وداعا عبد الكريم غلاب رائد تجربة أدب السجون في المغرب
وجاء في بيان النعي: يمكن وضع عبد الكريم غلاب ضمن نخبة الكتاب العرب أمثال محمد حسين هيكل وأحمد أمين وأحمد حسن الزيات، وغيرهم من المجددين الذين نهضوا بالثقافة العربية وأغنوها باجتهاداتهم وبحوثهم في متونها بالاستيحاء من تراثها الخصب.
وكان الراحل أحد أنشط أعضاء أكاديمية المملكة المغربية، وقد تخرج من قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول –جامعة القاهرة حاليا- عام 1944، وزامل، بحكم موهبته الأدبية المبكرة والناضجة، عددا من الأدباء والمثقفين المصريين، في تلك الفترة الصاخبة بالحراك الفكري والأدبي.
وعلى صعيد النشاط السياسي والطلابي، ساهم الراحل في تأسيس بيت المغرب العربي بالقاهرة، عاملا مع رفاقه الطلاب العرب على نشر واستنهاض الوعي القومي العربي والتعبئة من أجل حرية الدول العربية واستقلالها.
وأثناء إقامته في مصر، اندمج في النسيج الثقافي وانضم وهو طالب جامعي، إلى جماعة “الأمناء” التي أسسها ورأسها الشيخ أمين الخولي، وساهم في مجلتها الأدبية ، كما كتب في مجلة “الرسالة”.
والفقيد من القادة البارزين في حزب الاستقلال المغربي، اشتغل فترة ليست طويلة بوزارة الخارجية في مرحلة تأسيسها بعد الاستقلال، تفرغ بعدها للنضال الحزبي والكتابة إلى أن عين وزيرا في الحكومة المغربية من 1981 حتى 1985، إلى جانب انتخابه عضوا بمجلس النواب خلال ولايتين تشريعيتين 1977- 1984 و1993- 1997، بموازاة عمله مديرا لجريدة “العلم” أصبح منذ 1960 وحتى 2004 باستثناء فترة توليه الوزارة، للتعارض بين الوظيفتين.
وأثرى غلاب المكتبة العربية بأكثر من سبعين مؤلفا، عدا كتابات غزيرة نشرها في جريدة “العلم” باعتباره مديرا وكاتبا مواظبا على الافتتاحيات والمذكرات والتحليلات السياسية، في مواضيع مجتمعية وقضايا الأدب والفكر والسياسة والتاريخ والرواية والقصة والدراسات والفكرية.
ونشر غلاب كتبا ضمن أدب الرحلات، دون فيها زياراته ومشاهداته في عد من البلدان والبيئات ، زارها بحكم مهنة الصحافي المدعومة بحس أدبي رفيع.
وترجمت بعض مؤلفات الكاتب الفقيد إلى لغات عدة، ونال الكثير من الجوائز التي توجت مسيرته الإبداعية والثقافية والسياسية الحافلة، مثلما حظي بالتكريم والإشادة من طرف عدد من المحافل الفكرية والثقافية داخل وخارج بلاده.