي، تلك القوى التي لم ولن تتهاون مطلقا فيما يتعلق بصالح هذا الوطن.
لذا كان عليها أن تفصح أكثر عن نفسها وأن تكشف عما لم تفصح عنه من جهود مضنية وبطولات محققة في سجل فخر هذا الوطن.
قواتنا المسلحة – شرف نعتز به – أخوة وآباءا وأجدادا حملوا أرواحهم وقدموها فداء للوطن، تلك القوى الوطنية التي نشأت على الوطنية والعزة والكرامة والانتماء، لزاما علينا أن نتعلم من ماضيها المشرف معنى التضحية وحب الوطن.
فخرا لنا أن نتباهى بها أسطورة هزمت جيشا ظن أنه لا يقهر، وفي هذا النطاق ظهر لنا دور بالغ الأهمية تبذله الآن ” التربية العسكرية بالجامعات المصرية ” تلك الادارة التي تصنع رجالا قادرين على حمل السلاح وحماية الوطن اذا دق ناقوس الخطر، لم تصبح فقط مصنعا للرجال بل أصبحت منبرا منيرا يحمي شبابنا من ضياع الفكر والتلاعب بأفكاره باسم الدين أو الحرية.
وفي هذا نرى العديد من الجهود المضنية التي تقوم بها لتعريف الشباب على تاريخ قواته المسلحة المشرف علاوة على ايضاح بعض ألغاز الحاضر عن طريق وقائع تاريخية مشابهة ولا أكاد أجزم أنها تلعب دورا هاما في جعله يخطو خطوات واثقة نحو مستقبل أفضل.
فنرى أن ادارة التربية العسكرية التابعة لقيادة قوات الدفاع الشعبي تقوم بخلق سبل للتواصل مع الشباب عن طريق تنظيم العديد من ” الندوات التثقيفية – الزيارات الدورية للمنشآت العسكرية مثل النقطة الحصينة بمدينة الانتاج الاعلامي – زيارات لمصابي العمليات الارهابية – والمشاركة في الأجواء الاحتفالية في بانوراما حرب أكتوبر واستاد الدفاع الجوي – تنظيم زيارات للكليات الحربية وخلق سبل تواصل بين طلابها وطلاب الجامعات – عقد ندوات بشكل مستمر للحديث عن الامن القومي وحروب الجيل الرابع ” ويأتي ذلك في اطارات ومناسبات عديدة ومتنوعة – علاوة على الزيارات العديدة للمشروعات التنموية العملاقة ليرى الشباب مستقبلهم رأي العين ويدركوا ما نعمل لأجله.
ومن الجدير بالذكر في تلك الأشياء أن تلك الخطوات اظهرت للشباب العديد من الحقائق وعرفتهم بأبطال هذا الوطن الحقيقيين الذين استماتوا دفاعا عن أرضه وعرضه، وفي مشهد غير مسبوق أصبحنا نرى قيادات القوات المسلحة وعلى رأسهم سيادة الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع، وقيادات من وزارة الداخلية، بل وسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اطار واحد مع الشباب المصري من طلبة الجامعات في رباط من المحبة والأبوة والثقة، ليحمل بين طياته رسائل بالغة الأهمية بأن مصر شعبا وجيشا وحكومة مترابطين.
وأن الشباب هم عنوان الغد وأمل المستقبل ولا سيما الشباب الواعي المثقف المدرك لما حوله من تغيرات والمقدر لجهود تبذلها الدولة للعمل على أمنه واستقراره.
وفي ضوء تلك الجهود لا يجب أن نغفل دور ” الادارة العامة للشئون المعنوية بالقوات المسلحة” في وجود تلك اللغة المشتركة والتواصل الدائم والذي بدوره يقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بعقول الشباب، فنحن نعلنها صريحة اننا نلتف حول جيشنا ونؤيد حكومتنا وان كانت لدينا بعض المآخذ أو الانتقادات في بعض الأحيان فهي لا تنكر ايماننا وثقتنا بما يصنعونه على قدم وساق لعلو ورفعة هذا الوطن ولكننا فقط نسعى سويا للأفضل دائما بما يليق بنا أمة وشعبا صنع الحضارة وغير التاريخ.
قواتنا المسلحة في عيوننا كشباب أصبحت قدوة وفخرا وعزة فهم جنود الوطن وابطاله البواسل الذين نباهي بهم، لا فرق بيننا وبينهم فنحن جميعا ولدنا على أرض هذا الوطن ونشأنا على حبه.
لم يترددوا هم في الزود عنه وفي بذل المستطاع في تنميته وتعميره ونحن معهم ووراءهم دائما ولن نتردد للحظات ان تطلب الأمر في الزود عنهم فهم شرف الأمة، هدفنا واحد وسبيلنا موحد ” الوطن فوق الجميع ” مصر شعبا وجيشا وحكومة نحو الرفعة والنهوض ولا سبيل لغير ذلك، تلك هي رسالتنا للعالم أجمع.
نشكركم ونفاخر بكم، دمتم درعنا وحمايتنا ودمنا بكم آمنين، دمتم عونا وسندا لنا ودمنا لمصر أبناءا مخلصين .