«واشنطن بوست» : نزوح نحو 400 ألف لاجئ من مسلمي الروهينجا إلى بنجلاديش
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم ، أن “عملية التطهير” التي يقوم بها جيش ميانمار في قرية “مونج نو” وعشرات القرى الأخرى التي تأوي مسلمي الروهينجا أدت إلى نزوح ما يقدر بـ 400 ألف لاجئ إلى بنجلاديش، وهي حملة وصفها مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بـ”التطهير العرقي”.
وقالت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد إن أعداد اللاجئين قد تشهد زيادة حادة في الأيام المقبلة فيما تسبب الوافدون الجدد المنهكون- من طول مسافة الرحلة- في امتلاء مخيم بنغالي والذي يشهد بالفعل ازدحاما كبيرا، مما دفعهم إلى تأسيس أماكن إيواء مؤقتة بينما اتخذ البعض الآخر من الطرقات مجلسا لهم ليتشاجروا مع المتطوعين الذين يستقلون شاحنات الإغاثة الكبيرة لإلقاء أكياس الأرز وزجاجات المياه على اللاجئين.
وأوضحت الصحيفة، أن جماعات حقوق الإنسان الدولية رجحت أن الأمر سوف يأخذ أشهر أو ربما سنوات حتى يتسنى لهم توثيق وتسجيل ملابسات الدمار الذي دفع مسلمو الروهينجا على الفرار من وطنهم فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية أعمال حرق على نطاق واسع.
وقال شهود عيان، إن الجنود يقتلون المدنيون بشكل عشوائي، وأعلنت حكومة ميانمار من جانبها أن 176 قرية من قرى الروهينجا أصبحت خاوية على عروشها فيما لم تصدر حتى الآن حصيلة نهائية لعدد القتلى بسبب استمرار حصار إقليم راخين برمته على يد الجيش.
وأبرزت الصحيفة، أن ما يقرب من عشرة قرويين تمكنوا من الفرار من “مونج نو” أرادوا سرد الساعات الأخيرة التي قضوها في منازلهم وما حدث خلال الرحلة الطويلة التي أعقبت ذلك حيث أجرت الصحيفة لقاءات معهم في مخيم كوتوبالونج للاجئين بالقرب من الحدود البنغالية حيث وصلوا الأسبوع الماضي.
وقالت جماعة “فورتيفاي رايتس” التي تركز على قضايا ميانمار ومقرها بانكوك، إن عدد القتلى في مونج نو وثلاث قرى محيطة وصل إلى 150 قتيلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة ميانمار أثارت احتجاجات دولية واسعة النطاق وإدانات شديدة اللهجة لزعيمتها الفعلية أونج سان سوكي التي قدمت وحكومتها القليل من التفسيرات حول محنة الروهينجا باستثناء أن ما يحدث هو إعادة صياغة للوضع الراهن لخدمة أهداف أمنية قومية بينما أطلق المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين على عملية نزوح الروهينجا وصف “مثال نموذجي على التطهير العرقي”.