وزراء الاتحاد الأوروبي “متشائمون” إزاء حل أزمة حول إصلاح قواعد اللجوء
أبدى وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء تشاؤما إزاء حل أزمة تتعلق بإصلاحات مقترحة حول قواعد اللجوء ، ما يقلل احتمال تسوية القضية خلال قمة لقادة الاتحاد الأوروبي مقررة في وقت لاحق هذا الشهر.
وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت فى عام 2016 تعديلا كبيرا لقواعد اللجوء في الاتحاد الأوروبي ، للمساعدة على إعادة توزيع عبء استضافة اللاجئين بشكل أكثر عدلا بأنحاء الاتحاد الأوروبي ، وذلك بعد وصول أكثر من مليون شخص إلى أوروبا عام 2015 .
ولكن الإصلاحات أحيطت بجدل حول إعادة التوطين الإلزامية لطالبي اللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي ، والتي يفترض أن تخفف الضغط على بلاد مثل اليونان وإيطاليا ، والتي تكون المحطة الأولى التي يصل إليها المهاجرون.
وعارضت عدة دول أعضاء في وسط وشرقي الاتحاد الأوروبي ،ومن بينها بولندا والمجر والنمسا، هذه الخطوة بشدة.
وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن قبيل المحادثات في جراند دوشي بهذا الشأن :”سوف نخرج فقط من هذه الورطة إذا تفهمنا جميعا أننا نحتاج لتسوية … وحول ما إذا كان هذا سوف يبدأ في الظهور اليوم ، فإنني لدي شكوك”.
وأضافت وزيرة الهجرة السويدية هيلين فريتزون أن النجاح الانتخابي الذي حققته مؤخرا الأحزاب اليمينية المتطرفة في بلاد مثل إيطاليا وسلوفينيا يؤدي إلى “مناخ سياسي أكثر تشددا” في أوروبا. وقبلت السويد تحمل حصة كبيرة تاريخية من اللاجئين.
وقال وزير الداخلية النمساوي هربرت كيكل :”لا أعتقد أننا لدينا فرصة واقعية للتوصل لتسوية” ،مشيرا إلى أنه كان من بين “المتشككين” بشأن قضية إعادة التوطين.
وغاب عن محادثات اليوم الثلاثاء شخصيتان رئيسيتان :وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر ، ونظيره الإيطالي ماتيو سالفيني ،الذي يقود حزب الرابطة المناهض للهجرة في الحكومة الإيطالية الجديدة.
ومن ناحيته قال ستيفن ماير ،وزير الدولة الألماني للشؤون البرلماني، الذي حضر المحادثات في لوكسمبورج إن التسوية المطروحة على الطاولة حاليا لا تزال بها “أوجه قصور خطيرة”. وأضاف أنه بالنسبة لألمانيا ، الأولوية هي “الدقة وليست السرعة”.
وأشار إلى فكرة أن هؤلاء ذوي الحاجة الخاصة للحماية لابد أن يتم استثناؤهم من الإعادة إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي التي وصلوا إليها أولا ، مع الدعوة إلى مجموعة مشتركة من المعايير الخاصة باللجوء على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وقال مفوض شؤون الهجرة في الاتحاد الأوروبي ،ديمتريس أفراموبولوس، إنه لا يزال هناك “الكثير من الوقت” للوصول إلى اتفاق ، مشيرا إلى أنه لن يؤثر كثيرا إذا تأخرت مهلة حل الأزمة إلى ما بعد يونيو .
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد توقعت فرصة قليلة في التوصل إلى اتفاق ، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة “فرانكفورتر ألجمينه تسيتونج” في عددها الصادر يوم الأحد.
وقالت ميركل :”نعمل بسرعة كبيرة للتوصل لاتفاق حول سياسة اللجوء ، ولكنني لست متأكدة ما إذا كنا سوف ننجح في ذلك خلال اجتماع المجلس الأوروبي في نهاية الشهر” ، مشيرة إلى قمة الاتحاد الأوروبي المقررة في نهاية الشهر الجاري.