آراءشويّة دردشة

يحدٌث في أمريكا .. ترامب ووقائع موت “فلويد”| بقلم عثمان فكري

كتب .. عثمان فكري من أوهايو كولمبوس

خلال الثلاثة أشهر الماضية تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لثلاثة تحديات تاريخية سيشعر المجتمع الأميركي بتردداتها ومضاعفاتها لعقود من الزمن وبطبيعة الحال ستؤثر في العالم أجمع.

البداية كانت في منتصف شهر مارس الماضي ومع تفشي وباء فيروس الكورونا أو الكوفيد – 19 الذي أصاب حتى الأن حوالي 2 مليون أميركي وإصابة أكثر من 3 مليون أخرين في جميع انحاء العالم وأدى إلى وفاة أكثر من 110 ألف مواطن أمريكي حتى الأن .. وتسبب الوباء في أكبر أزمة إقتصادية منذ “الكساد الكبير” في ثلاثينيات القرن الماضي وهو ما أدى إلى تعطيل أربعين مليون أميركي عن العمل وقبل أسبوعين وبسبب سريان مفعول العزل الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا والتي فرضت على ملايين الأميركيين البقاء في منازلهم ومراقبة شبكات التلفزيون شاهد هؤلاء بهلع وقائع موت جورج فلويد التي خلقت حريقاً اجتماعياً ليس من المتوقع أن يخمد لهيبه في وقت قريب.

والتعامل مع هذه التحديات يحتاج الى قيادة حكيمة وبصيرة .. تصارح الأميركيين بصعوبة المرحلة وتوضح لهم ما هي التضحيات المطلوبة منهم للخروج منها بأقل الأضرار الممكنة .. نعم ان معالجة هذه التحديات الثلاثة في آن يتطلب قيادة تاريخية من النوع الذي وفره رؤساء عظام كان آخرهم فرانكلين ديلانو روزفلت الذي أخرج البلاد من الكساد الكبير وقادها بحكمة خلال أحلك أيام الحرب العالمية الثانية لتصبح بعد نهاية الحرب القوة العظمى الوحيدة في العالم .. ولكن وياللأسف فإن الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية وخلال هذا التحدي الثلاثي هو رجل نرجسي بامتياز ويفتقر إلى الخبرة السياسية ولا يمت إلى الخصال الحسنة بصلة ويكذب بسهولة مدهشة ويٌفكر أولاً وأخيراً بمصالحه الشخصية ولذلك لم يكن مستغربا فشله الذريع في التصدي لأي من هذه التحديات التي فرضت عليه مهمة مستحيلة لأنه غير مؤهل سياسيا أو فكريا لاستيعاب أبعادها ناهيك عن معالجتها.

ترامب يجد نفسه الآن محاصر سياسيا في البيت الأبيض ومحاصر انتخابياً في عدد من الولايات المحورية التي فاز فيها في 2016 ولكنه يواجه تحدياً جدياً من منافسه الديمقراطي جوزف بايدن وهو ما أرغم حملته على إنفاق الأموال في ولايات مثل أوهايو وآيوا واريزونا وتكساس وجورجيا وويسكونسن وهي ولايات كانت في معسكر ترامب قبل ستة أشهر.

وسياسيا أدت تهديدات ترامب باستخدام القوة العسكرية لقمع التظاهرات وإجراءاته المتهورة مثل استخدام العنف لتفكيك تظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي لكي يلتقط لنفسه صورة تذكارية حاملا نسخة من الإنجيل أمام كنيسة قريبة من البيت الأبيض إلى نوع من التمرد في صفوف العسكريين المتقاعدين وغيرهم من الجمهوريين الذين خدموا في مناصب أمنية حساسة.

وكان ترامب خلال مكالمة هاتفية مع الحكام الديمقراطيين لبعض الولايات التي شهدت تظاهرات وأعمال عنف، قد عاتبهم على ما اعتبره ضعفهم في استخدام القوة لقمع التظاهرات وهدد بنشر القوات المسلحة في هذه الولايات وتخطي صلاحيات الحٌكام من خلال إعلان تطبيق قانون قديم يعود إلى القرن الثامن عشر .. وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى