دعا وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، المواطنين إلى العمل معا : من الفردية إلى الجماعية ، ومن الأنا إلى المؤسسية، ومن الأثرة إلى الإيثار ، ومن التناحر إلى التكاتف والتكامل ، ومن الأحقاد إلى سلامة الصدور، ومن التحاسد إلى التناصح، ومن التربص إلى الأخذ باليد.
وقال وزير الأوقاف ، في برنامج “حديث الجمعة ” اليوم ، هيا لنعمل معا ، لصالح ديننا ووطننا ومجتمعنا وصالح الإنسانية، هيا لنعمل لدنيانا وآخرتنا معا ، نعمر الدنيا بالدين ولا نخربها باسم الدين ، نأخذ من عاجلتنا لآجلتنا ، ومن دنيانا لآخرتنا ، ومن الحياة لما بعد الممات ، مستشهدا بما جاء على لسان الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ): لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * إلا التي كان قبل الموت يبنيها فمن بناها بخير طاب مسكنها * ومن بناها بشر خاب بانيها .
وأضاف وزير الأوقاف قائلا : هيا لنعتصم معا بحبل الله تعالى القائل في كتابه العزيز:”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم أمةl يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذابl عظيمl” (ال عمران :103 -105) ، ويقول سبحانه :”وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ” ( الأنفال :46) .
وتابع وزير الأوقاف:هيا لننطلق من قول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ):”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا(رواه البخاري) وقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ; إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (متفق عليه) ، وقوله (صلى الله عليه وسلم ) :” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” (متفق عليه) .
يقول الشاعر : تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا * وإذا افترقن تكسرت آحادا ، فما أعظم الوحدة ، وما أسوأ الفرقة والشقاق والتنازع ، مضيفا : وعندما أراد أحد الحكماء أن يعطي أبناءه درسا عمليا في مفهوم الوحدة جمعهم و معه حزمة من الحطب ، وطلب منهم واحدا واحدا كسرها فلم يستطع أحد منهم كسرها ، ففرقها ووزعها عليهم ليكسر كل واحد منهم جزءا منها ، فكسر كل واحد منهم الجزء الذي طلب منه كسره ، فقال : يا أبنائي أنتم مثل حزمة الحطب تنكسرون متفرقين ، ولا يقوى أحد على كسركم مجتمعين.
وأكد وزير الأوقاف أن الوطن في حاجة إلى العمل لا التفلسف والجدل ، وأن الدين دين العمل ، دين الإجادة ، دين الإتقان في كل شيء ، وقد لفت القرآن الكريم النظر إلى الإتقان في مواضع عديدة ، منها قوله تعالى : ” صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبيرl بما تفعلون “(النمل:88) ، وقوله تعالى: ” الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور” (الملك:3)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :” إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) ” (رواه البيهقي ) ، مضيفا ..ما أحوجنا أن نعمل ، وأن نبدع ، وأن نتقن ، وأن يكون عملنا معا يدا بيد ، لخير أنفسنا ووطننا ونفع الناس أجمعين ، فخير الناس أنفعهم للناس كما علمنا نبينا الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .