ثقافة وفنونعاجل

وزير الثقافة : التطرف جرثومة تحتاج إلى دراسات علمية دقيقة للقضاء عليها

شارك الكاتب الصحفي حلمي النمنم ، وزير الثقافة، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فعاليات ورشة عمل حول “آليات مواجهة التطرف في مصر” صباح اليوم الثلاثاء، بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي ينظمها مجلس بحوث العلوم الاجتماعية والانسانية والسكان التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

جاء ذلك بحضور اللواء احمد جمال وزير الداخلية الأسبق ،الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الدكتور احمد زايد.

وأكد وزير الثقافة، أن مواجهة التطرف ضرورة ، قائلاً “انا هنا اتحدث عن التطرف الديني الذي دائماً يتحول إلي إرهاب و إرهابيين ،فإنه لم يعد مجرد عمل داخلي أو اعتداء ، بل عمل يؤدي إلي إسقاط دول “.

ووأشار وزير الثقافة إلي دولة يوغوسلافيا باعتبارها نموذج، فقد كانت حتي وقت قريب دولة كبيرة ،ولكنها تفتت إلي عدة دويلات بسبب تفشي الصراع الداخلي بها والتطرف الديني، وهناك دولة الصومال وغيرهم،وبالتالي أصحب التطرف اداة لإسقاط الدول، فضلا عن وجود أجهزة معينة ضخمة خلف هذه التنظيمات والجماعات.

واستكمل: “التطرف ليس حالة فردية ولكنه مؤامرة تحولت إلي هدف من أهداف اسقاط الدول،ومصر لم تكن بعيدة عن هذا المخطط، إلي أن قامت ثورة 30يونيو وقضت علي هذا المشروع ، فترتب عليه دخولنا مرحلة حرب حقيقية نراها في سيناء”.

وأضاف أن التطرف اداءة لأجهزة أجنبية وغربية، ان الاستعمار في المنطقة لم ينجح في تفتيت المجتمعات ،ولكنهم وجدوا ان التفتيت يكون أسهل عندما يكون من الداخل.

ولفت وزير الثقافة، إلى نموذجين من تاريخ مصر الحديث هما اللورد كرومر ونابليون بونابرت الذى جاء عام 1798 محاولاً أن يعبث بالمسألة المصرية بين المسلمين والمسحيين، فكانت ثورتي القاهرة الأولى والثانية لتؤكد أن مشروع بونابرت في اللعب بالمسألة الطائفية عبث فشل فشلاً ذريعاً، وأثناء الاحتلال الانجليزي قال اللورد وقال اللورد كرومر: في مصر يوجد المسلم والمسيحى ولا يوجد فرق.. الفرق الوحيد هو أن المسيحي يذهب للكنيسة يوم الأحد والمسلم يذهب للمسجد يوم الجمعة.لكن ما فشل فيه كرومر جاءت جماعة حسن البنا عام 1947 لتفجير الكنائس في أماكن متفرقة وتدمير منازل المسحيين، وأصبحت المسـألة لعبه حتى اليوم لهدم الدول.

وأكد وزير الثقافة: أن مصر تمتلك فرصة لمواجهة التطرف ، منوها إلى فترة مابين ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، قائلاً” مواجهة التطرف ضرورة حياة وضرورة وطنية”.

وأعرب وزير الثقافة عن سعادته اليوم بتدخل العلماء للوقوف على آليات مواجهة التطرف،ونفي ما تردد حول أسباب التطرف من عنصري الفقر وغياب الديمقراطية وما ورد بالدراسات الانطباعية، مؤكدا أن الفقر ليس سببا في التطرف مرشدا إلى نموذج الأديب طه حسين فقا كان فقيراً ، ونحن جميعاً فقراء ، فهناك دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بالديمقراطية ولكن يوجد داخلها تطرف، وقد اثبتت الدراسات عدم صحتها في الواقع العملي، ونحن نعمل على مجابهة الفقر والتمتع بالحرية والديمقراطية فهى حق مكفول للانسان، ونتمسك به.

واختتم كلمته: “التطرف جرثومة تدخل النفس، فتصيب الإنسانية والعقل البشري ونحتاج للتعامل معها بدراسة علمية دقيقة.

جاءت فعاليات ورشة آليات مواجهة التطرف تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بضرورة التصدى لكافة أوجه التطرف فى مصر. حيث تناولت فعاليات الورشة الإطار العام لإستراتيجية مصر 2030 لمواجهة التطرف من خلال بناء مجتمع قائم على العدالة والاندماج الاجتماعي والمشاركة بشكل متزن ومتنوع؛ بهدف تحقيق التنمية المستدامة.

كما تتضمنت فعاليات الورشة عددًا من المحاور، منها: تمكين الأسرة من المحافظة على تماسكها وتلبية الاحتياجات المتكاملة لأفرادها، واستعادة الثقة في النظام التعليمي في مصر، وتدعيم الدور التنويري والثقافي والتربوي للمدارس والجامعات، وتفعيل دور المجتمع المحلى في مواجهة ظاهرة التطرف، وتطوير المؤسسة الدينية بحيث تندمج في قضايا التنمية والتقدم، وتمكين المجتمع المدني من تحقيق دور تنموي وتوعوي فعال في المجتمع المصري، وتوظيف التقنيات الحديثة والحلول الذكية في مواجهة ومكافحة التطرف والإرهاب لتحقيق أقصى درجة ممكنة من الأمان المجتمعي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى