قال وزير الخارجية سامح شكري، إن القوات المسلحــة لا تزال عند عهدها بالوقوف بجانب الشعــب المصــري، والانحياز إليه، كما أنها كفيــلة بحماية مقدرات مصر مهما كانت التحديات.
وقال شكري خلال كلمته باحتفالية القوات المسلحة بمناسبة عيد تحرير سيناء اليوم الاثنين: “كانت القوات المسلحـــة، وكعهدها على الـدوام، إلى جانب الشعب، تتفهم مطالبه وتنحاز إليهـا دون تردد،
وأضاف وزير الخارجية أن إرادة الأمة هي التي تحدد اتجاه مستقبل الوطن ومساره، والقوات المسلحة كفيلة بحماية هذه الإرادة ودعمها ونحن نثق جميعًا أنها لن تتوانى عن صون مقدرات الوطن وأمنــــه القومي، مهما كان التحــدي”.
وأضاف شكري: “ليس خافيًا أن الأمن القومي المصري، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة، تفرضها مجموعة من التحولات التي تمثل تهديدات مباشرة وآنية لمصالح مصر، تأتي على رأسها ظاهرة الإرهاب، وتفتت جـــوار مصــــر المبـــاشر، وتزايـــد التدخلات الخارجيـــة”.
وتابع وزير الخارجيــــة “على رغم مما تمثله مجمل هذه المخاطــر من تحديات في ظل بيئة أمنيــة يغلب عليهــا حالة من الفوضــى وعدم الاستقـــــرار، إلا أنه لا يمكـــن تجاهــــل حقيقــــــة”
وأشار شكري إلى أن هذه البيئة تمنح مصر ساحـــة للحركة تجعلها قادرة على تقديـــم نفسهــا كنموذج سياســـي يرتكــــز إلى مقومات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ويتجاوز الانقسامـــات الدينيـــة والمذهبيـــــة والعرقيــة التي تتســـم بها الصراعــات في الشــرق الأوســـط.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تطــرح الساحة الأفريقية فرصًا ضخمة يمكن اغتنامها من خلال سياسة خارجية نشطة وفعالة لا تكتفي بالارتكان إلى دور مصر التاريخي في دعــم حركــات التحــــــرر الأفريقية وإنما تنطلــق من ذلك للتحــرك وفقًا لمنظور جديــد قائــم على إسهام مصر المباشر في تنمية القارة الســوداء والحفاظ على أمنــها واستقرارها”.
وأكد شكري أن الدولة تتبنى سياســة خارجيــة نشطـــة ومتوازنـــة ويحكمهــــا عــدد من المحــددات تمثل في مجملها عقيدة السياسة الخارجية المصريــة، وعلى رأسها تأكيــد الترابط الوثيق بين السياسة الخارجية والمشروع الوطني للتحديث والتطوير وإعادة البناء لتحقيق التنمية الشاملة، وهو ما يتكامل مع الترابط بين السياسة الخارجية وهوية الدولة والمجتمـــع التي ترتكز إلى مبــادئ الدولة المدنية والمواطنــة وقيم التعدديــة السياسيــة والدولة القوميـــة، وإعلاء قيمــة المصالـــح الوطنيـــة فيرسم وتنفيذ السياســة الخارجيــة.
وشدد وزير الخارجية على أنه انطلاقًا من موقع مصر الجغرافي المميــز، وارتباط أمنها القومي بالكثير من الدوائـــر الخارجيـــة، تظـــل الدائـــرة العربيـــة أساس تفاعلاتنا الخارجية بحكم القرب الجغرافي واعتبـــارات الأمـن القومي، والهويــة والمصير المشترك.
ولفت شكري إلى أن الدائرة الأفريقية لا تقل أهميــة عن الدائرة العربية بحكم الانتـماء الجغرافـي ومياه النيل، وأيضًا بحكم التحديات المشتركة والاعتبارات الاقتصادية، وهو مـــا تضطلــع به مصــــــــر من خـــلال تبني دبلوماسية التنمية استنادًا لمبدأ تحقيـــق المكاســب للجميع دون الإضرار بمصالح أي من الأطراف.