ولماذا لا يتخذون الرئيس السيسى قدوة لهم | بقلم وليد عبد الرحمن

حينما بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى ولايته الاولى أكد مرارا وتكرارا ضرورة اللجوء إلى التقشف وترشيد الإنفاق بل وبادر بالتبرع بنصف راتبه ، وكان حينها يعطى مثالا فى التضحية وإنكار الذات وحب مصر ومحاولة تبصير الشعب بضرورة إنقاذها وأن يبذل الجميع الغالى والنفيس من أجل هذا.
وفى نهاية ولاية الرئيس السيسى وقبيل إعادة انتخابه ليتبوأ سدة الحكم أكد أن مصر دولة فقيرة جدا وأننا نعانى كثيرا ويجب أن نسعى لانتشال مصر من عثرتها اذا أردنا لها التقدم المنشود حتى لو اضطررنا أن نجوع وطالب الجميع بالتكاتف فى هذا الصدد.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس المتكررة ورسائله المتعددة بالتبرع بنصف راتبه وأننا فقراء جدا ونجوع لكى نبنى مصر والثلاجة التى كان بها مياة فقط لمدة عشر سنوات ، نجد البعض من المنافقين والمتسلقين والمستغلين صم بكم عمى لا يفقهون .
كنا نجد بعض رجال الاعمال يصطحبون وفود من الفنانيين والاعلاميين فى كل رحلات الرئيس الخارجية وكلنا نتذكر طائرة محمد الأمين وطائرة ابو هشيمة والذين اطلق عليهم البعض انهم ( الوفد المنافق للرئيس ) ويقومون بانفاق الملايين فى تلك الرحلات التى لا يتم تحصيل أية نتائج إيجابية من سفر هؤلاء برفقة الرئيس فى رحلات رسمية ليس لهم فيها أية ادوار ولا يقدمون اى شىء او مجهود الا بعض الهتافات والتصفيق فى الشارع ومرافقة الجاليات وتحصيل مكاسب منهم إضافة إلى بدل السفر الذى يتقاضونه من رجال الاعمال .
وجاء مولد كأس العالم فى روسيا لتقوم شركة الاتصالات الراعية للمنتخب القومي وهى شركة ميزانيتها من الدولة ولم تصل أقدميتها فى سوق المحمول إلى عام واحد باصطحاب الوفد المنافق للرئيس ليقوموا بذات المولد واحتفالات فرح العمدة فى الفندق الخاص باللاعبين ليتشتت تركيز اللاعبين تماما وتضيع منهم بوصلة المباريات ويفتر حماسهم ويقع من ذاكرتهم انهم فى بطولة تحتاج إلى جهد مضنى وإنكار للذات من أجل مصر .
الوفد المنافق للاعبين فى هذه الرحلة ضم 150 شخصا وقبله تم دعوة 100 شخص بتكلفة إجمالية تصل إلى نصف مليار جنيه والذين غضبوا لأنهم لم يحصلوا على بدلات سفر وحصلوا فقط على تذاكر سفر وإقامة فقط وليس مثل رحلات الرئيس ، اذا نحن أمام حالة واضحة وصريحة تحتاج إلى تحقيق من الأجهزة الرقابية .
ولان للفساد أوجه كثيرة ومولد كأس العالم فرصة ذهبية لا حساب ولا رقابة فان وزيرة السياحة رضخت لفكرة شركة العلاقات العامة التى تتولى ملف التنشيط منذ ثلاثة أعوام ونتائجها فيه أقل من ضعيفة وقامت برعاية كأس العالم مقابل نشر عبارة فى ملاعب البطولة تدعو للسياحة والاستثمار فى مصر تكلفتها تصل إلى 200 مليون جنيه وسافرت الوزيرة بصحبة وزيرة الاستثمار عشية انطلاق البطولة بطائرة خاصة والمبيت ليلة واحدة مقابل تكلفة تصل إلى مليون جنيه !.
وعاودت وزيرة السياحة السفر ثانية بعد المباراة الأولى لمتابعة الحملة دون عقد أية لقاءات مهنية هناك أو القيام بأى فعالية لتنشيط السياحة .
وبالطبع لدينا المستغل الأكبر للحدث وهى شركة بريزنتيشين التى لا يملكها محمد كامل كما يشاع والتى قامت بحلب البقرة حتى فاض معينها وقامت بتوزيع مئات الدعوات للسفر الى روسيا هى الاخرى .
لقد أنفقنا حوالى مليار جنيه فى مولد كأس العالم مابين مجاملات وسوء انفاق لقرارات خاطئة ولَم نجن أى شىء منها ولا حتى التمثيل المشرف مثل كأس العالم 1990.
ما حدث يحتاج إلى تحقيق لمحاسبة من أنفق أموال شعب فقير هباء ومجاملات، اتقوا الله فى مصر، لكى الله يا مصر.