وزير الخارجية البريطاني يطالب روسيا بإنهاء الأزمة السورية عبر الإطاحة بالأسد
قدّم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لروسيا ما اعتبرها “فرصة” لإنهاء الحرب في سوريا عبر المساعدة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه “ستبقى لديهم الفرصة ليكونوا على الجانب الصحيح من الجدال”، فيما حذر من أن الولايات المتحدة قد تشن ضربات عسكرية على سوريا مجددا.
وكتب جونسون، في مقال نشرته النسخة الأسبوعية لصحيفة “تلجراف” البريطانية، اليوم، الأحد: “نحتاج لأن نظهر للروس طبيعة النظام الذين يدعمونه بكلمات لا يمكنهم الفشل في فهمها”، مضيفا: “هذه، في الحقيقة، فرصة لروسيا، موسكو وصلت لنقطة عالية من النفوذ في سوريا، لا يزال لديهم عدد لا حصر له من الجماعات المتمردة لإخضاعها، وإنهم (الروس) يجدون أنفسهم وسط عصبة من الأشرار الفائقين مع حزب الله والأسد، هل هذا ما يريدونه؟”.
وأضاف: “الآن بالتأكيد هي لحظتهم لعمل تسوية معقولة – للالتحاق بتحالف من أكثر من 60 دولة في الحرب على داعش، للحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية في سوريا، مع احتمال لعلاقات أكثر إثمارا مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، وفي معرفة أن الغرب في النهاية سيساعد في إعادة بناء البلد”.
وتابع وزير الخارجية البريطاني: “في المقابل ينبغي لهم الالتزام بالتوصل لوقف حقيقي لإطلاق النار، وإنهاء استخدام الأسلحة الكيماوية وبراميل المتفجرات، وتحقيق تسوية سياسية تريح السوريين من استبداد الأسد”.
كما طالب الروس بالمساعدة في الإطاحة بالأسد، قائلا: “الروس أنقذوه، والروس بإمكانهم المساعدة في الإطاحة به، من خلال عملية تحوّل مراقبة بحرص تحفظ المؤسسات الأساسية للدولة، وتستهل مستقبل مستقر وتعددي للبلاد”، مؤكدا أن الروس “لا يزال لديهم الوقت لأن يكونوا على الجانب الصحيح من الجدال”.
من جانب آخر، أكد جونسون أن الولايات المتحدة قد تضرب سوريا مجددا على غرار ضربتها الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤثر على نهج الحكومة السورية في التعامل مع الأزمة، لكنه استبعد فكرة تدخل عسكري غربي على نطاق واسع في الأراضي السورية، مبررا ذلك بالأضرار التي خلفتها تجربة غزو العراق في عام 2003.
وتعهد المسئول البريطاني بأن تجمع بلاده والدول المتحالفة معه أدلة من أجل “محاكمات في جرائم حرب لهؤلاء المسئولين” عن الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، في الرابع من الشهر الجاري، والذي اتهم جونسون الجيش السوري بالوقوف خلفه، مدعما ذلك بما قال إنه “أدلة” على تورط نظام الأسد، لكنه ألمح إلى عدم التحقق من ذلك بشكل كامل حتى الآن.
وتوترت العلاقات بين المملكة المتحدة وموسكو بعد هجوم خان شيخون الذي خلف عشرات القتلى ومن بعده الهجوم الأمريكي على قاعدة جوية للجيش السوري، حيث ألغى جونسون زيارة كان من المفترض إجراؤها إلى موسكو مهددا بفرض عقوبات على روسيا وسوريا، لكنه فشل في إقناع قادة مجموعة الدول السبع الصناعية، إذ رفضت ألمانيا وإيطاليا ذلك المسعى لحين إجراء تحقيق في هجوم خان شيخون.