وزيرة الثقافة تكشف تفاصيل إعادة مخطوط أثري نادر من بريطانيا غدا
تعقد الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، مؤتمرا صحفيا غدا الاثنين للكشف عن تفاصيل رحلة إعادة مخطوط نادر عمره نحو 600 عام، إلى دار الوثائق القومية بالفسطاط بعد سرقته في سبعينات القرن الماضي؛ وذلك بحضور الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية.
ويحمل هذا المخطوط – الذي يعد من نوادر تراث مصر- عنوان “المختصر في علم التاريخ” للمؤلف محي الدين الكافيجى.
وكان معروضا للبيع في مزاد علني بصالة “بونهامز” بالعاصمة البريطانية، قبل أن تنجح سفارة مصر بلندن في استرداده، وقامت دار الكتب والوثائق القومية بمخاطبة الجهات المعنية.. وبالفعل تم إيقاف البيع لحين استكمال إجراءات إثبات الملكية لمصر.
ويأتي استرداد المخطوط في إطار الجهود التي تبذل لإعادة الموروثات والمقتنيات الثقافية المصرية التي سرقت وهربت من مصر..
كما أن دار الكتب لم تتوان عن اتخاذ الإجراءات اللازمة فور سرقة المخطوط، من أجل ضمان حق مصر ، وسهلت من مهمة استعادته التي استغرقت حوالي خمسة أشهر.
ومؤلف هذا المخطوط الكافيجي “788 – 879 هـ” هو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفى محيى الدين، أبو عبد الله الكافيجى، من كبار العلماء ، وهو رومي الأصل واشتهر بمصر وعرف بالكافيجى لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو، وتولى العديد من الوظائف منها: مشيخة الخانقاه الشيخونية، وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، له تصانيف أكثرها رسائل؛ منها: “مختصر فى علم التاريخ، أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة، منازل الأرواح، معراج الطبقات، قرار الوجد في شرح الحمد، نزهة المعرب، التيسير فى قواعد التفسير، حل الإشكال فى الهندسة، الإحكام في معرفة الإيمان والأحكام، الإلماع بإفادة لو للامتناع، جواب في تفسير: والنجم إذا هوى، مختصر فى علم الإرشاد”.
والمخطوط هو أي وثيقة مكتوبة بخط اليد ، والمخطوطة في العالم الإسلامي والعربي تشمل كل الكتب التي كانت مخطوطة حتى إدخال اختراع آلة الطباعة في حوالي 1450 ، وكان النسخ من الكتب بالكتابة اليدوية مستمرا منذ أقل من قرن، حيث ما زالت الطباعة مكلفة.
وتضم مصر نفائس ونوادر المؤلفات من المخطوطات وأقدم المطبوعات ، لاسيما أن دير سانت كاترين يحتوي على مكتبة للمخطوطات يقال نها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان.كما أن دار الكتب والوثائق القومية تضم حوالي 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات، وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من المواضيع، حيث تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة.
كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاث آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها، كما تمتلك الدار مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة77هـ (696م) ، وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وبعضها في الخط الكوفي القديم غير المنقط وبعضها لخطاطين مشهورين ، وهناك مجموعات من مخطوطات البردي من مختلف أنحاء مصر بعضها يعود للقرن السابع أو قبله ، وهي منجم معلومات عن الحياة الاجتماعية والحضارية في مصر في بداية الإسلام ، وفيها مجموعات عثمانية وفارسية قديمة أيضا ، وفي الدار قطع نقدية يعود أقدمها إلى 693 م.
ويوجد بالدار عدد من المخطوطات النادرة مثل “مخطوط علم الصيدلة من تذكرة أولو الألباب فى الجامع، مخطوط من كتاب “موجز القانون في الطب”، مخطوط علم الصيدلة “منهج البيان فيما يستعمله الإنسان”، مخطوط من كتاب “رسالة فى علاج الأمراض بالأغذية والأدوية”.