“ووترجيت” و”الغضب” وودورد يضرب من جديد| بقلم عثمان فكري

كتب .. عثمان فكري من أمريكا
حديث الساعة في الأوساط الإعلامية الأمريكية عن رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأربعاء على ما أثٌير حول تعمده التقليل من خطورة فيروس “كوفيد-19” أو تهوينه من شأن فيروس كورونا وإخفاء خطورته وأنه قاتل وينتقل عبر الهواء كل ذلك جاء على لسان ترامب نفسه عندما صرح قائلاً إنه “تصرف بطريقة يعتقد أنها قللت من الذٌعر بخصوص فيروس كورونا المستجد”.
وأكد ترامب أن إدارته لا تريد أن تبُث الذعر في الأماكن العامة أكثر من وباء كورونا .. متابعًا: “آخر شيء تريد القيام به هو خلق حالة من الذعر” وعلى خلفية ذلك شن خصم ترامب المٌرشح الديمقراطي بالإنتخابات الرئاسية الأمريكي “جو بايدن” هجوما في نفس الليلة ولكن من ميتشجن.. ضد ترامب قائلاً إن تهوينه من شأن كورونا يُعد بمثابة “خيانة” مات بسببها العديد من الأمريكيين .. وقال بايدن، في كلمة أمام مؤيديه بولاية ميشيجان اليوم: “لقد كذب ترامب عن سبق إصرار بشأن الفيروس والخطر الذي شكله على البلاد لأشهر”.
مضيفًا: “لقد كانت المعلومات بحوزته لقد كان يعرف مدى خطورة الفيروس .. وبينما كان هذا الوباء المٌميت يتفشى في بلدنا فشل هو في إنجاز عمله عن قصد .. لقد كانت خيانة كلفت أرواح الأمريكيين” وجاءت تصريحات بايدن بعد نشر محتوى مقابلات تليفزيونية اجراها عبر الهاتف في شهر فبراير الماضي وإعترف خلالها ترامب وفيها أقر في فبراير الماضي بأنه كان يعرف مدى خطورة فيروس كورونا المستجد وقدرته على الانتشار لكنه لم ينقل هذه المعلومات إلى الشعب الأمريكي لأنه لم يكن يرغب في إثارة الذعر وظهرت المقابلات المسجلة، التي حصلت عليها شبكة تلفزيون “سي.إن.إن” وكانت أساسًا لكتاب جديد بعنوان “الغضب” للصحفي بوب وودوارد، قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر.
من جانبها، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، اليوم، تعمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضليل الشعب حول فيروس كورونا المستجد مع كشف مقتطفات من الكتاب الجديد للصحفي الأمريكي بوب وودوارد.. وبوب وودوارد لمن لا يعرف هو أحد أشهر وأهم صحفييي القرن الماضي إن لم يكن أشهرهم، هو صحفي إستقصائي أمريكي هو أحد أشهر الصحفيين في التاريخ الأمريكي وربما تاريخ الصحافة في العالم أجمع.
فروبرت يبشور وودورد المعروف باسم بوب وودورد ليس بصحفي عادي بل إن اسمه وحده يكفي لإسباغ المصداقية على ما ينشر.. بخلاف أنه ذلك الصحفي المرموق الذي ساهم في إسقاط الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي اثر فضيحة “ووترجيت”وله أيضا كتاب بعنوان الخوف .. ترامب في البيت الأبيض .. وودورد يعمل لدى صحيفة وواشنطن بوست منذ عام 1971 وحصل على جائزة بوليتيرز الجائزة الأهم في عالم الصحافة على مستوى العالم .. حصل عليها مرتين الأولى عن ووترجيت والثانية عن تغطيته لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 بالإضافة إلى عدة جوائز مرموقة أخرى.
بعد فضحية ووترجيت أصبح اسم وودورد وزميله برنشتاين مرادفين للصحافة الاستقصائية في شتى أرجاء المعمورة، ألف الزميلان كتابا عن الفضيحة في 1974 بعنوان “كل رجال الرئيس”، واحتل مرتبة أعلى الكتب مبيعا في الولايات المتحدة، كما حقق الفيلم السينمائي الذي اقتبس منه نجاحا كبيرا.
في ذلك الفيلم، أدى النجم الشهير روبرت ريدفورد شخصية وودورد .. ونعود لدونالد ترامب وتداعياته إعترافاته الأخيرة والتي تلقفها خصمه جو بايدن في خطاب له ألقاه في ميشيجان وقال عن ترامب “كان يعلم .. وقلل من شأن (الفيروس) عن عمد والأسوأ من ذلك أنه كذب على الشعب الأمريكي”.
وكان بايدن في زيارة للولاية التي تمثل ساحة معركة انتخابية، وهي موطن لصناعة السيارات الأمريكية، بهدف الترويج لاقتراح جديد بفرض ضرائب على الشركات التي تنقل الوظائف الأمريكية إلى الخارج كما صرح بأنه “بينما كان المرض الفتاك يتفشى في أمتنا، قصّر هو في أداء وظيفته عن عمد لقد كانت خيانة (في مسألة) حياة أو موت للشعب الأمريكي وأضاف “هذا تقصير في أداء الواجب.. وصمة عار
وللحديث بقية.