وول ستريت جورنال: عزل رئيسة كوريا الجنوبية يهدد السياسة الأمريكية
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته الليلة الماضية أن الرئيسة بارك التي عزلتها المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية، كانت حليفا يعتمد عليه للولايات المتحدة، وتدفع بالنهج المتشدد لواشنطن تجاه كوريا الشمالية والذي يهدف إلى الضغط على زعيم بيونج يانج حول برامجه الصاروخية والنووية.
ولفتت الصحيفة إلى أن كوريا الجنوبية تسلمت أول مكونات منظومة الدفاع الصاروخية (ثاد) المثيرة للجدل،والتي من شأنها ردع التهديد الصاروخي لكوريا الشمالية.
وقالت الصحيفة إن مون جاي-ان، المرشح المتصدر ليخلف بارك، أبدى تشككه في منظومة ثاد ويؤيد سياسات قد تقرب كوريا الجنوبية إلى الصين، وتشجع للتفاوض أكثر مع النظام الكوري المنافس في بيونج يانج، مشيرة إلى أن الطامحين في فوزه والذين مثل مون على الجانب الأيسر من الطيف السياسي، يشاركونه نفس وجهات النظر.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار الجماعي لأعضاء المحكمة الدستورية جعل بارك أول رئيسة كورية جنوبية يتم عزلها من منصبها بقرار إقالة، مضيفة أن الحكم دفع عشرات الآلاف من الناس للتظاهر في الشوارع معه وضده، في احتجاجات لقى خلالها شخصان على الأقل حتفهما.
لكن عزل الرئيسة بارك أنهى فضيحة الفساد السياسي الكبيرة التي عصفت بكوريا الجنوبية لنحو نصف عام، وتورطت فيها الصديقة المقربة للرئيسة بتهم تلقي رشاوي وابتزاز رجال أعمال والتدخل في قرارات الحكومة والرئاسة دون حق نظرا لعدم شغلها أي منصب حكومي يذكر.
وفي المقابل، رأى مسؤولون أمريكيون وآسيويون أن عزل بارك يطرح شكوكا جديدة في شمال شرق آسيا في وقت من القلق المتنامي بالولايات المتحدة تجاه كوريا الشمالية والصين.
وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون سيسافر إلى سول الجمعة القادم، ضمن رحلة تشمل 3 دول عبر آسيا، حيث تبدأ رحلته من طوكيو يوم الأربعاء، على أن يتوجه إلى بكين بعد زيارته لكوريا الجنوبية.
وأوضحت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لنشر منظومة ثاد في كوريا الجنوبية، وأن تحاول بشكل كبير زيادة الضغط المالي على بيونج يانج، من خلال فرض مزيد من العقوبات.
إلا أن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين قالوا إنه من غير المؤكد إذا كان التغير السياسي في كوريا الجنوبية سيؤثر على موعد نشر منظومة الدفاع الصاروخي، حسب الصحيفة التي أشارت إلى أن بعض المسؤولين يقولون إن الرئيس الكوري الجنوبي القادم قد يسعى إلى التودد لكوريا الشمالية عبر الحوافز الاقتصادية والمشروعات التجارية المشتركة.
وقال فيكتور تشا الخبير في الشؤون الكورية بجامعة جورج تاون، والذي عمل في البيت الأبيض في عهد جورج بوش، “من المرجح أن تكون الحكومة القادمة في سول أكثر ميلا لليسار، ولذلك لن تشارك إدارة ترامب وجهات النظر”.
وأوضح الخبير أن الوضع الحالي قد يتشابه مع ما حدث أيام حكم بوش في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في أوائل الألفينيات، عندما تصاعدت حدة التوترات بينهما آنذاك نتيجة خلافهما حول التعامل مباشرة أم لا مع بيونج يانج.