سلم الدكتور خالد العناني وزير الآثار اليوم سفيري العراق والصين بالقاهرة 44 عملة أثرية ترجع للفترة الملكية بالعراق من عهد الملك فيصل الأول وفيصل الثاني وغازي الأول ، و13 صكا وسندا ورقيا صينيا يرجع تاريخها إلى ما قبل ١٠٠ عام ، وذلك بعد أن نجحت وحدة المضبوطات الأثرية من ضبطها أثناء محاولة تهريبها خارج البلاد.
شهد مراسم التسليم التي أقيمت بالمتحف المصري بميدان التحرير السفير العراقي بالقاهرة والسفير الصيني بالقاهرة ورئيس الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار ورئيس جامعة حلوان ولفيف من مسئولي البلدين ، الى جانب قيادات وزارة الآثار.
وأشاد السفير العراقي بالمبادرة المصرية بإعادة مجموعة ثمينة من المسكوكات العراقية عقب نجاح وحدة المضبوطات الأثرية المصرية في ضبطها أثناء تهريبها خارج البلاد ، وقال إن هذه اللحظة الفارقة ما كانت تبصر النور لولا مساعي وزارة الآثار المصرية ، خاصة ونحن نقترب من إنعقاد اللجنة العراقية المصرية المشتركة في بغداد والتي نأمل أن تكون منطلقا حقيقيا لشراكة استراتيجية واعدة على كافة الأصعدة وفي مقدمتها المجالات الأثرية والثقافية.
وأضاف ” إن حضارة مصر والعراق من أوائل الحضارات الانسانية ، ولطالما حرص أجدادنا السومريون والفراعنة على ديمومة هذه المقاربة الحضارية منذ فجر التاريخ”.
وأكد أن تنظيم داعش الارهابي دمر بشكل ممنهج الجوامع والكنائس والأديرة التاريخية ، فضلا عن قبور الأنبياء ، إذ أمنعوا في سحقها كمرقد النبي يونس وموقع نمرود الأشوري ومكتبة أشور بانيبال التي تعد أقدم مكتبة في العالم ، ومتحف الموصل والجامع النوري ذا المئذنة الشهيرة بالحدباء ، وغيرها من المواقع الأثرية المهمة.
وقال إن المصريين بحكم رصيدهم الأثري هم أكثر إدراكا لحجم الكارثة الأثرية العراقية ، وقد أعربوا عن استعدادهم للتعاون مع العراق في اعادة تأهيل المواقع المتضررة وتدريب الكوادر العراقية ، مؤكدا أن جرائم داعش في حرق التاريخ العراقي تتطلب وقفة دولية تضامنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واعادة المسروقات الى متاحف العراق لأن تلك الموروثات تعد إرثا إنسانيا يتخطى كونه موروثا عراقيا فقط.
من جانبه ، أشاد السفير الصيني بالقاهرة بجهود وزارة الآثار المصرية التي نجحت في ايقاف تهريب 13 صكا وسندا أثريا يرجع تاريخها إلى ما قبل ١٠٠ عام ، وتكتسب أهمية كبيرة لدراسة الحياة الإقتصادية في أسرة تشينغ الملكية ، مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين في كافة المجالات.
وأوضح أحمد الرواي رئيس الادارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالمواني المصرية أن عملية التسليم اليوم تأتي طبقاً لإتفاقية اليونيسكو التي إنضمت لها مصر عام ١٩٧٢ ، وكذلك طبقاً لإتفاقيات التعاون الثنائي والتي تلزم جمهورية مصر العربية بضبط الممتلكات التراثية والثقافية الأجنبية في حال عملية تهريبها عبر منافذ الجمهورية وعرضها علي سفارة الدولة المختصة للإفادة عما إذا كانت مدرجة علي قوائم الممتلكات التراثية لتلك البلاد بما يضمن حماية الممتلكات الثقافية.
وأضاف أن الوحدات الأثرية التابعة للإدارة بمطار القاهرة الدولي كانت قد تمكنت من ضبط 44 عملة ورقية ومعدنية عراقية في منتصف يونيو الماضي ، ترجع للفترة الملكية بالعراق ، وكانت بحوزة راكب عراقي مسافر على الخطوط العراقية إلى بغداد بمطار القاهرة.
من جانبها ، أشارت إيمان عبد الرؤوف مدير عام التقييم والمتابعة بالإدارة الى أن هيئة البريد المصري برمسيس قامت بمعاينة 13 صكا وسندا ورقيا صينيا ، وبعد عرضها علي سفارة الصين بالقاهرة تبين أن تلك الصكوك والمستندات تُسجل ضِمن الآثار الصِينية حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل ١٠٠ عام ، وتكتسب أهمية كبيرة لدراسة الحياة الإقتصادية في أسرة تشينغ الملكية.
