افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرعاجل

“واعتصموا بحبل الله”.. الاصطفاف واجب وطني في السلم قبل الحرب

افتتاحية بروباجندا

انما تعرف المعادن عند الشدائد .. فهناك فقط يعرف الذهب مما دونه، ومن روعة تدابير الأقدار أن الشعب المصري من أخلص شعوب الأرض وأكثرهم تمسكاً بتراب وطنه وأشجعهم تضحية بدمائه وروحه فداء الوطن .

لذا .. لم يكن من المستغرب ظهور هذا الطوفان الجارف من المشاعر الوطنية المتأججة التي ملأت جميع مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية تأييداً للقيادة السياسية التي يتولاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ودعماً للقوات المسلحة المصرية الباسلة .. وذلك لمجرد استشعار طبيعة الظروف المحيطة بالمنطقة العربية وتقديراً لشجاعة الجيش المصري في مواجهة التحديات الخطيرة التي تلوح في الأفق على إثر تعقد المشهد السياسي والأمني في عدد من البلدان المجاورة والتي لا يمكن بأية حال أن تدير مصر ظهرها لها انطلاقاً من دورها الإقليمي الحيوي في منطقة الشرق الأوسط .

وتضمنت حالة التوحد السياسي والوطني هذه إجماع كافة المشاركين على ضرورة الاصطفاف الوطني الذي تفرضه طبيعة المرحلة الراهنة كخير برهان على حب الوطن، والانتماء إليه، والحفاظ عليه والدفاع عنه والتضحية من اجله بكل غال ونفيس وإعلاء لقيمة وحدة الصف لتحقيق العزة والكرامة وحماية المقدسات، وإدراكاً لحقيقة في غاية الأهمية أنه ليس أشد خطورة على الأمن واستقرار البلاد من تشتت القوة واختلاف المواقف وتنافر القلوب وتنازع الآراء، وذلك ما عبر عنه القرآن الكريم بقول الحق: ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ )، وكانت هناك إعلانات جماعية عن الرغبة في الانضمام لصفوف القوات المسلحة ليكونوا تحت إمرة الجيش في أي قرار، كما انهالت عمليات تفويض القيادة السياسية في أي قرار تراه مناسباً للحفاظ على أمننا القومي وردع أي عدوان خارجي .

فالاصطفاف الوطنى هو السبيل الوحيد للحفاظ على هيبَة الأمة وهو كذلك الدرع الواقي الذي حمى مصر وشعبها من كافة المؤمرات التي كانت تحاك ضدهم ، سواء من عناصر الإرهاب في الداخل أو الجهات الخارجية الداعمة لهم في الخارج، فذلك الاصطفاف هو الذي أعاد لمصر هويتها في ثورة 30 يونيو 2013 والذي بدأ في أعقابه انطلاق مسيرة البناء والتنمية والتقدم .

ولأهمية الاصطفاف والوحدة فقد أكد القرآن الكريم في الدلالة على وجوبه بالأمر صراحة به كما في قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) ومما لاشك فيه أن امتنا العربية والإسلامية تواجه هذه الأيام تحديات خطيرة تحاول النيل من عزتها وكرامتها وسلامة أراضيها مما يحتم علينا اصطفافاً وطنياً على قلب رجل واحد خلف قيادتنا الوطنية المخلصة وجيشنا الباسل في مواجهة التهديدات الخارجية ومن هنا فإننا جميعا أبناء الوطن الواحد في حاجة إلى الدرجات القصوى من التماسك والاصطفاف سندا لوطننا وعونا ومعاول بناء لرقيه وتقدمه وازدهاره، وسيفا مسلطاً على رقاب أعداءه، حفاظا عليه ودفاعا عنه، وتضحية من اجله .

ومن الضرورة بمكان في هذا المقام الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية تتعلق بضرورة تعظيم الاستفادة من هذه الحالة الشعورية الوطنية المتدفقة لتوحيد الكلمة والإرادة والصف على أهداف مشتركة في السلم قبل الحرب، فمسيرة بناء الأوطان وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تضعها كافة أجهزة الدولة في صدارة أولويات العمل، جنباً إلى جنب مع مواجهة التحديات الخطيرة وفي مقدمتها الإرهاب ومحاولة بث الشائعات لإثارة الفتن والدسائس .. كل هذه مهام وطنية أصيلة لا تقل عظمة أو قدسية عن دعم الجيوش في الحروب لأنها ليست أقل خطورة بل ربما أكثر، فالعدو الخارجي النظامي لا يستطيع هزيمتنا، لذا يلجأ أعداؤنا لهذه الحيل الدنيئة لعرقلة مسيرة سفينة الوطن التي يقودها ربان مخلص وشجاع .

كلمة أخيرة

دمتم أبناء مصر المخلصين .. ودام عطائكم لوطنكم خلف قيادتكم الوطنية وجيشكم الباسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى