واشنطن بوست : فرحة ممزوجة بالخوف والترقب بعد النصر على داعش في الموصل
رصدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الصادرة اليوم (الأربعاء) امتزاج مشاعر البهجة والفرحة بالنصر على تنظيم داعش الارهابي واخراج مقاتليه من مدينة الموصل العراقية مع مشاعر الخوف والترقب مما يحمله المستقبل لأهل المدينة التي أصاب الدمار والخراب معظم أرجائها.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها (بثته على موقعها الالكتروني) برصد مشاعر الفرحة؛ حيث قالت إنه بمجرد شروق شمس الموصل بدون وجود داعش، كان بالامكان أن تسمع أصوات الفرحة والابتهاج تملأ المكان، وغناء الاهالي وتلويحهم بأعلام العراق، علاوة على اطلاق السائقين لأبواق سياراتهم، لدرجة تشعر معها وكأن العراق كله قد توحد في ابتهاجه للنصر على داعش.
وأشارت إلى أن الاحتفالات عمت ارجاء العراق منذ أن اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم أمس الأول الاثنين انتهاء المعركة ضد داعش في الموصل بشكل رسمي بعد تسعة أشهر من القتال،مما دفع العراقييين إلى النزول الى شوارع بغداد للتعبيرعن فرحتهم . وفي مدينة البصرة الجنوبية، استمر اطلاق الالعاب النارية حتى وقت متأخر من الليل.
وأضافت الصحيفة: “أن هذه الاحتفالات ربما توفر قدرا كبيرا من الشعور بالارتياح لشعب كان يعاني بالفعل من حالة تفكك عندما سقطت الموصل في يد داعش قبل ثلاثة أعوام. لذا فإن هزيمة داعش شكلت ضربة قوية للمسلحين، بل وحرمتهم من واحدة من أهم معاقلهم وأنهت حلمهم بتشكيل شبه دولة لهم في العراق”.
من ناحية اخرى، وعلى الأرض، قالت الصحيفة:”إن النصر على داعش شابته أعمال فوضى كثيرة.. فلا أحد يعرف تماما عدد من قتلوا خلال اعمال القتال.فضلا عن أن نصف سكان المدينة تم تشريدهم؛وتدمير معظم معالم الموصل ومناطقها المكتظة بالسكان دون أن يخرج احد باعتراف رسمي بذلك”.
وتابعت الصحيفة تقول أن” مثال المدن الأخرى التي تم استعادتها من داعش يشير إلى أن الحكومة العراقية قد تناضل من أجل أعاده بناء وتوطين أكثر الفئات ضعفا ، الذين أصبح معظمهم الآن مكدسا في مخيمات المشردين أو الذين يعيشون مع أقاربهم.”
كما رصدت الصحيفة قصة احدى العائدات إلى الموصل، وتسمى شيماء، 17 عاما، وكانت تجلس في ذهول وسط فوضى توزيع المساعدات لتروى قصتها وتقول إن اختها ماتت في القصف.بينما لم تر اشقاءها الثلاثة منذ أن تم اعتقالهم في احد سجون داعش العام الماضي، ومات والدها في غارة جوية، ومنذ ذلك الحين لم تر والدتها.
وتضيف شيماء:”اننا استعدنا مدينتنا بالفعل، ولكن لم يتبق لي فيها شيئا”.وفي هذا، قالت الصحيفة:”إن حال شيماء مثل حال معظم الاسر التي عادت إلى الموصل”.
وختمت “واشنطن بوست” :إن الأمن لايزال يقف تحديا هائلا في مدينة كانت تأوي أكثر من 5ر2 مليون نسمة قبل الحرب.وقد اثبت المسلحون بالفعل قدرتهم على شن تفجيرات عشوائية في المناطق التي استعادتها قوات الأمن منذ فترة طويلة.كما لم يشعر السكان بارتياح بشأن احتمال وجود خلايا نائمة، فضلا عن تخوفهم في بعض الاحيان من أن تسمح ضعف سيادة القانون للمقاتلين المتطرفين بالتجول بحرية بمجرد دفعهم للرشاوى”.