أخبار عالميةعاجل

«واشنطن بوست» : قرار روسيا بطرد الدبلوماسيين الأمريكيين أول رد فعل انتقامي

اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الصادرة، اليوم الأحد، أن قرار روسيا بطرد العشرات، أو ربما المئات، من الدبلوماسيين الأمريكيين وغيرهم من مسئولي السفارة يمثل أول رد فعل انتقامي على العقوبات الأمريكية ضدها، والتي جاءت بشكل لم يُمكن التنبؤ به بل وحملت في طياتها عواقب عدة.

وقالت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- إن قرار روسيا يعتبر نتيجة لإحباطات أصيب بها زعيم كان يعتقد أن رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة يمكن أن تغير كل شيء،ثم شاهد عقب ذلك ضياع تلك الآمال وذوبانها وسط موجة من الفضائح والاتهامات.

وأضافت أنه “بغض النظرعما إذا كان الكرملين يصدق فعلا حقيقة إنكاره للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، تبقى هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها؛ وهي أن روسيا أصبحت الآن أكبر عدو سياسي لواشنطن. ومن منطلق إدراك أن ترامب أصبح مكبل اليدين والقدمين، وفقا لما وصفه مسئول روسي بالسياسة الخارجية، فإن موسكو تدرس حاليا خيارات عدة للانتقام”.

ونقلت الصحيفة عن أندرية كولسنيكوف، الصحفي الروسي المخضرم والقريب من دائرة الرئيس فلاديمير بوتن، قوله “إن أحدا لم يهتز من عقوبات 2014 بسبب الوضع في أوكرانيا، فقد كانت أقرب إلى مزحة.. غير أن هناك شعورا واسعا الآن بين أوساط المسؤولين الروس يؤكد أن الوضع أصبح خطيرا للغاية. والجميع ينظر لبوتن ليرى ماذا سيفعل”.

وأبرزت الصحيفة أن ثمة قولا مأثورا ومشتركا حول بوتن يدور حول أنه تكتيكي حكيم لكنه استراتيجي ضعيف. فقد كانت لبوتن اليد العليا في الصراعات مع الدول المجاورة مثل أوكرانيا وجورجيا، ولكن أثناء ذلك، أحاط نفسه بالأعداء. ومع تزايد الضعف السياسي لترامب، فإن التدخل الإلكتروني الروسي في انتخابات 2016 يؤكد هذا القول المأثور. وفي هذا يقول كولسنيكوف “لا أعتقد أنه كان
يدرك إلى ماذا سيؤول هذا الأمر”.

وعن التوقعات بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، نقلت الصحيفة عن أندريه سيدوروف، الخبير في شئون السياسة الدولية بجامعة موسكو، قوله “إنه في حال تم تمرير قرار العقوبات الجديدة والتصديق عليها من جانب الرئيس، فإننا سندخل لامحالة مرحلة ما كنا نسميها بالحرب الباردة.. وهذه الحرب تحمل دائما في طياتها ردود متنوعة”.

وتابعت الصحيفة الأمريكية تقول “إن بوتن صرح مسبقا أن رد بلاده سيعتمد على نسخة القرار الذي سيصدق عليه ترامب. فيما أكدت صحيفة /كوميرسانت/ الروسية القريبة من الكريملين أن موسكو تنظر في عدة خيارات؛ أولها: وقف صادرات التيتانيوم واليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة،مما قد يضر بصناعات الطيران واليورانيوم الأمريكية، ثانيا: الوقوف أمام المبادرات الأمريكية داخل الأمم المتحدة مثل قرارات التصويت على فرض عقوبات ضد كوريا الشمالية وكذلك التعاون بشأن سوريا؛ وأخيرا الاستيلاء على ممتلكات الشركات الأمريكية داخل روسيا أو حتى طردها من البلاد مثل جوجل أو ميكروسوفت”.

وأخيرا، قالت “واشنطن بوست” إن هناك فكرة أخرى طرحت داخل أروقة الكريملين تمحورت حول توسيع التعاون مع أوروبا، وربما الصين، لموازنة قوة الولايات المتحدة. فيما أعرب قادة أوروبيون عن غضبهم إزاء العقوبات الأمريكية المزمعة ضد روسيا، وأكدوا أنها يمكن أن تؤتي بنتائج عكسية، وتوجه ضربة لجهود عبر الأطلسي ترمي إلى كبح العدوان الروسي ضد أوكرانيا، كما تهدد بشن حرب تجارية بين أوروبا والولايات المتحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى