وزير الصحة اللبنانى يطالب باتخاذ كافة الإجراءات لتوفير الأدوية
أكد وزير الصحة اللبنانى حمد حسن، أن الحصول على الدواء هو حق مقدس وأن الدولة يتعين عليها اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التى من شأنها توفير الأدوية للمجتمع، فى حين نفذ القائمون على الصيدليات في لبنان اعتصاما صباح اليوم أمام مقر نقابتهم احتجاجا على عدم توفير الأدوية للصيدليات.
ويشهد لبنان أزمة نقص حاد في الأدوية والتي لم تعد متوفرة في الصيدليات بصورة لافتة، وطالت الأزمة أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، على وقع أزمات مالية واقتصادية ونقدية حادة وغير مسبوقة يمر بها لبنان.
وبدأ اللبنانيون منذ أسابيع في تخزين كميات كبيرة من الأدوية في ظل تفاقم الأزمات الكبيرة التي تشهدها البلاد التي تعتمد على استيراد الدواء من الخارج بصورة شبه كاملة، لاسيما بعد ظهور أزمات الكهرباء والوقود وبعض الأغذية وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وارتفاع معدلات التضخم، خشية توقف الاستيراد ووسط أنباء متداولة حول إمكانية رفع الدعم بصورة جزئية الأمر الذي من شأنه ارتفاع أسعار الدواء الذي تدعمه الدولة عبر مصرف لبنان المركزي.
وانتقد وزير الصحة – في تصريح له عقب لقاء عقده اليوم مع رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشاره الأسمر – قيام بعض المستشفيات الخاصة والجامعية برفع أسعار الخدمات الصحية والعلاجية التي تقدمها، دون الرجوع إلى وزارة الصحة، مؤكدا أن هذا القرار جاء قاسيا واتُخذ من طرف واحد، مشيرا إلى أنه يعمل على التفاوض مع تلك الجهات وصولا إلى قرار مناسب.
وطالب وزير الصحة من المستشفيات الخاصة “النظر بعين الرحمة للطبقة غير الميسورة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها لبنان”.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد العمالي العام إن لجوء بعض المستشفيات إلى رفع أسعار تقديم الخدمات الطبية والصحية استنادا إلى سعر صرف 3900 ليرة للدولار، بدلا من السعر المحدد من قبل الدولة عند مستوى 1500 ليرة للدولار، لا يمكن تغطيته من قبل مؤسسات الضمان، ويجعل المواطن اللبناني غير قادر على سداد فاتورة الاستشفاء.
وأعرب عن دهشته إزاء اختفاء الأدوية من السوق اللبنانية، بما فيها الأدوية محلية الصنع، مشيرا إلى أن الوضع الحالي أصبح غير محتمل.
من جانبهم، امتثل عدد كبير من أصحاب الصيدليات لدعوات الإضراب الرمزي وإغلاق الصيدليات لبضعة ساعات ابتداء من صباح اليوم، احتجاجا على عدم توفير الأدوية، وعدم التوزيع العادل للكميات بين الصيدليات.
واحتشد عدد كبير من أصحاب الصيدليات أمام مقر نقابتهم في العاصمة بيروت، رافعين لافتات احتجاجية على عدم توفر الأدوية، مشيرين إلى أن مستوردي الأدوية قاموا في الآونة الأخيرة بتخفيض كبير لكميات الدواء التي يتم توزيعها على الصيدليات، فضلا عن “التوزيع غير العادل” للأدوية بين الصيدليات على نحو يتسبب في انقطاع كامل لدى عدد من الصيدليات وتوفر للدواء في صيدليات أخرى.