وحوش في البحر نسور في الجو أسياد في البر.. الجيش المصري قادر
افتتاحية بروباجندا
يوم بعد يوم، تخطو مصر بثقة لا تهتز وعزم لا يلين نحو اعتلاء مكانة الريادة التي تليق بها بين سائر الأمم .. متذرعة في هذه المسيرة القومية بوحدة أبنائها الصامدين المخلصين خلف راية الوطن المفدى والرئيس المخلص الذي قطع على نفسه عهداً لا يخلفه بأن تعلو راية مصر خفاقة في سماء العزة والكرامة .
وفي سبيل ذلك .. كان حرص القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعم وتحديث ترسانة القوات المسلحة الباسلة خيار استراتيجي لا بديل عنه .. فكان التفوق والريادة حليفين دائمين لجيشنا العظيم، وهذا يذكرنا بالأسئلة التي كانت غالباً ما تنهال على أسماعنا من عينة: ما هي فائدة طائرات الرافال الفرنسية ومن بعدها مقاتلات السوخوي الروسية .. وما هو احتياجنا لحاملة المروحيات طراز ميسترال .. ولماذا نقتني أحدث الغواصات الألمانية ؟ .
فالشاهد إذاً أن مرور الأيام أثبت بما لا يدع مجالاً للشك سلامة الرؤية الثاقبة للرئيس السيسي الذي كان على يقين بأنه لا بد للحق من قوة تحميه، وأن السلام العادل والشامل لا يمكن تحقيقه بدون إعداد العدة والوقوف على أهبة الاستعداد لتأمين وطننا الغالي والأوطان الشقيقة وأن يتحلى جيشنا العظيم بكل ما يلزمه ليكون عند حسن ظن الوعد الحق ” مسافة السكة” الذي قطعه الرئيس أيضاً على نفسه وعلى بلده صوناً ودفاعاً عن كل بلد عربي شقيق .
واتساقاً مع كل ما مضى .. فقد شهدت الأيام الماضية تنفيذ القوات المسلحة المرحلة النهائية من المناورة ( قادر 2020)، وذلك فى إطار خطة التدريب القتالى الذي شاركت فيه جميع تشكيلات ووحدات القوات المسلحة من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الدفاع الجوى بالإضافة إلى عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات فى تنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية تتضمن عمليات الفتح الإستراتيجي للقوات على جميع الاتجاهات الإستراتيجية للدولة وعلى ساحلي البحرين الأحمر والمتوسط .
وخلال العمليات تم تنفيذ عدد من الرمايات بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة من القوات البحرية والقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي والقوات البرية، بما يثبت قدرة القوات المسلحة على تأمين المصالح القومية للدولة والتعامل مع كافة العدائيات على جميع الاتجاهات الإستراتيجية فى توقيت متزامن .
وتعد المناورة ” قادر 2020“، تأكيدا على قوة وجاهزية القوات المسلحة لحماية مقدرات وثروات الوطن، حيث شهدت القدرات القتالية للقوات المسلحة تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الماضية، علماً بأن هذه التدريبات الحية ليست موجهة ضد أحد بعينه، وإنما هي تأتي ضمن خطة تدريب القوات المسلحة السنوية، والتي تكون على أعلى مستوى يضم كل أفرع القوات المسلحة وتحقق هدف استراتيجي هو التدريب على كل ما هو ضروري للحرب .
ويأتي ذلك انطلاقاً من الدور الحيوي الذي تلعبه القوات المسلحة المصرية في حماية الأمن القومي المصري، وتأمين الأهداف والمصالح الحيوية داخل حدودنا وخارجها، ولكي تنفذ القوات المسلحة هذه المهمة يجب أن تتصدى لأي هجوم أو عدوان وتدمره وتقضي عليه كما أن تدريبات القوات المسلحة هذه ترسل رسالة ردع لكل من تسول له نفسه أن يهدد أي مصلحة حيوية لمصر .. كما أن مناورة ” قادر 2020″ تحمل رسائل اطمئنان للمواطنين في الداخل لتؤكد أن القوات المسلحة تمثل ذراع الشعب المصرى على أهبة الاستعداد للدفاع عن أرضه، وأنها كما هي الحال ذراع تنمية وبناء في الداخل فهي حصن أمن وأمان في الخارج .
قاعدة برنيس العسكرية
ولم تتوقف انجازات القوات المسلحة المصرية الباسلة عند هذا الحد، بل أنها وبفضل الله ثم همة ويقظة قائدها الأعلى .. قامت باعطاء إشارة البدء لتشغيل قاعدة برنيس العسكرية لتنضم إلى منظومة القواعد العسكرية العاملة في .. وذلك تزامناً مع ختام التدريبات العسكرية قادر 2020 وخلال أقل من 72 ساعة فقط في انجاز يشبه الاعجاز .
وقد رفع الرئيس عبد الفتاح السيسي علم مصر وعلم القوات المسلحة على القاعدة العسكرية وذلك بحضور ضيف مصر الكريم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الذي كتب في تغريدة عبر صفحته الشخصية بموقع ” تويتر”: ” وصلت بحمدالله إلى محافظة البحر الأحمر، في مصر لحضور افتتاح قاعدة برنيس العسكرية بدعوة كريمة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي … نشارك الشعب المصري الشقيق إنجازاته الوطنية والتنموية والحضارية” .
وقد بدأت مراسم دخول القاعدة العسكرية الخدمة بفيلم تسجيلي احتوى على كلمات خالدة تعبر عن فكر وعقيدة رجال الجيش المصري البواسل تقول: ” وحدهم الأقوياء هم من يمتلكون الكلمة، والأقوياء أقوياء بالكفاءة القتالية والطفرة العسكرية، فإذا أردت أن تمنع الحرب فكن مستعدا لها وهذا هو سبيل الجيش المصري العازم على التحدي والقادر على تحقيق الأهداف” .
وتطل قاعدة برنيس العسكرية على البحر الأحمر وتقع جنوب شرق محافظة أسوان وتم تأسيسها على مساحة 150 فدان، خصيصيا لتأمين وحماية السواحل المصرية الجنوبية وتأمين ثروات مصر الطبيعية، وحماية المقدرات الاقتصادية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر وتأمين حركة الملاحة العالمية، وردع أية عدوان يهدد أمن مصر وشعبها .
وتضم القاعدة في شقها الجوي عدداً من الممرات بطول 3000 متر وعرض يتراوح بين 30 إلى 45 متر، وتضم هنجرا عاما لصيانة الطائرات ومنطقة فنية بها 47 مبنى ومنطقة إدارية بإجمالي 51 مبنى، وتتكامل بها الوحدات الميكانيكية والمدرعات وعناصر الإشارة تحت ستر عناصر الدفاع الجوي التي تنفذ مهماها بالتعاون مع القوات الجوية والقوات البحرية لتحقيق التكامل العسكري .
كلمة أخيرة
إن مجد الأمم تصنعه سواعد أبنائها المخلصين .. فهناك لا مكان للأيادي المرتعشة