بحث وزير الخارجية سامح شكري، اليوم السبت، بالقاهرة مع المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، اخر تطورات الأزمة الليبية، حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد ابوزيد.
وقال ابوزيد في بيان اليوم إن لقاء شكري وسلامة “يأتي في إطار التنسيق المستمر مع المبعوث الأممي، وحرص مصر على متابعة آخر التطورات على الساحة الليبية بشقيها السياسي والأمني”.
وتابع أن شكري استمع خلال اللقاء إلى تقييم غسان سلامة للتطورات السياسية في ليبيا، والجهود الإقليمية والدولية التي تستهدف المساعدة في حل الأزمة.
كما عرض المبعوث الأممي نتائج اتصالاته ومشاوراته الأخيرة مع الأطراف المختلفة والجهود التي يبذلها من أجل تهدئة الأوضاع والمساعدة في بناء التوافق الوطني في ليبيا، بما في ذلك الإعداد للانتخابات.
وكانت بعثة الأمم المتحدة برئاسة سلامة قد قادت في سبتمبر 2017 جولة حوار جديدة بين الفرقاء الليبيين في تونس بموجب خطة أممية، لكن الاجتماعات توقفت بعد فترة قصيرة، واقتصر الأمر على زيارات متكررة للمبعوث الأممي إلى بنغازي وطرابلس وطبرق مقرات أطراف الصراع في ليبيا ضمن مساعيه لحل الأزمة.
وطرح سلامة أمام مجلس الأمن في سبتمبر من العام 2017، خطة تنص على بدء جولة مفاوضات نهائية بين الأطراف الليبية بهدف تعديل بعض بنود الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية، ووضع خارطة طريق لإنهاء المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الجاري.
ورغم عدم بروز أي تقدم في الحوار، تسعى بعثة الأمم المتحدة بجدية لتأمين الظروف والأجواء الملائمة لإجراء الانتخابات في ليبيا خلال العام الجاري.
بدوره، قال وزير الخارجية إن “مصر تبذل قصارى جهدها في التواصل والحوار مع كافة الأطراف الليبية، كما أنها مستمرة بكل جدية في استضافة اجتماعات دورية من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية بما يسهم في تحقيق الاستقرار، ويدعم جهود مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة غير الشرعية”، حسب البيان.
وأكد “دعم مصر للوساطة التي يقودها المبعوث الأممي بغية التوصل إلى حل سياسي شامل وتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات الوطنية الليبية”.
وأشار إلى “الموقف المصري الثابت بضرورة أن يكون الحل النهائي للأزمة من صنع الليبيين أنفسهم، ونتاج للتوافق بين أبناء الشعب الليبي بكافة أطيافه”.
وأعرب شكري عن “قلقه من تدهور الوضع الأمني في عدد من المدن الليبية مؤخرا وما يمكن أن ينتج عن ذلك من العودة إلى الدائرة المفرغة للعنف من جديد” في ليبيا.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من المجتمع الدولي من جهة، وحكومة وبرلمان في شرق ليبيا تدعمهما قوات يقودها المشير خليفة حفتر، من جهة أخرى، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في العام 2011.